«انتفاضة غربية وصمت روسي».. صدى حرب أوكرانيا يرتد في الكوريتين
خطوات عدة تتلاحق تصب كلها في خانة ارتداد الحرب الروسية الأوكرانية في الكوريتين.
وزيرة خارجية كوريا الشمالية في روسيا، في أعقاب مصادقة مجلس الدوما على شراكة استراتيجية شاملة مع بيونغ يانغ، فيما رئيسا كوريا الجنوبية وأوكرانيا يتفقان على تعزيز التعاون الاستخباراتي.
- طيارون من كوريا الشمالية في روسيا.. تدريب أم مدد؟
- مخاوف صينية.. ماذا تربح كوريا الشمالية من التقارب مع روسيا؟
اتهامات لكوريا الشمالية
وتصاعدت الاتهامات الغربية لكوريا الشمالية بالانخراط في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وزاد البنتاغون من تقديراته لعدد الجنود الشماليين الذين يقول إنهم يتلقون تدريبات في روسيا تمهيدا للمشاركة في الحرب، وهو ما تنفيه بيونغ يانغ.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إنه تحدث مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، بشأن "مشاركة القوات العسكرية الكورية الشمالية" في الحرب، حسب "رويترز".
وأضاف على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "النتيجة واضحة، هذه الحرب باتت دولية وتتجاوز حدود البلدين. اتفقنا على تعزيز الاستخبارات وتبادل الخبرات وتكثيف الاتصالات على جميع المستويات".
من جهته، قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، إن "يون وزيلينسكي اتفقا على عقد مشاورات استراتيجية للرد بشكل مشترك على ما قال إنه تعاون عسكري غير قانوني بين موسكو وبيونغ يانغ يشمل نشر قوات كورية شمالية".
وأضاف أن الرئيسين "أدانا بشدة إرسال كوريا الشمالية أسلحة وقوات لدعم روسيا".
في غضون ذلك، وصلت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي، الثلاثاء، إلى روسيا في زيارة رسمية.
وذكرت "فرانس برس" أنه من المنتظر أن تتوجه الوزيرة التي وصلت إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، إلى موسكو غدا.
وفيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ "نحو 12 ألف جندي كوري شمالي سيتواجدون قريبا في روسيا لتلقّي التدريب"، رفع البنتاغون تقديراته لعدد الجنود من 3 آلاف إلى 10 آلاف.
شراكة موسكو وبيونغ يانغ
والخميس الماضي، صوّت مجلس النواب الروسي بالإجماع لصالح المصادقة على"معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع كوريا الشمالية.
ويتعين عرض المعاهدة على مجلس الاتحاد (الشيوخ) للموافقة عليها في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تم التوقيع على هذه المعاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية في 19 يونيو/حزيران الماضي، خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغيانغ، وهي مثال على التقارب المتسارع بين البلدين.
وتنص المعاهدة في المادة الرابعة منها على "مساعدة عسكرية فورية" في حال وقوع عدوان مسلح من بلد ثالث.
وردا على سؤال حول هذه المعاهدة وطريقة تطبيقها، تجنب بوتين الذي أنجز تقاربا دبلوماسيا وعسكريا متسارعا مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون منذ عام 2022، الإجابة بشكل مباشر، وقال: "هذا شأننا".
تقدم كبير للجيش الروسي
وأحرز الجيش الروسي تقدما في الأراضي الأوكرانية وسيطر على 478 كيلومترا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو أكبر تقدم على مدى شهر منذ مارس/آذار في العام 2022، بحسب تحليل أجرته "فرانس برس" استنادا إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأمريكي.
ودخل البنتاغون على خط الأزمة، وقال إنّ كوريا الشماليّة أرسلت نحو 10 آلاف جندي لتلقّي تدريب في روسيا، فيما أعرب حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي عن تخوفهما من تصعيد خطير.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم البنتاغون سابرينا سينغ: "نعتقد أن كوريا الشمالية أرسلت نحو 10 آلاف جندي للتدريب في شرق روسيا، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى تعزيز القوات الروسية قرب أوكرانيا في الأسابيع المقبلة"، مضيفة: "قسم من هذه القوات اقترب بالفعل من أوكرانيا".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال أمس إن "إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا يشكّل تطورا خطيرا جدا".
وأكدت الولايات المتحدة، أنها عبّرت للصين عن قلقها إزاء نشر جنود كوريين شماليين في روسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن واشنطن أوضحت للصين "أنها تشعر بقلق إزاء هذا الأمر".
من جهته، حذّر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، من "تعزيز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ".
وعقب محادثة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن "إرسال جنود كوريين شماليين "للمرة الأولى لدعم الحرب الروسية، يشكّل تصعيدا خطيرا".