"تسونامي نووي".. جديد كوريا الشمالية لتهديد سول وواشنطن
ما زالت كوريا الشمالية مصرة على التصعيد في منطقة جنوب شرق آسيا، سواء مع جارتها الجنوبية أو الولايات المتحدة المتحالفة معها.
وتثير التجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ بشكل متكرر، غضبا واستياء دوليا، وتتسبب في ردود فعل مضادة من سول وواشنطن، من أهمها إجراء تدريبات عسكرية ومناورات مشتركة، وهو ما تعتبره كوريا الشمالية تهديدا مباشرا لها.
ورغم ذلك فإن كوريا الشمالية أعلنت، الجمعة، أنها اختبرت هذا الأسبوع غواصة جديدة قادرة على شن هجوم نووي ردا على المناورات الأمريكية - الكورية الجنوبية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش الكوري الشمالي نشر واختبر خلال تدريبات استمرت من الثلاثاء إلى الخميس الماضيين، قبالة مقاطعة هامغيونغ الجنوبية منظومة أسلحة جديدة مهمتها "التسبب بتسونامي إشعاعي واسع النطاق" عبر انفجار تحت المياه لتدمير سفن وموانئ معادية.
وأوضحت أن هذه الغواصة يمكن نشرها على أي ساحل أو ميناء وسحبها بواسطة سفينة سطحية، مضيفة أن "السلاح السري" وُضِع الثلاثاء في المياه قبالة مقاطعة هامغيونغ الجنوبية وفَجّر الخميس رأسا حربيا تجريبيا.
وذكرت أنه حتى ذلك الوقت، كانت الغواصة قد طافت لمدة 59 ساعة و12 دقيقة على عمق 80 إلى 150 مترا.
وتقول اللجنة العسكرية المركزية الشمالية التابعة لحزب العمال الحاكم إن هذه التجارب هدفها "تحذير العدو من أزمة نووية حقيقية وللتحقق من موثوقية قوة الدفاع الذاتي النووية".
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية في بيونغ يانغ، فقد "وجّه" الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هذه التدريبات وقال إنها يجب أن تكون بمثابة تحذير للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أجل "إدراك القدرة غير المحدودة" لبلاده على الردع.
وقالت الوكالة إن كيم "أعرب عن رغبته في جعل الإمبرياليين الأميركيين والنظام في كوريا الجنوبية يغرقون في اليأس".
ويوم الأربعاء الماضي، أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ كروز، بحسب الجيش الكوري الجنوبي الذي يجري حاليا تدريبات مشتركة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة.
وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات بمثابة تدريبات على غزو لأراضيها وحذرت مرارا من أنها ستتخذ إجراءات "ساحقة" ردا على ذلك.
وعززت واشنطن وسول التعاون الدفاعي في مواجهة التهديدات العسكرية والنووية المتزايدة من جانب كوريا الشمالية التي أجرت تجارب استفزازية لأسلحة محظورة على نحو مكثف.
وتوقعت كوريا الجنوبية أن تواصل بيونغ يانغ الاستفزازات العسكرية خلال فترة التدريبات المشتركة بين واشنطن وسول، والتي يصفها الشمال بأنها استعداد لشن حرب ضده.
وأطلقت كوريا الشمالية نحو 6 صواريخ خلال الفترة الماضية، ردا على التدريبات العسكرية الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعد الأكبر من نوعها منذ سنوات.
وبدأت واشنطن وسول تدريبات عسكرية مشتركة، هي الأكبر منذ سنوات، واستمرت لعشرة أيام واختتمت الخميس.
ويوم الاثنين الماضي، ناقش اجتماع بمجلس الأمن، تطورات الوضع بين الكوريتين، حيث دعت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الاجتماع كوريا الشمالية إلى الالتزام بالقانون الدولي.
كما طالبت دولة الإمارات كوريا الشمالية، بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والعودة إلى معاهدة عدم الانتشار النووي، معتبرة أن إطلاق كوريا الديمقراطية الشعبية مؤخراً للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لا يمثل تهديداً للمنطقة فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره وأمنه واستقراره الجماعي.
بكين وبيونغ يانغ.. علاقات قوية
وتريد واشنطن أن تلعب الصين دورا أكبر لوقف التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، إذ قال قائد القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال جون أكويلينو قبل أسبوعين إن الصين لديها دور تلعبه في العالم إذا التزمت بالنظام القائم على القواعد، خاصة فيما يتعلق بكوريا الشمالية، التي تعتمد على بكين كحليف رئيسي لها.وقال أكويلينو إن تطوير الأسلحة المتزايد في كوريا الشمالية، والذي أكدته عشرات الصواريخ التي أطلقتها العام الماضي، يشكل تهديدا متزايدا لكوريا الجنوبية واليابان، مشيرا إلى أن بيونغ يانغ طورت قدراتها لتهديد الولايات المتحدة أيضا.
ولطالما صورت كوريا الشمالية التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على أنها تدريبات على الغزو، رغم أن الحلفاء وصفوا تلك التدريبات بأنها دفاعية.
ويقول العديد من الخبراء إن كوريا الشمالية تستخدم تدريبات منافسيها كذريعة لتوسيع ترسانتها النووية وقدرتها العسكرية بشكل عام.
ولا تخفي بكين وبيونغ يانغ علاقاتهما القوية.
ويوم الأربعاء الماضي، قال وزير الدفاع الكوري الشمالي جو نان، إنه سيتم تعزيز العلاقات العسكرية المشتركة بين الصين وكوريا في المستقبل القريب.
وبعث وزير الدفاع الكوري الشمالي جو نان برسالة تهنئة إلى عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني المعين حديثًا لي شانج فو، أكد فيها أنه سيتم تعزيز العلاقات العسكرية بين بيونغ يانغ وبكين وتطويرها على مستوى استراتيجي جديد وفقًا للنوايا السامية لزعيما البلدين، وذلك في ظل الجهود المشتركة للجانبين.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين كوريا الشمالية والصين إلى 327 مليون دولار في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، بزيادة نسبتها 140% عن نفس الفترة من العام الماضي وفقا للبيانات الصادرة من الإدارة العامة للجمارك الصينية.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز