صحيفة صينية: واشنطن وسول تجاهلتا مخاوف كوريا الشمالية
تحليل يظهر موقف الصين المنتقد لتجاهل أمريكا وكوريا الشمالية للمخاوف الأمنية لبيونج يانج والذي دفع الأخيرة لمواصلة أنشطتها النووية.
فرض مجلس الأمن الدولي بالإجماع، يوم السبت، عقوبات جديدة وأكثر صرامة على كوريا الشمالية، تنص العقوبات على حظر جميع صادرات الفحم لكوريا الشمالية وأيضاً الحديد وخام الحديد والرصاص وخام الرصاص والمأكولات البحرية كما حظر على البلاد زيادة عدد العمال الذين ترسلهم إلى الخارج.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، من شأن تلك العقوبات أيضاً خفض عائدات التصدير السنوية لكوريا الشمالية بمقدار الثلث، مما يخفض بشكل كبير من مصدر العملة الأجنبية في البلاد.
ويري بعض الخبراء الصينيين أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في الاعتقاد بأن الأنشطة النووية والصاروخية التي تقوم بها كوريا الشمالية سببها عدم وجود ضغوط خارجية عليها، فهذا "أمر سخيف للغاية".
وتقول الصحيفة إنه "بطبيعة الأمر لا تدعم كل من الصين ولا روسيا أيضاً تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ، لكن تختلف نظرتهما حول أسباب وكيفية حل هذه القضية عن الولايات المتحدة."
وتعتبر الصين أن استمرار واشنطن في إثارة ضجة حول هذه القضية، يعني أنها تبحث عن عذر لتقاعسها عن تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وتمتلك كوريا الشمالية أسلحة نووية واختبرت الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تنتهك بشدة قرارات مجلس الأمن الدولي،
وترى الصين، بحسب الصحيفة، أن تجاهل الولايات المتحدة للمخاوف الأمنية لبيونج يانج هو ما يدفعها لمواصلة أنشطتها النووية والصاروخية بالرغم من فرض العقوبات عليها، وسوف تبذل المزيد من الجهود لتتمكن من امتلاك المزيد من الصواريخ العابرة للقارات لتضرب بها الولايات المتحدة.
وذكرت "جلوبال تايمز" أن وجهة نظر بكين أنه إذا كان الغرب يعتقدوا أن كوريا الشمالية وحدها من تتحمل مسؤولية القضية النووية بدلاً من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، فإن هذه العقلية غير الملائمة لن تساعد فى حل الأزمة.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن امتنانه للصين وروسيا على تعاونهم فى قرار مجلس الأمن الدولي الجديد، وطالما أن الصين وروسيا تنفذان بصدق القرارات، فيجب أن تعترف واشنطن بجهودهما وألا تتجاهلها كما تفعل دائماً.
وبما أن حل القضية النووية لكوريا الشمالية يتطلب جهود جميع الأطراف المعنية، يتعين على واشنطن وبكين وموسكو احترام بعضهما البعض بدلاً من أن تستمر واشنطن في اتخاذ التدابير التي تتماشي مع مصالحها على حساب الآخرين، بحسب المصدر نفسه.
وقالت “نيكي هالي" سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، يوم السبت "لقد حاولنا أن نوضح عدة مرات أن جميع الخيارات مطروحة"، إلا أنه يبدو من الصعب جعل الأميركيين يدركون أنه بدون معالجة المخاوف الأمنية لبيونج يانج فإن فرض عقوبات عليها لن يحل القضية النووية مطلقاً.
وأضافت الصحيفة أن سيول تجاهلت مخاوف الصين من نشر نظام "ثاد" الصاروخي المضاد للصواريخ، الذي تعتقد الصين أنه لن يحل مخاوف سيول الأمنية ولن يؤدي إلا إلي زيادة الأمور تعقيداً، وتستمر في مساعدة الولايات المتحدة على عرض عضلاتها في شبه الجزيرة الكورية.
ويقول الخبراء الصينيون أيضاً إنه يتعين على واشنطن أن تنظر بجدية فى "الاقتراح المزدوج" الذي تقترحه الصين، كما يتعين على الولايات المتحدة أن تسعي إلى السلام والتعايش بدلاً من الهيمنة الجيوسياسية.