تجربة نووية سابعة.. لماذا تقلق واشنطن من كوريا الشمالية؟
تتزايد المخاوف من أن كوريا الشمالية ستجري قريبا سابع تجربة نووية لها، بعد إطلاقها صاروخا طويل المدى حلق فوق الأراضي اليابانية.
ويأتي مثل هذا التحرك المتوقع في إطار حملة عسكرية كورية شمالية ممتدة منذ 6 أشهر، تضمنت عشرات التجارب الصاروخية ولهجة خطابية عدائية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها بغرب المحيط الهادئ.
وعلى الرغم من أن جمهورية كوريا الشمالية أصبحت قوة نووية منذ فترة، بحسب تحليل أعده بيتر هويسي، باحث شؤون الدفاع بمعهد هدسون، ونشرته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، هناك خمسة أسباب تجعل الحكومة الأمريكية وحلفاءها باليابان وكوريا الجنوبية تتعامل مع التجربة السابعة بجدية.
وتمثل أول تلك الأسباب في أن كوريا الشمالية تستخدم أسلحتها النووية كدرع يمكنها الاحتماء خلفه والقيام بأعمال الدولة المارقة بما في ذلك الإرهاب، بحسب التحليل، الذي أشار إلى أن التقدم في القدرات النووية لكوريا الشمالية ستزيد فقط ثقة الزعيم كيم جونج أون بقدرته على التحرك والإفلات من العقاب.
وعن السبب الثاني، أوضح التحليل أن الأسلحة النووية والتجارب الصاروخية والتكنولوجيا بمثابة مورد ومصدر للأموال، إذ يمكن لبيونج يانج تقديم المعرفة لدول أخرى (على سبيل المثال، إيران وباكستان) والتي تسعى لتحسين تقنيتها النووية والصاروخية.
ويتمثل السبب الثالث في أن كوريا الشمالية تحصل على جزء كبير من أموالها النقدية بالعملة الصعبة من "مغامراتها الإجرامية بالخارج"، لا سيما مبيعات المخدرات وعمليات التزوير. ثم تمر تلك الأموال عبر الصين في طريقها إلى النخبة الكورية الشمالية، وفق الصحيفة.
ولفت التحليل إلى السبب الرابع يتمثل في بيع بيونج يانج الأسلحة إلى روسيا وإيران، وفي المقابل قد تحصل على قدرات نووية ذات تكنولوجيا متطورة من موسكو مثل كيفية إجراء هجوم من نوع النبض الكهرومغناطيسي أو بناء صاروخ عالي الدقة.
وخامسا، تنفذ كوريا الشمالية ما تطلبه الصين من خلال إبقاء الولايات المتحدة وحلفائها منشغلين بشمال غرب آسيا.
وكلما استمرت كوريا الشمالية في هذه التهديدات، تظل الولايات المتحدة غير قادرة على تكريس انتباهها الكامل ومواردها لحماية تايوان، وفق التحليل ذاته.
وأشار التحليل إلى أن تجربة نووية كورية شمالية قد تتضمن أيضًا جهازا نوويا صغيرا نسبيا، مما يعطي مزيدا من الأدلة على أن جمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية لديها أسلحة مناسبة لصاروخ باليستي يطلق من البحر، وهو ما يزيد قدرة النظام على البقاء والردع.
ورغم هذا التحليل، يظل السؤال الرئيسي: لماذا لا تعمل الصين على إنهاء البرنامج النووي في كوريا الشمالية؟
وفي كتاب أصدره توماس ريد، السكرتير السابق لسلاح الجو الأمريكي ونائب مستشار الأمن القومي، عام 2010، أوضح الكاتب كيف ساعدت الصين صراحة نظام كيم في تطوير تكنولوجيا الأسلحة النووية ونشرها جزئيا عبر شبكة "إيه كيو خان" النووية ومقرها باكستان.
ونبع ذلك عن سياسة الأمين العام ورئيس الحزب الشيوعي دينج شياو بينج عام 1982 بتحويل بلاده لمزود لتكنولوجيا الأسلحة النووية لدول مارقة مثل باكستان، وكوريا الشمالية، وإيران، والعراق، وليبيا.
وعلى النقيض من التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1969، نشرت الصين تكنولوجيا الأسلحة النووية إلى حلفائها للتسبب في مشاكل للولايات المتحدة والغرب، وليس من قبيل المصادفة أن كلا من تلك الدول كانت نقاط توتر عالمية على مدار الأربعة عقود الماضية.
وبعد أعوام، تعتبر كوريا الشمالية الآن دولة لديها أسلحة نووية مع ترسانة تشمل عشرات القنابل.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز