المخرج التونسي النوري بوزيد: "عرايس الخوف" يكشف جرائم الإخوان
المخرج التونسي نوري بوزيد أخرج أعمالا تناولت العلاقة بين الفرد والمجتمع في تقاطعات الإرهاب والسياسة والاغتراب الثقافي
قال المخرج التونسي النوري بوزيد إن فيلمه "عرايس الخوف" الذي افتتح الدورة الـ30 لأيام قرطاج السينمائية يعري تستر تنظيم الإخوان الإرهابي بتونس وجرائمهم في تسفير المواطنين، بخاصة النساء منهم، إلى بؤرة التوتر الإرهابي في سوريا.
ويعتبر "بوزيد" من أهم المخرجين في تونس منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأخرج أعمالاً تناولت العلاقة بين الفرد والمجتمع في تقاطعات الإرهاب والسياسة والاغتراب الثقافي، فكان فيلمه "ريح السد" سنة 1986 بمثابة الانطلاقة التي وثقت سينما الواقع في تونس، لتمر السنوات بعدها لإخراج فيلم بعنوان "آخر فيلم" شرح فيه ظاهرة الإرهاب في بعده السوسيولوجي سنة 2006.
وأكد "بوزيد" لـ"العين الإخبارية" على هامش عرض فيلمه في افتتاح أيام قرطاج السينمائية، أن حركة النهضة الإخوانية هي من دعمت وساهمت في تسفير الإرهابيين إلى سوريا، وذلك عن طريق فتح الأبواب أمامهم للوصول إلى مناطق النزاع.
وأوضح أن شريطه السينمائي مقتبس من الواقع التونسي بعد بحث دقيق ومفصل من خلال مقابلته لنساء تونسيات عائدات من سوريا والعراق.
وتواجه حركة النهضة الإخوانية في تونس طيلة 8 سنوات اتهامات بالارتباط بالتنظيمات الإرهابية وتورطها في التساهل مع الإرهاب على الشريط الحدودي الغربي للبلاد.
وأضاف النوري بوزيد أنه يهدف من خلال طرحه السينمائي تحذير الشباب التونسي من مخاطر الانخراط في معارك إرهابية، مشددا على أهمية معالجة الشخصيات التي تعاني من أزمات نفسية حتى لا تنضم إلى التنظيم الإرهابي.
ووضح بأن اشتغاله على الشخصيات جاء بعد فترة من استيعابه الفكري لاغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 والقيادي القومي محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز من السنة نفسها.
وتابع "أن المرأة التونسية هي حائط الصد الأول في وجه الإخوان بتونس"، وقال: "إسقاط حكومة الإخوان سنة 2013 جاء نتيجة ملحمة نسائية ضد الأفكار الظلامية".
وعن الشخصيات التي تناولها فيلم "عرائس الخوف" أكد "النوري بوزيد" أنها ركّزت على معاناة المرأة التونسية التي وقع "التغرير" بها على حد تعبيره من قبل الأطراف السياسية النافذة في البلاد بين سنتي 2011 و2014 لتسفير الشباب إلى ساحات القتال في الشرق الأوسط.
وافتتح فيلم "عرائس الخوف" الدورة 30 من أيام قرطاج السينمائية التي تمتد من 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2019
وحصل النوري بوزيد في مناسبتين من أيام قرطاج السينمائية على التانيت الذهبي، الأولى كانت سنة 1986 عن فيلم" ريح السد" والثانية كانت سنة 2006 عن فيلم "آخر فيلم".
وتحتضن أيام قرطاج السينمائية 22 قاعة سينمائية، إضافة إلى العديد من العروض التي ستتم داخل السجون التونسية، وفي مختلف المحافظات التونسية.
يشار إلى أن الدورة 30 من أيام قرطاج السينمائية ستشهد عرض أكثر من 80 فيلما وثائقيا وروائيا وأفلام قصيرة، وسيشارك في المسابقة الرسمية 44 فيلما متنوعا.