البدو الرحل "ينعشون" نسب تصويت "الرئاسة" الجزائرية
القانون الجزائري يسمح للبدو الرحل بالتصويت 72 ساعة قبل الموعد الرسمي للتصويت بسبب "تشتتهم عبر الصحراء الجزائرية الكبرى".
واصل الناخبون من "البدو الرحل" بالجزائر، الثلاثاء، التصويت لليوم الثاني لاختيار ثامن رئيس للبلاد في انتخابات الرئاسة من بين خمسة مرشحين تقدموا للسباق الرئاسي.
ويتوزع السكان "البدو الرحل" في المناطق الصحراوية والحدودية مع موريتانيا ومالي والنيجر وليبيا، ويقدم القانون الجزائري الاقتراع في تلك المناطق 72 ساعة عن الموعد الرسمي في جميع الانتخابات.
ويرجع ذلك إلى "تشتت السكان"، وفق ما جاء في الفقرة الثانية للمادة 33 من قانون الانتخاب بالجزائر، التي تنص أن "يتم تقديم افتتاح الاقتراع بـ72 ساعة على الأكثر في البلديات التي يتعذر فيها إجراء عمليات التصويت في يوم الاقتراع نفسه".
وحددت أسباب ذلك في "المادة التي تتصل ببعد مكاتب التصويت وتشتت السكان لأي سبب استثنائي في بلدية ما".
وتختلف طريقة تصويت "البدو الرحل" بالجزائر عن بقية الناخبين في المدن فيما يسمى "المكاتب المتنقلة"، حيث تقوم السلطات الجزائرية بإنشاء خيام خاصة بعمليات التصويت وتحت حراسة أمنية، لتعذر تنقل السكان إلى مكاتب الاقتراع في المحافظات والبلديات الصحراوية المتباعدة عن بعضها بآلاف الكيلومترات.
وتوضح الفقرة الثالثة من المادة السابقة أن "عدد مكاتب التصويت المتنقلة والتي يتم وضعها في إطار تنفيذ أحكام الفقرة 2 (من المادة نفسها)، تخضع لمعايير تسهيل تصويت الناخبين المذكورين حصرياً في هذه الأحكام فقط".
ولم تكشف السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر عن عدد الهيئة الناخبة الخاصة بالبدو الرحل، في وقت تقدرهم وسائل إعلام محلية بين 500 ألف و600 ألف ناخب.
ويبلغ عدد مكاتب التصويت المتنقلة التي تنطلق من مختلف المحافظات الجنوبية بالجزائر 35 مكتباً، وتحت مراقبة ممثلين عن المرشحين الخمسة، وفق ما كشفت عنه السلطة المستقلة للانتخابات.
كما كشفت عن "مشاركة قوية" للبدو الرحل في العملية الانتخابية، وصلت إلى 50% في الساعات الأولى للتصويت يوم الإثنين وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وأحدث الإقبال المحدود للجالية الجزائرية بالخارج على التصويت في انتخابات الرئاسة مخاوف لدى السلطات الجزائرية ومديريات الحملات الانتخابية للمرشحين، والتي انطلقت السبت الماضي في 60 مركزاً انتخابياً عبر كافة البعثات الدبلوماسية للجزائر في العالم.
وتباينت قراءة المراقبين لحجم الإقبال على التصويت في أوساط الجالية والبدو الرحل، بينما توقع خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تشهد الانتخابات الرئاسية يوم الخميس المقبل إقبالاً متفاوتاً بين المحدود إلى حد المنعدم في محافظات منطقة القبائل الثلاث (البويرة، تيزيوزو، بجاية) التي أعلن غالبية سكانها مقاطعتهم الانتخابات.
وجزئياً في المحافظات الكبرى أو التي تضم أكبر عدد من السكان، خاصة العاصمة وقسنطينة وعنابة (شرق)، ووادي سوف وورقلة (جنوب)، ونسب تصويت كبيرة في محافظات أخرى بشرق وغرب وجنوب البلاد، كما جرت عليه العادة في المواعيد الانتخابية السابقة.