التلوث الناجم عن حريق نوتردام.. صداع في رأس الفرنسيين
الباحثة الفرنسية تقترح تغليف الكاتدرائية الشهيرة في فرنسا بغلاف مقاوم للماء معتبرة أنه الحل الوحيد لمنع الرياح من نقل التلوث بالرصاص
دعت منظمات ونقابات فرنسية السلطات لتنقية الهواء من تلوث الرصاص الناجم عن حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، لما له من آثار سلبية على صحة الإنسان بالتسبب في أمراض مزمنة وتشوه للأجنة.
وتحت عنوان "التلوث بالرصاص بـ"نوتردام" باريس، هل يجب أن يدق ناقوس الخطر؟"، أشارت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إلى أن مستوى الرصاص في الجو ارتفع بشكل مثير للقلق، الأمر الذي دعا المنظمات البيئية المطالبة بتنقية الجو من التلوث بالرصاص.
وأوضحت الصحيفة أن ائتلاف النقابات وجمعيات وأسر ضحايا التسمم بالرصاص، دعوا السلطات الفرنسية إلى تنقية الجو من الرصاص لما يسببه مرض تسمم الرصاص من فشل كلوي وأمراض في الجهاز العصبي في حالة استنشاقه أو ابتلاعه.
ووفقا للصحيفة، اتضح أن مئات عدة من الأطنان من هذا المعدن الثقيل الموجود في سقف البرج المستدير انصهر أثناء الحريق وتبخر في شكل جزيئات في سماء الكاتدرائية، وأيضا في مناطق متاخمة عدة لها بنسب مرتفعة تتخطى بكثير مستوى 5000 ميكروجرام/م2.
من جانبها، قالت آني ثيبود موني الباحثة في علم الاجتماع الصحي: "كلما كانت هناك رياح قوية يمكننا أن نتخيل كل الأتربة الموجودة على الحجارة ستنتقل من باريس إلى أنحاء البلاد"، معربة عن قلقها من ارتفاع مستويات التلوث من الرصاص بفعل الحريق التي وصلت إلى لوكسمبورج.
واقترحت الباحثة الفرنسية تغليف الكاتدرائية، الأكثر شهرة في فرنسا، بغلاف مقاوم للماء، معتبرة أنه الحل الوحيد لمنع الرياح من نقل التلوث بالرصاص، موضحة أنه عن طريق ذلك الحل لن نرى أبراج الكاتدرائية، ولكن سنحمي السكان المحليين من التلوث.
من جانبها، ذكرت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتور" الفرنسية أن خطر هذا التلوث الناجم عن احتراق الكاتدرائية يتسبب في أمراض بالجهاز التنفسي والعصبي كما يتسبب في تشوه الأجنة، موضحة أن الأطفال دون سن الـ7 والنساء الحوامل الأكثر تعرضا للخطر.
ووفقا للمجلة فإن الخطر بوجود نسبة الرصاص في جسم الإنسان يبدأ من 50 ميكروجرام لكل لتر من الدم.
إلى ذلك، حذر المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في فرنسا من أن "عنصر الرصاص يشكل خطرا على صحة الإنسان حتى عند التركيزات المنخفضة"، موضحا أنه عنصر سام، ويسبب انخفاضا في معدل الذكاء "بفقدان نقطة ذكاء لكل 12 ميكروجراما في لتر الدم" كما يؤثر على قدرة السمع والنمو والخصوبة.
وبحسب المعهد الفرنسي فإنه في المتوسط يتعرض الفرنسيون الصغار إلى نسبة 18 ميكروجراما لكل لتر من الدم، وهو ما يعد خطيرا، كما يؤدي الرصاص إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى "بما في ذلك السرطان" وارتفاع ضغط الدم ويضعف الحيوانات المنوية.
ومنذ اندلاع حريق بكاتدرائية "نوتردام" باريس في 15 أبريل/نيسان الماضي، ارتفع تركيز نسبة الرصاص في الجو بطريقة مضاعفة، الأمر الذي يعد خطرا على صحة الأطفال حال التعرض له، بسبب انصهار مئات الأطنان من هذا المعدن في برج وسقف الكاتدرائية خلال الحريق.
وكانت الوكالة الإقليمية للصحة الفرنسية أوصت بإجلاء جميع المباني على بعد 500 متر من محيط الكاتدرائية، وتم توسيع هذا المحيط بعد ارتفاع نسبة الرصاص إلى أكثر من 5 آلاف ميكروجرام/م 2 "ميكروجرام لكل متر مربع".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز