أحمد فضل شبلول لـ"العين الإخبارية": الرواية "سيدة الأدب"
الشاعر والروائي المصري أحمد فضل شبلول يؤكد أنه اتجه إلى كتابة الرواية لأنها وفرت له أجواء الصراع والدراما واللغة السهلة الطيعة.
أعرب الشاعر والروائي المصري أحمد فضل شبلول عن سعادته بالفوز بجائزة الدولة للتفوق في مجال الآداب، مؤكدا أن الفوز بها يمثل مسؤولية كبرى.
ويعد "شبلول" من أنشط شعراء جيله تأليفا ومشاركة في المؤتمرات والندوات والملتقيات الأدبية والثقافية داخل مصر وخارجها، وفاز من قبل بجائزة الدولة التشجيعية في شعر الأطفال عام 2007 عن ديوانه الأول للأطفال "أشجار الشارع أخواتي"، وأعقبه بـ5 دواوين شعرية للأطفال، وفي مجال الشعر أصدر خلال مسيرته الشعرية 13 ديوانا شعريا آخرها ديوان "أختبئي في صدري" 2017، ودخل عالم الرواية بروايته الأولى "رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية".
في حواره لـ"العين الإخبارية" أكد "شبلول" أنه اتجه إلى كتابة الرواية لأنها وفرت له الكثير من الرؤى والرؤى المضادة، والشخصيات الحية التي تستطيع أن تتكلم وتتحدث وتتفاعل، وكذلك أجواء الصراع والدراما واللغة السهلة الطيعة التي تجري على ألسنة الشخصيات.. وإلى نص الحوار..
حصدت العديد من الجوائز، ما الذي يعنيه ذلك للشاعر ولقرائه؟
الحصول على الجائزة مسئولية كبرى، لأن الفائز يكون تحت الأنظار دائما، لمعرفة هل فوزه كان مستحقا أم جاء نتيجة عوامل أخرى. ومنذ فوزي بالجائزة التشجيعية أحسست بالمسؤولية الأدبية والثقافية، مما ألقى على كاهلي مهمة التجويد والتثقيف، إضافة إلى الفرع الذي فزت فيه وكان شعر الأطفال، وإلى فروع الأدب الأخرى.
وكان فوزي بالتشجيعية عن ديوان شعر للأطفال بعنوان "أشجار الشارع أخواتي" والآن رصيدي 5 أعمال شعرية للأطفال، وقصة "ملكة الفواكه"، فضلا عن المشاركة في ندوات ومؤتمرات خاصة بأدب الطفل في مصر وخارجها.
ولعل هذه الكتابات والمشاركات جاءت كصدى لحصولي على جائزة الدولة التشجيعية، والآن أشعر بمسؤولية أكبر بعد فوزي بجائزة الدولة للتفوق، وأطمح للوصول إلى الجائزة التقديرية، لذا سأنطلق من جديد لاكتشاف عوالم أدبية جديدة وأجوّد أكثر من أدواتي وإنتاجي الأدبي.
بعد 13 ديواناً وكتب أطفال ودراسات نقدية، لماذا اتجهت إلى الرواية في "رئيس التحرير .. أهواء السيرة الذاتية"؟
الرواية فرضت نفسها عليّ، كنت أريد التعبير عن تجربة مررت بها، ولم يسعفني الشعر ولا القصة القصيرة في الكتابة عن تلك التجربة، لأنها كانت تجربة ممتدة منذ انتقاضة 18 و19 يناير/ كانون الثاني 1977 حتى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. لم أستطع أن أكتب ما أريد شعرا، فلجأت إلى القالب الروائي بكل ما يحمله من قوة ومراوغة، فكتبت ما كنت أريد، وعبرت عن رؤيتي وحلقت بها في سماء الخيال.
وعندما أحدثت الرواية أثرا طيبا، شجعني هذا على المضي في كتابة أعمال روائية يبدو أنها كانت مخزنة منذ سنوات طويلة بداخلي، فكتبت "الماء العاشق" امتدادا لعشقي للإسكندرية وبحرها، ثم كتبت "اللون العاشق" حيث قمت باختيار الفنان التشكيلي السكندري العالمي محمود سعيد لأكتب سيرته المتخيلة مع اللون الأزرق ومع لوحته الشهيرة "بنات بحري".
ما الذي وفرته لك الرواية ولم يكن ليستوعبه النص الشعري؟
الرواية وفرت لي الكثير من الرؤى والرؤى المضادة، والشخصيات الحية التي تستطيع أن تتكلم وتتحدث وتتفاعل مع اليومي والفكري أو التأملي، وفرت لي أجواء الصراع والدراما التي تجسدت في حياة محمود سعيد بطل "اللون العاشق"، ووفرت لي اللغة السهلة الطيعة التي تجري على ألسنة الشخصيات التي لا تستطيع أن تنطق شعرا، مثل حلاوتهم في "اللون العاشق" أو هدى إسماعيل في "الماء العاشق"، وإن كان الشعر موجودا أيضا في الروايات الـ3 كون الشخصية الرئيسية فيها إما شاعرا وإما فنانا يعشق الكلمة واللون.
قلت سابقا إننا ما زلنا نعيش زمن الرواية.. هل ما زلت عند رأيك خاصة أن غالبية الفائزين بجوائز الدولة شعراء؟
لم أدر هل حصدت الجائزة عن أعمالي الشعرية، أم عن أعمالي الروائية؟ ولكن بالتأكيد صديقي الشاعر فؤاد طمان حصدها عن أعماله الشعرية التي لم يكتب سواها، وبالتأكيد صديقي الشاعر محمد محمد الشهاوي حصد التقديرية عن أعماله الشعرية أيضا، وهناك أيضا الشاعر الشاب عبدالرحمن مقلد حصد التشجيعية عن ديوانه الشعري.
وهناك أيضا الكاتب الشاب محمد الحديني الذي حصد التشجيعية عن مجموعته القصصية القصيرة جدا، ولكن ملاحظتك في محلها فلم يفز بالجوائز (التقديرية والتفوق والتشجيعية) سوى الشعراء، وهو شيء يستحق النظر فعلا في وقت تتجه فيه الآراء إلى أن الرواية هي سيدة الأنواع الأدبية، لذا يعتقد البعض أنني حصلت على التفوق في مجال الرواية، وليس عن مجمل أعمالي كما أرى.
هل يقلقك تراجع الشعر عن حضوره في المشهد؟
بالتأكيد يقلقني جدا، حتى وأنا أكتب الرواية، لأن للشعر تاريخا طويلا في تراث أمتنا العربية وفي سجلها الأدبي واللغوي، فقد كان متربعا نحو 15 قرنا على مائدة الإبداع العربي، وتراجعه يقلقني لأنه يمثل تراجعا للغة نفسها، وللصور الشعرية ولموسيقى الشعر الذي تربينا عليه وطربنا لها، وأنا أعتقد أن هذا التراجع لن يستمر طويلا، فللشعر عودة.
هل استفدت من الشعر، وأنت تكتب نصوصك الروائية؟
بالتأكيد، فكما سبق أن ذكرت كون بطل رواية "رئيس التحرير" ورواية "الماء العاشق" شاعرا، أتاح لي أن أوظف قصائد قديمة عندي وقصائد جديدة كتبت في مواقف محددة بالروايتين. أما في رواية "اللون العاشق" فقد كشفت عن حب محمود سعيد للشعر الفرنسي ورموزه من أمثال بودلير ومالارميه ورامبو وأيضا للشعر العربي، وقد أتاح هذا أن يستشهد بأبيات أو سطور شعرية في مواقف معينة.
وهناك مواقف معينة أنطقت محمود سعيد نفسه بالشعر، فالشعر لم يغب عن الروايات الـ3 بطبيعة الحال، ولعل الشعر هو الأقرب للفن التشكيلي والرسم، فهناك الرسم بالكلمات، والرسم بالخطوط والألوان، وأنا أومن تماما بأن الشعر يقع في منطقة وسطى بين فن الرسم وفن الموسيقى.
ما مشاريعك القادمة وماذا تكتب الآن؟
لأن رواية "اللون العاشق" توقفت عند العام 1935 وهو العام الذي رسم فيه محمود سعيد رائعته "بنات بحري"، عقدت العزم على تناول حياة محمود سعيد كلها عن طريق الاسترجاع، وهو في لحظة احتضاره عام 1964، فكان الجزء الثاني "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" وهي قيد النشر الآن، كما أنني انتهيت من رواية "الحجر العاشق" وهي رواية خيال علمي، ودفعت بها للنشر في إحدى دور النشر الكبيرة.
وأريد أن أتوقف قليلا لأتأمل المسيرة الطويلة التي استمرت 40 عاما، أصدرت خلالها أكثر من 60 كتابا.. أريد استراحة محارب لأرى إلى أين ستقودني بوصلتي الأدبية خلال الفترة المقبلة.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز