السادس في أسبوع.. ما أهداف كوريا الشمالية من تصعيد تجاربها الصاروخية؟
مع تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، أطلقت كوريا الشمالية، السبت، صاروخين باليستيين صوب الساحل الشرقي في رابع عملية إطلاق خلال أسبوع.
إطلاق الصاروخين الباليستيين أكدته هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة بكوريا الجنوبية التي قالت إن بيونج يانج أطلقت الصاروخين صوب الساحل الشرقي يوم السبت.
وقال خفر سواحل اليابان نقلا عن وزارة الدفاع، إن مقذوفَين على الأقل أُطلِقا من كوريا الشماليّة. من جهتها نقلت محطة "إن إتش كيه" العامة اليابانية عن مصدر حكومي لم تُسمّه أنّ المقذوفَين أنهيا مسارهما خارج المنطقة الاقتصاديّة الخالصة لليابان.
يأتي إطلاق الصاروخين بعد أن أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أكبر تدريبات عسكرية مشتركة منذ نحو خمس سنوات وبعد زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس إلى كوريا الجنوبية هذا الأسبوع.
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية البريطانية عن "قلقها العميق" من قرار كوريا الشمالية، إجراء مزيد من تجارب الصواريخ الباليستية، في "انتهاك" لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
نزع السلاح
ودعت المملكة المتحدة، كوريا الشمالية إلى الامتناع عن "الاستفزازات"، واتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه. مشيرة إلى أن المملكة المتحدة تلتزم بالسلام في شبه الجزيرة الكورية، والتمسك بالنظام الدولي القائم على القواعد وتأمين إنهاء الأنشطة غير القانونية لكوريا الشمالية.
وكانت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس اختتمت الأسبوع الماضي، رحلتها التي استغرقت أربعة أيام إلى آسيا، والتي توقفت فيها يوم الخميس في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، لتؤكد التزام الولايات المتحدة بأمن حلفائها الآسيويين في مواجهة كوريا الشمالية.
ماذا يعني إطلاق الصواريخ؟
وأطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى يوم الأربعاء، بينما كانت هاريس في اليابان، بالإضافة إلى صاروخ واحد قبل أن تغادر واشنطن يوم الأحد، في عمليات إطلاق قياسية لتجارب الصواريخ هذا العام، والتي تهدف إلى تقريب بيونج يانج من الاعتراف بها كقوة نووية كاملة.
والتقت هاريس، رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في مكتبه في سول، في لقاء أدانا فيه تكثيف كوريا الشمالية لتجارب الأسلحة، مؤكدين مجددًا التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الجنوب بمجموعة كاملة من قدراتها العسكرية في حالة الحرب.
وقال مكتب يون، إن الرئيس الكوري الجنوبي وهاريس أعربا عن قلقهما بشأن تهديدات كوريا الشمالية بحدوث صراع نووي، وتعهدا برد أقوى غير محدد على الاستفزازات الكورية الشمالية الكبرى، بما في ذلك تجربة نووية، يقول مسؤولون كوريون جنوبيون إنها قد تجرى في الأشهر المقبلة.
اختبار نووي
وهناك مؤشرات على أن كوريا الشمالية قد تصعد تجاربها الصاروخية خلال الفترة المقبلة، للضغط على واشنطن للقبول بها كقوة نووية، فيما قال مسؤولون كوريون جنوبيون الأسبوع الماضي إنهم رصدوا مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لاختبار نظام صاروخي باليستي مصمم ليتم إطلاقه من الغواصات، بحسب صحيفة "نيكي آسيا"
ويقول مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون أيضًا إن كوريا الشمالية من المحتمل أن تستعد لإجراء أول تجربة نووية لها منذ عام 2017، في الفترة ما بين عقد الصين مؤتمرها للحزب الشيوعي في الأسبوع الذي يبدأ في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وقبل إجراء الولايات المتحدة انتخابات التجديد النصفي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفقًا للمشرعين الكوريين الجنوبيين الذين حضروا إيجازًا مغلقًا من دائرة المخابرات الوطنية.
وأعرب بعض الكوريين الجنوبيين عن اهتمامهم بإعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية بعد إزالتها من كوريا الجنوبية في التسعينيات، لمتابعة برنامج الأسلحة النووية الخاص بها، فيما دعا رئيس كوريا الجنوبية، الجارة الشمالية إلى العودة إلى الدبلوماسية النووية، التي انهارت في عام 2019 بسبب الخلافات حول خطوات نزع السلاح في الشمال.
لكن ما الأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية؟
كانت آخر مرة أجرت فيها كوريا الشمالية اختبارًا لقنبلة نووية في عام 2017، وبلغت قوة الانفجار الذي وقع في موقع الاختبار ما بين 100-370 كيلو طن.
وتمتلك كوريا الشمالية قنبلة تزن 100 كيلو طن وهي أقوى بست مرات من تلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في عام 1945.
وتهدف كوريا الشمالية الآن إلى اختبار نوع أصغر من الرؤوس الحربية النووية بقوة تفجيرية مماثلة، وفقًا لجوزيف بيرن، الباحث في تشاتام هاوس.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز