تخريب خطي أنابيب نورد ستريم.. إلى من تشير أصابع الاتهام؟
يتجه التحقيق في عملية تخريب خطي أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم عام 2022 في بحر البلطيق نحو عناصر أوكرانية
مع الكشف عن مذكرة توقيف أصدرها القضاء الألماني في حق غواص أوكراني يشتبه بضلوعه في الهجوم مع آخرين، وفق وسائل إعلام ألمانية.
الأربعاء، كشفت هذا العنصر الجديد في القضية الغامضة التي تجري متابعتها منذ ما يقرب من عامين، وسائل إعلام ألمانية ولا سيما قناة إي آر دي التلفزيونية العامة وصحيفتا دي تسايت وسودويتشه تسايتونغ.
- حرب الطاقة الباردة.. مخزون الوقود الأمريكي ينخفض وروسيا تمد حظر البنزين
- لماذا خالفت الطاقة الدولية توقعات أوبك للطلب على النفط في 2024؟
وأكد مكتب المدعي العام البولندي لوكالة فرانس برس أنه تلقى في حزيران/يونيو مذكرة توقيف أوروبية أصدرها مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني في حق أوكراني كان موجودا في ذلك الوقت في بولندا، وتم التعريف عنه باسم فولوديمير ز.
وبموجب قواعد المساعدة القانونية المتبادلة الأوروبية، كان أمام السلطات البولندية 60 يوما للرد على الطلب الألماني وتوقيف هذا المشتبه به.
إلا أن الأخير غادر بولندا مطلع تموز/يوليو عائداً إلى أوكرانيا، حسبما أشار مكتب المدعي العام البولندي، ملقياً باللوم على السلطات الألمانية لأنها، حسب قوله، لم تدرج المشتبه به في قائمة المطلوبين، ما سمح له بالمغادرة.
تصميم على مواصلة التحقيق
ردا على طلب وكالة فرانس برس، رفض مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، المسؤول عن أحد جوانب التحقيق في هذا الهجوم، التعليق.
وفي برلين، لم يعلق نائب المتحدث باسم الحكومة، فولفغانغ بوشنر، على هذا التطور الأخير، لكنه أشار لصحفيين إلى أن القضاء الألماني عازم على مواصلة التحقيقات في عملية التخريب، أيا كان منفذوه.
وأضاف: "التحقيق يجري... من دون تمييز بين الأشخاص وبغض النظر عن النتيجة"، مضيفا أن هذا لا يغير حقيقة أن روسيا تشن حربا ضد أوكرانيا.
أفادت وسائل الإعلام الألمانية أن مدرب الغوص الأوكراني فولوديمير ز. كان يعيش في مكان قريب من وارسو.
ويشتبه القضاء الألماني في ضلوعه مع غواصين أوكرانيين آخرين، عرفت عنهما وسائل الإعلام الألمانية باسم يوفين يو. وسفيتلانا يو. في تخريب خط أنابيب الغاز في أعماق بحر البلطيق.
ويعتقد أن الثلاثة نقلوا المتفجرات إلى الموقع على متن المركب الشراعي "أندروميدا" الذي كشف مكتب المدعي العام الألماني عام 2023 أنه فتح تحقيقا بشأنه.
وقال المحققون إن هذا المركب الشراعي انطلق من روستوك في ألمانيا على بحر البلطيق، ثم توقف في جزيرة دنماركية، قبل أن يتوجه إلى السويد وبولندا.
وتقول وسائل إعلام ألمانية إن مسؤولين ألمان أعربوا في جلسات خاصة عن استغرابهم لعدم تعاون بولندا في هذا التحقيق، وهو ما يثير شبهة تواطؤ محتمل ربما استفاد منه الأوكرانيون.
وعلى وسائل الإعلام الألمانية التي نجحت في الاتصال بهما دحض فولوديمير ز. وسفيتلانا يو. أي تورط لهما في الهجوم. وقالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية التي اتصلت بسفيتلانا يو. الأربعاء، إن الأخيرة تنوي اللجوء إلى القضاء للدفاع عن نفسها ضد تأكيدات وسائل الإعلام الألمانية.
كييف تنفي تورطها
بينما أغلقت السويد والدنمارك التحقيق في القضية مطلع السنة، واصل المحققون الألمان عملهم. لكن بحسب وسائل إعلام ألمانية، لا يوجد دليل في هذه المرحلة يشير إلى أن المشتبه بهم الأوكرانيين تصرفوا بناء على أوامر من سلطات بلادهم أو الاستخبارات أو الجيش.
وتنفي كييف أن تكون مسؤولة عن هذا التخريب. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة بيلد الألمانية اليومية في حزيران/يونيو 2023 "لا يمكن أن أفعل ذلك على الإطلاق".
في آذار/مارس 2023، أكدت صحيفة نيويورك تايمز، استنادا إلى معلومات اطلعت عليها الاستخبارات الأميركية، أن "مجموعة موالية لأوكرانيا" تقف على الأرجح وراء التخريب، ولكن من دون مشاركة رئيس الدولة.
في 26 أيلول/سبتمبر 2022، حدثت أربعة تسربات ضخمة للغاز سبقتها انفجارات تحت الماء بفارق ساعات قليلة في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 اللذين يربطان روسيا بألمانيا وينقلان معظم الغاز الروسي إلى أوروبا. ولم تكن خطوط أنابيب الغاز تعمل وقت حدوث التسريبات.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز