ضربة بـ"نيران صديقة".. "نووي" كوريا الشمالية يواجه عقبة مفاجئة
على مدار سنوات، صعدت كوريا الشمالية درجات في سلم "النادي النووي"، وأجرت تجربة وراء تجربة، فيما كان خصومها يأملون في "أي تعطيل".
وجاء التعطيل خلال الأيام الماضية، حين عصفت سلسلة انهيارات بمنجم اليورانيوم الذي يغذّي الأسلحة النووية الكورية الشمالية، لدرجة أنه يمكن رؤية حجم الكارثة من الفضاء.
واكتشف الباحث الأمريكي جاكوب بوغل، الذي أعد خريطة شاملة للبلد من صور الأقمار الصناعية، الانهيار في صور حديثة لمنجم بيونغسان، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن المنجم يعتبر المصدر الرئيسي لليورانيوم الخام للنظام، والذي يمكن تكريره إلى "كعكة صفراء"، ويصبح في النهاية اليورانيوم المستخدم في الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنجم يبعد أقل من كيلومتر عن المحطة العاملة الوحيدة في كوريا الشمالية التي يمكنها معالجة اليورانيوم الخام وتحويله إلى كعكة صفراء.
لكن المنجم تعرض لكارثة، حيث التقطت صور الأقمار الصناعية ظهورا مفاجئا لمنخفضات كبيرة في الأرض القريبة من مدخل المنجم، وقال بوغل إن جميع المؤشرات توحي بوقوع انهيار.
وأوضح: "منجم بيونغسان تحت الأرض، لذلك الجوانب الظاهرة الوحيدة هي مداخل النفق، والمرافق الموجودة على سطح الأرض مثل معدات السحق وأكوام الفحم".
وتابع "مع ذلك، شهد المنجم سلسلة من الحفر غير المنتظمة مع عدم وجود نشاط مرتبط بها – لا شاحنات، لا آلات حفر، ولا شيء يرجح أنه تم حفرها لتسهيل عمليات التعدين".
وأشار بوغل إلى أن هذه المنطقة من المنجم كانت ضعيفة بالفعل جراء انهيار عرضه 100 متر وقع منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمان، لافتا إلى أن الانهيار الأخير يبدو تدريجيا، ويتجه غربا في انهيارات متتالية من عام 2019 إلى 2021.
ومضى قائلا: "يرجح ذلك أن ممرات المناجم فقدت دعمها الهيكلي وزاد رشح المياه من ضعف الموقع، متسببا في الانهيارات التي تتبع مسارات الممرات".
ومع كل صورة جديدة للأقمار الصناعية، واصلت أكوام النفايات النمو، مع بناء هياكل جديدة فوق الأرض.
وقال بوغل: "لا يزال المنجم مستخدما، وتنامت أكوام المخلفات الرئيسية كل عام على مدار العقد الماضي، ما يشير إلى استمرار العمليات فيه".
وذكرت صحيفة "ديلي ميل"، أن منجم بيونغسان كبير للغاية لدرجة أنه -حتى بعد الانهيارات الأخيرة- من المرجح استمراره في ضخ اليورانيوم لأسلحة كيم جونغ أون.
لكن بوغل حذر من أن الانهيارات قد تكون البداية، قائلا إن "التعدين أحد أخطر القطاعات في كوريا الشمالية. ويفتقر البلد إلى المعدات الحديثة".
وأشار إلى أن العوارض الخشبية هي الطريقة الأكثر شيوعا لدعم الأسقف، لكن بدون التخطيط الكافي أو الصيانة الروتينية، يمكن أن يتسبب وزن الصخور في حدوث انهيار، لافتا إلى أن كيم جونغ أون أعلن في ديسمبر/كانون الأول أنه يريد بناء المزيد من الأسلحة النووية، ويجب تعدين المزيد من الخام من بيونغسان لتحقيق ذلك.
لكن بالنظر إلى السجل الحافل للمنطقة، لا يمكن أن يعني ذلك سوى مزيد من الحوادث والانهيارات مع إخراج المزيد من المواد للمعالجة.
ويقع منجم بيونغسان على بعد 62 ميلا من جنوب شرق بيونغ يانغ، وأقل من 30 ميلا من الحدود الكورية الجنوبية.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg
جزيرة ام اند امز