نوستالجيا اقتصادية.. 85 عاما على اكتشاف النفط في السعودية (صور)
في مثل هذا اليوم قبل 85 عاما عرفت المملكة العربية السعودية طريقها إلى النفط، فكيف كانت الرحلة؟
كانت قصة اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية لاعبا تاريخيا ضخما في تحول المملكة من منطقة يقوم اقتصادها حول الزراعة والتجارة والصناعات البسيطة، وكان موردها الأساسي يعتمد على الحج والعمرة، إلى دولة تعتمد على 90% من إيراداتها على عوائد النفط.
عملية الحفر الأولى
البداية حين أعطى المهندس الجيولوجي "ماكس ستاينكي" التعليمات للحفارين في ديسمبر/كانون الأول 1936 للبدء بحفر بئر الاختبار العميقة رقم "7" في الدمام، بعد أن كانت نتائج حفر الآبار الستة الأخرى مخيبة للآمال.
وبعد ذلك بعشرة أشهر وبالتحديد في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1937 وعند عمق 1097 مترا شاهد الحفارون 5.7 لترات من الزيت في طين الحفر المخفف العائد من البئر مع بعض الغاز.
وفي آخر يوم من عام 1937 أخفقت معدات التحكم في السيطرة على البئر، وأثارت البئر قاذفة بما فيها من السوائل والغازات، وبعد الحفر إلى عمق 1382 متراً، لم يجد فريق الحفر كمية تذكر من الزيت.
بئر الدمام رقم "7"
ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال، ففي الأسبوع الأول من مارس/آذار 1938، حققت بئر الدمام رقم "7" الأمل المرجو وكان ذلك عند مسافة 1440 متراً تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقل عن 60 متراً عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده.
وأنتجت البئر 1585 برميلا في اليوم في الرابع من مارس/آذار 1938، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 3690 برميلا في السابع من مارس/آذار وسجل إنتاج البئر 2130 برميلا بعد ذلك بتسعة أيام، ثم 3732 برميلا بعد خمسة أيام أخرى، ثم 3810 براميل في اليوم التالي مباشرة.
قبة الدمام الجيولوجية يظهر في وسطها جهاز الحفر الذي كان يحفر بئر الدمام رقم 7.
وكان الملك عبدالعزيز قد وقع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال"، وأعقب التوقيع توافد الجيولوجيون إلى مدينة الدمام.
حفر بئر الدمام رقم "1 "
وفي 30 أبريل/نيسان 1935 تقرر بدء العمل في حفر بئر الدمام رقم "1"، وبعد سبعة أشهر أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر الزيت وذلك حينما وصل عمق الحفر إلى قرابة 700 متر، ولكن أجبر عطل في المعدات طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر وتم سده بالأسمنت.
وبدأ العمل في حفر بئر الدمام رقم "2" في 8 فبراير/شباط 1936، وما أن جاء يوم 11 من مايو/أيار من نفس العام حتى كان فريق الحفر قد وصل إلى عمق 633 متراً، وحينما اختبرت البئر في شهر يونيو/حزيران 1936 تدفق الزيت منها بمعدل 335 برميلاً في اليوم.
وبعد انقضاء أسبوع على ذلك الاختبار وإثر المعالجة بالحامض بلغ إنتاج الزيت المتدفق من البئر 3840 برميلاً يوميا، شجع ذلك على حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6، دون انتظار التأكد من أن الإنتاج سيكون بكميات تجارية أو التعرف على حجم الحقل المكتشف.
وتبين أن بئر الدمام رقم "2" كانت "رطبة" بمعنى أنها تنتج الماء بشكل رئيس، ولم يزد إنتاج بئر الدمام "3" على 100 برميل من النفط الثقيل يوميا، كما اتضح أن الآبار رقم "4" و"5" و"6" جافة، فيما كانت البئر رقم "7" الأكثر إنتاجا.
اكتشاف النفط في السعودية
وفي أكتوبر/تشؤين الأول 1938 أعلنت المملكة رسمياً عن اكتشاف الزيت بكميات تجارية في بئر الدمام رقم "7" ليتم بعدها إنجاز خط أنابيب بطول 69 كيلومترا من حقل الزيت في الدمام إلى ميناء رأس تنورة عام 1939.
وتم تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في الأول من مايو/أيار 1939، وكان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها.
واستمر الزيت يتدفق من البئر رقم "7" حتى عام 1982، عندما استبعدت لأسباب تشغيلية، وذلك بعد 45 سنة من الإنتاج المستمر، وبلغ مجموع ما أنتجته ما مقداره 32 مليون برميل، وبمعدل إنتاج يومي بلغ 1600 برميل.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز