جلوبال تايمز: أمريكا تستخدم كوريا الشمالية لعزل الصين
الولايات المتحدة تواصل خلق الصراعات مع الصين فى محاولة لشحن الدول المحيطة بها لمواجهة صعودها المتزايد.
قالت صحيفة صينية إن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمة قضية كوريا الشمالية وبرنامجها النووي لعزل الصين عالميا.
- العقوبات الأمريكية تنعش التجارة بين الصين وروسيا
- سفير الصين بالأمم المتحدة: أزمة كوريا الشمالية تعود لأمريكا
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن العقوبات الجديدة التي مررها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، عقب التجارب التي أجرتها كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مؤخرا، تحاول الولايات المتحدة الضغط على الدول المجاورة للصين لخفض علاقاتها الاقتصادية مع كوريا الشمالية، مع تعزيز سيطرتها الاستراتيجية على تلك الدول.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطاً على جيران الصين من خلال فرض عقوبات دولية على كوريا الشمالية، تُشجع أيضاً الولايات المتحدة هذه الدول على أن تكون أقرب إلى واشنطن، وفي الوقت نفسه تزعزع توازن التواجد السياسي والاقتصادي المتزايد للصين في المنطقة المحيطة.
وأضافت أن بعض الدول المجاورة للصين اعترفت، ولأسباب تاريخية، بأن الصين تتحمل المسؤولية الكاملة عن القضية النووية لكوريا الشمالية، وباتوا يراقبون مسار استراتيجية الصين مع الدول المجاورة من خلال الطريقة التي تعالج بها الصين الممارسات النووية لبيونج يانج.
وكانت الدول المجاورة للصين مثل فيتنام وميانمار وماليزيا والهند حافظت منذ فترة طويلة على العلاقات الاقتصادية مع كوريا الشمالية بمقاييس متنوعة، الأمر الذي مكَن بيونج يانج من الحصول على جزء من تمويلها لتطوير المعدات العسكرية بما فيها الاسلحة النووية، إلا أن ضغوط الولايات المتحدة دفعت بعض الدول إلى حظر تعاملاتها التجارية مع كوريا الشمالية، مثل الهند التي قطعت علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية في إبريل، باستثناء الغذاء والدواء.
ومنذ أيام، طالب الممثل الأمريكي الخاص لسياسة كوريا الشمالية، جوزيف يون، ميانمار بإنهاء علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية تماما، واعتبر ذلك شرطا اساسياً لرفع العقوبات الأمريكية بشكل كامل عن ميانمار وتطبيع العلاقات معها. ورفضت حكومة ميانمار الطلب الامريكي وأصرّت على عدم وجود علاقات عسكرية مع كوريا الشمالية من الأساس.
في حين غيرت فيتنام، التي كانت تحافظ على علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، موقفها بعد زيارة رئيس وزراء فيتنام نجوين شوان فوك إلى الولايات المتحدة في أيار / مايو.
وقالت الصحيفة الصينية إن ملف كوريا الشمالية النووي أصبح شرطاً بالنسبة للدول المجاورة للصين لإظهار ولائها للولايات المتحدة من خلال اتخاذها مواقف تتماشى مع المصالح الأمريكية، تماماً كما فعلت كل من كوريا الجنوبية واليابان بتقديمهما بعض الفوائد الاقتصادية لهذه الدول لتعويض الخسائر الناجمة عن تنفيذ المطالب الأمريكية بقطع العلاقات الاقتصادية مع كوريا الشمالية.
وخفضت شركة كيا موتورز الكورية الجنوبية استثماراتها في الصين، في حين استثمرت 1.1 مليار دولار أمريكي لبناء منشأة صناعية في الهند بحلول عام 2019، كما أصبحت كوريا الجنوبية أكبر مستثمر في فيتنام خلال العام الماضي.
ومنذ تولي ترامب منصبه، لم تشكل الولايات المتحدة إطارا كاملا وصريحا لاستراتيجيتها في آسيا، غير أن ترامب على ما يبدو بات يسير على نهج سابقيه بمواصلة خلق الصراعات مع الصين فى محاولة لتعبئة الدول المحيطة بالصين لمواجهة صعودها الإقليمي والعالمي سياسيا وعسكريا واقتصاديا.