المخرجة سارة العبيدي: ظلم المرأة في السينما "مشكلة مفتعلة"
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع المخرجة التونسية سارة العبيدي للتعرف على المشاكل التي تواجه المخرجات وحال السينما التونسية مؤخرا
المخرجة سارة العبيدي من أهم الأسماء التي ظهرت في السينما التونسية خلال السنوات الأخيرة، ونجحت في لفت الأنظار بفيلمها الروائي الطويل الأول "بنزين"، الذي حصد العديد من الجوائز في مهرجانات دولية وعربية، وتستعد حاليا لتقديم تجربتها السينمائية الثانية.
وقالت سارة العبيدي في حوارها مع "العين الإخبارية" إن المشاكل التي تواجه المخرجات في السينما التونسية هي ذاتها التي تواجه المخرجين الرجال، مؤكدة أن السينما التونسية تعيش حاليا أفضل أيامها.
كيف ترين مشاركة فيلمك الأول "بنزين" بمهرجان سلا المغربي لفيلم المرأة؟
هذه المشاركة جاءت لتمثيل السينما التونسية كضيفة شرف، إذ عرض الفيلم خارج المسابقة، وهي مشاركة مهمة بالنسبة لي كون "سلا" من المهرجانات المعروفة عربيا، فضلا عن أنه مختص بإبداع المرأة وعودنا على عرض الأفلام الجيدة، لذلك سعدت بحضوري.
وسبق عرض الفيلم بمهرجاني وجدة وأغادير في المغرب أيضا، وحصل على جائزتي أحسن ممثلة وأحسن ممثل، كما شارك في المسابقة بمهرجان تطوان.
هل المخرجة العربية تتعرض لنوع ما من الظلم؟
أشعر أحيانا بأن هناك افتعالا للمشكلة، صحيح تمثيل المرأة في السينما العربية ليس كبيرا، لكن هذا الحال على مستوى العالم، فالمخرجات لسن بعدد الرجال.
وفي تونس التي أعرف ظروفها عن أي بلد آخر لا أشعر أن هناك ظلما للمرأة أو تفرقة عن الرجل، فتقريبا لنا الحظوظ نفسها، والمشاكل ذاتها أيضا، وتتعلق بالتمويل والإنتاج بصفة عامة.
وأرى أن الفرق الوحيد بين المرأة والرجل ناتج عن الدور التقليدي للمرأة كأم، فأنا أحتاج وقتا أكبر من الرجل لإخراج الفيلم، لأنه ليس لديه مسؤولية الأمومة وتربية الأطفال.
أما عن طرح الموضوعات، فتكون مختلفة عن الرجل، فنحن المخرجات قد نطرح الموضوع نفسه لكن برؤية مختلفة، وهذا الاختلاف مهم لأنه يكون ثراء المشهد السينمائي بصفة عامة.
هل تختلف الهموم التي تشغل المخرجات عن نظرائهن من المخرجين؟
ربما هناك زوايا تجد أهمية أكبر لدى المرأة، وربما المخرجات يبحثن في الخفايا ومناطق الظل التي قد لا يتطرق لها الرجال، سواء كان ذلك في حياتهن اليومية أو همومهن، وهذا مهم حتى يكون هناك صوت للمرأة وصوت للرجل بصفة عامة.
لماذا اخترت قضية الهجرة غير الشرعية لتسليط الضوء عليها في أولى أعمالك؟
يشغلني جدا كمخرجة وامرأة ومواطنة تونسية البعد الإنساني، فهو ذات علاقة بما نعيشه اليوم، والفيلم يتعرض لهجرة الشباب وتعرضهم للموت في مياه البحر المتوسط، وهي مشكلة تتجاوز الحدود التونسية وموجودة في أغلب بلدان العالم.
والسياسات للأسف غير قادرة على حل المشكلة، وبالتالي المجتمع غير قادر على فهمها، والفيلم قدمته بعد الثورة التونسية 2011، حيث هاجر نسبة كبيرة من الشباب أو مات أو ابتلعته مياه البحر المتوسط.
كيف ترين واقع السينما التونسية حاليا؟
السينما التونسية تعيش أفضل أيامها، فلدينا حاليا عدد كبير من المخرجين والمخرجات، وعدد كبير من الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة مقارنة بالأعوام السابقة، وأصبح هناك أيضا طرق عديدة لإنتاج الأفلام.
وتتمتع السينما التونسية حاليا بنوع من التحرر والتخلص من السلطة الأبوية، فلم يكن متاحا من قبل للشباب فرصة تقديم أفلام، وأصبحت هناك رؤية فنية جديدة للمجتمع.
ماذا عن مشروعك السينمائي الجديد؟
لدي مشروع فيلم حصل على دعم من صندوق الدعم التونسي بعنوان "اسمي كلارا"، وسيكون فيلمي الروائي الثاني وأبدأ فيه التصوير خلال 2020.