حرب إعلامية غير مسبوقة بين الصين وكوريا الشمالية
الحرب الكلامية المعتادة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية فتحت ساحة جديدة لها لتكون بين الصين وكوريا الشمالية في تصعيد تاريخي
ردت الصين بقوة على التحذيرات شديدة اللهجة التي وجهتها إليها بشكل مفاجئ كوريا الشمالية على خلفية تحيّز الصين للموقف الأمريكي في رفض التجارب الصاروخية الأخيرة لبيونج يانج.
وجاء ذلك بعد ساعات من توجيه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية تحذيرا للصين من "عواقب خطيرة" إذا واصلت اختبار بيونج يانج.
وطالبت الوكالة الصين بأن توجه الشكر لبيونج يانج لأنها "توفر الحماية للصين" وكانت حائط صد في الصراع بينها وبين الولايات المتحدة.
وردا على ذلك، انتقدت صحيفة "جلوبل تايمز" الصينية الرسمية الخميس "المنطق غير العقلاني" الذي وقعت بيونج يانج ضحيته، ملمحة بذلك إلى برامجها النووي، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
واعتبرت الصحيفة الصينية أن تعليقات الوكالة الكورية الشمالية "لا تعدو كونها مقالا عدوانيا جدا مليئا بالمشاعر القومية".
كما طالبت الصحيفة حكومتها بأن تبعث برسالة إلى كوريا الشمالية بأنها "سترد بشكل غير مسبوق" إذا أجرت بيونج يانج تجربة نووية جديدة.
غير أن وزارة الخارجية الصينية دخلت على خط الحرب الكلامية الإعلامية الرسمية لتلطف الأجواء بوسائلها الدبلوماسية.
ففي المؤتمر الصحفي اليومي قال جينج شوانج المتحث باسم الخارجية الخميس إن "موقف الصين واضح وثابت، فهو يقضي بإقامة علاقة تعاون، علاقة ود وحسن جوار مع كوريا الشمالية".
"نعتمد منذ سنوات موقفا صحيحا وموضوعيا حول هذا الملف: إننا ندعم بقوة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة والسلام الإقليمي، وحلا (للأزمة) عبر التفاوض".
وتابع: "نأمل في أن يتحمل جميع الأطراف المعنيين مسؤولياتهم، من أجل المساهمة في الاستقرار الإقليمي".
وتقدم الحرب الكلامية بين وسائل الإعلام الرسمية، دليلا جديدا على تدهور العلاقات بين البلدين في السنوات الاخيرة.
وعموما فإن الصين من أبرز حلفاء كوريا الشمالية طوال السنين الماضية، ولكنها لا تخفي رفضها لتنامي الطموحات النووية لكوريا الشمالية؛ حيث يساورها القلق من أن تؤدي إلى حرب إقليمية بينها وبين كوريا الجنوبية واليابان تغذيها الولايات المتحدة وتؤثر على كل دول المنطقة.
وبدأ التوتر بين بكين وبيونج يانج عندما علقت الصين في فبراير/الصين استيراد الفحم من كوريا الشمالية الذي يعد مصدرا أساسيا للعملات الأجنبية للأخيرة.
كما دعت وسائل إعلام رسمية صينية إلى فرض عقوبات أكثر تشددًا على كوريا الشمالية حال قيامها بتجربة نووية جديدة.
واقترحت الصين في الأسابيع الأخيرة أن تعلق كوريا الشمالية برنامجيها النووي والبالستي، وفي المقابل توقف الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية التي تجريها كل سنة في كوريا الجنوبية وتعتبرها كوريا الشمالية استفزازًا لها.
وتمارس واشنطن من جانبها ضغوطا على بكين لحمل بيونج يانج على تقديم تنازلات.