هل يقايض كيم جونج أون ترسانته النووية بإعادة بناء الاقتصاد؟
زعيم كوريا الشمالية قال إنه حان الوقت لتبني "خط استراتيجي جديد" والتركيز على الاقتصاد، فيما اختلف خصومه في تفسير هذه العبارة
منذ تولي كيم جونج أون منصبه زعيمًا لكوريا الشمالية، دعا للسعي نحو تحقيق نمو اقتصادي ونووي؛ بهدف جعل الدولة "قوة نووية اشتراكية عظمى".
- نزع النووي.. خلاف في التأويل بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية
- كوريا الشمالية.. مفاعل نووي جديد يهدد قمة ترامب-كيم
لكن الزعيم الكوري الشمالي أعلن، السبت، أن بلاده لم تعد في حاجة إلى إجراء تجارب نووية أو إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات؛ لأنها استكملت تسليحها النووي.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تلك الاستراتيجية كانت مركز دعاية الحكومة وكفلها ميثاق الحزب الحاكم، لكن قال كيم إنه حان الوقت الآن لتبني "خط استراتيجي جديد" وتركيز موارد البلاد على إعادة بناء اقتصادها.
يأتي إعلان زعيم كوريا الشمالية بالتحول من الاختبارات النووية إلى الاهتمام بالنمو الاقتصادي قبل أيام على اللقاء المقرر مع نظيره الكوري الجنوبي مون جيه-إن، وقبل أسابيع على القمة المخطط لها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم الشكوك حول قدرة البلاد على ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي، إلا أن زعيم كوريا الشمالية بدا واضحًا في نيته حيال عقد مفاوضات مع واشنطن بنفس الطريقة التي اتبعها الاتحاد السوفيتي منذ عقود.
لكن السؤال المهم هو ما إذا كان سيتخلى عن أسلحته النووية، وليس فقط وقف التجارب.
ويقول صانعو السياسات في كوريا الجنوبية إن كيم يلوح باستعداده لتفكيك ترسانته النووية من أجل الأهداف الصحيحة، متضمنة مساعدات اقتصادية ومعاهدة سلام وغيرها من الضمانات الأمنية من واشنطن، وهي الإجراءات التي يحتاجها لإعادة بناء اقتصاد بلاده.
وقال لي جونج-سوك، وزير التوحيد الكوري الجنوبي السابق، إن كيم جونج أون يسعى لنوع من النمو الاقتصادي يشبه النمو في الصين، مضيفًا: "نحن نظرنا فقط للجانب النووي لحكم كيم جونج أون، وحاولنا بشدة عدم النظر للجانب الآخر. إنه مستعد للتخلي عن الأسلحة النووية من أجل التنمية الاقتصادية. إن كان راضيًا بمجرد إطعام شعبه ثلاث وجبات في اليوم، لم يكن ليتخلى عن أسلحته النووية".
وقال تشيونج سيونج تشانج، خبير كوري شمالي، إن إعلان كيم سيرفع توقعات شعبه بشأن الإصلاحات الاقتصادية.
لكن رأى لي سونج-يوون، خبير كوري بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس، أن قرار كيم يعتبر مجرد إعادة لأسلوب كوري شمالي قديم، لمحاولة إرباك الأعداء بتحركات درامية في مسعى للفوز بامتيازات دون حتى وجود نية التخلي عن الأسلحة النووية، لافتًا إلى أن التاريخ يعيد نفسه كمسرحية هزلية، وأن ألاعيب كيم جونج أون مزيفة.
وفي ذلك قال مسؤولون أمريكيون إن كوريا الشمالية خدعتهم مرارًا خلال محادثات سابقة حول نزع السلاح النووي؛ حتى أن اتفاقا مبرما في 1994 انهار في النهاية عندما اتهمت الولايات المتحدة بيونج يانج بتخصيب اليورانيوم سرًا.
كما انهار اتفاق آخر عام 2005 خلال نزاع على كيفية التحقق من التجميد النووي، وعام 2012، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى بعد الموافقة على حظر الاختبارات الصاروخية.
وقال آدم ماونت، باحث بارز باتحاد العلماء الأمريكيين في واشنطن، إن الأمر يبدو وكأنه عرض للسيطرة على السلاح من أمة نووية أكثر منه نظام معزول مكره على نزع السلاح، مشيرًا إلى أن التصريح محدد بدقة، ويتحدث عن سقف جزئي للبرامج النووية والصاروخية الكورية الشمالية وليس نزع الأسلحة.