اليابان وأمريكا تردان على كوريا الشمالية بمناورات أسرع من الصوت
تصريحات النواب في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة تتصاعد بالغضب من عدم اتخاذ ترامب خطوة عملية ضد بيونج يانج
أعلنت اليابان أنها أجرت مناورات جوية مشتركة مع قاذفات أمريكية أسرع من الصوت في الأجواء اليابانية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية أمس الثلاثاء، مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة.
وقالت قوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية في بيان صحفي إن المناورات التي جرت حول جزيرة كيوشو بجنوب اليابان شاركت فيها قاذفتان أمريكيتان من طراز بي-1 بي لانسر ومقاتلتان يابانيتان طراز إف-2.
وصدر البيان بعد قليل من إعلان كوريا الشمالية اليوم الأربعاء أنها تدرس توجيه ضربة لجزيرة جوام الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن أي تهديد من بيونجيانج سيقابل "بالنار والغضب".
وتضم جزيرة جوام قاعدة أندرسون الجوية التي تحتفظ فيها الولايات المتحدة بمقاتلاتها من طراز بي1-بي، كما تضم قاعدة بحرية.
وبحسب بيان قوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية فإن الطائرات الأمريكية القادرة على حمل قنابل نووية أعقبت المناورات مع اليابان بإجراء تدريبات منفصلة مع القوات الكورية الجنوبية.
وفي تصعيد للأجواء الساخنة منذ أسابيع في المحيط الهادي أعلنت بيونج يانج أنها "تبحث الآن بشكل دقيق خطة العمليات لإقامة غلاف ناري في المناطق المحيطة بجزيرة جوام بواسطة صاروخ بالستي متوسط المدى هواسونج 12"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
أضافت الوكالة أن هذه الخطة سيتم إنجازها وقد يتم تطبيقها في أي لحظة، فور اتخاذ كيم كونج أون القائد الأعلى للقوة النووية لكوريا الشمالية، رئيس البلاد، القرار بذلك.
وردا على ذلك قالت مادلين زد بوردالو عضو الكونجرس عن جزيرة جوام، إنها واثقة من قدرة القوات الأمريكية على حماية الجزيرة من التهديدات النووية "المزعجة للغاية" من كوريا الشمالية.
ودعت بوردالو الرئيس دونالد ترامب لإظهار "زعامة راسخة" والعمل مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوتر ومنع كوريا الشمالية من تطوير برنامج أسلحتها.
وقالت عضو الكونجرس في بيان لها: "جوام تظل آمنة وأنا واثقة في قدرة الدفاعات الأمريكية لحماية جزيرتنا وحلفائنا في المنطقة".
وشاطر نواب آخرون بوردالو تصريحاتها الموجهة لترامب؛ حيث انتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديموقراطي إليوت إنجل ما سماه بـ"الخط الأحمر السخيف" الذي رسمه ترامب إزاء تهديدات بيونج يانج المتواصلة.
وقال "إن أمن أمريكا لا يقوم على قوة جيشنا فحسب، بل كذلك على مصداقية القائد الأعلى لقواتنا المسلحة".
كما شكك السيناتور الجمهوري جون ماكين في رد ترامب، قائلا إن "القادة العظماء لا يهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزين للتحرك.. لست واثقا بأن الرئيس ترامب جاهز للتحرك".
ورأى الأمين العام السابق للحلف الأطلسي "الناتو" أندرس فوج راسموسن أن تصريحات ترامب "تهدف إلى إخافة بكين وبيونج يانج على السواء"، غير أنه حذر من أن "الخطوط الحمراء الرئاسية التي تبقى حبرا على ورق تولد سوابق خطيرة".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، معلومات جديدة عن التقدم الذي حققته كوريا الشمالية في برنامجها النووي، حيث نقلت عن تقرير سري أنجزته وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية الشهر الماضي أن النظام الشيوعي نجح في تكييف حجم رؤوسه النووية لتثبيتها على صواريخ عابرة للقارات، ما يمكنه من التهديد بشن هجوم نووي على القوة الأولى في العالم.
وهذا التقدم يسمح لبيونج يانج بأن تصبح قوة نووية فعلية قادرة على تحقيق الهدف المعلن لزعيمها كيم كونج أون، وهو ضرب الولايات المتحدة.
وحتى الشهر الماضي، كان الخبراء يقولون إن كوريا الشمالية بحاجة من سنتين إلى 3 سنوات لتطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي، لكن هذه الحسابات تغيرت فجأة بعد أن أجرت بيونج يانج الشهر الماضي تجربتين صاروخيتين، وكانت المرة الأولى التي يعرض فيها كيم هذه القدرات.