الشاعر محمد الحديني: الرواية "ديوان العرب".. والشعر باقٍ
القاص والشاعر المصري محمد الحديني يؤكد في حوار لـ"العين الإخبارية" أن الشعر باق حتى قيام الساعة ومن الظلم له وضعه في مقارنة مع الرواية.
أعرب القاص والشاعر المصري محمد الحديني عن سعادته بالفوز بجائزة الدولة التشجيعية في مصر بمجال الآداب فرع القصة القصيرة جدًا عن مجموعته القصصية "لا أحد هناك".
وأصدر الحديني من قبل 4 مجموعات قصصية قصيرة جداً وديوان شعر بعنوان "أوركسترا تعزف لحنا صامتا" وهو الديوان الأول له.
وفي حواره لـ"العين الإخبارية"، أكد الحديني أن الأنواع الأدبية الآن في حالة تداخل وتفاعل واندماج وهو أمر حتمي وضروري وصحي، معتبرا أن الشعر باق حتى قيام الساعة ومن الظلم له وضعه في مقارنة مع الرواية.. وإلى نص الحوار:
- حدثنا عن مجموعتك القصصية القصيرة الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية "لا أحد هناك"
هذه المجموعة هي الرابعة لي في القصة القصيرة جدا، وهي استكمال لسابقاتها من حيث الالتزام بالخط العجائبي في معظم نصوصها الـ100.
- قارئ مجموعتك "لا أحد هناك" يجدها تعالج غياب العدالة الاجتماعية، هل تركز في كتابتك على الطبقة البسيطة فحسب؟
بالفعل بعض النصوص تعالج هذا الأمر، ولكنني آثرت ألا تكون المعالجة مباشرة، وبالأحرى يحمل النص تلميحا لا تصريحا كي تبتعد النصوص عن المباشرة والتقليدية.
- أصدرت بعض المجموعات القصصية الأخرى منها "خارج أضلاع الدائرة".. ماذا عنها؟
"خارج أضلاع الدائرة" هي مجموعتي القصصية الثانية، ونالت قدرا يرضيني من الحفاوة حيث أدرجتها الدكتورة أمل الأسدي في كتاب نقدي لها وكذا في كتاب مماثل من تأليف الأكاديمي المغربي الجليل دكتور مسلك ميمون الذي لا يمكن أن أنسى فضله علي من تشجيع وتحفيز، ربما لأنه من أكثر وأشهر من نظروا للقصة القصيرة جدا كجنس أدبي حديث نسبيا.
وتمت مناقشة المجموعة في مختبر سرديات مكتبة الإسكندرية، وتم نشر قراءة الناقدة أميرة عبدالشافي فيها في أكثر من مجلة وجريدة وموقع إلكتروني، كما تم نشر العديد من نصوصها في أكثر من مجلة وجريدة في مصر وخارجها.
-ماذا عن ديوانك الصادر مؤخرا "أوركسترا تعزف لحنا صامتا"؟
هذا الديوان هو الأول لي وشاركت به في مسابقة الشاعر محمد عفيفي مطر للإبداع العربي، وكنت سعيدا جدا بوصوله إلى القائمة القصيرة، وهو محصلة كتابة استغرقت عامين كاملين وعزيز جدا علي ربما لأنه المولود الأول في عالم قصيدة النثر.
وتتنوع نصوص الديوان بين القصيرة والقصيرة جدا وهو خط أتبعه رغما عني في الكتابة ربما لإيماني بقيمة الإيجاز وعمق بلاغته، كما أن هذا الديوان يلتزم الخط العجائبي في معظم نصوصه ويناقش العديد من الأفكار الوجودية كما يطرح تساؤلات فلسفية ولكنه لا يقدم إجابات، وهذا ليس رأيي بل رأي اتفق عليه كل من اطلع عليه قبل نشره.
- هل يرافقك حسك الشعري إلى عالم القصة بدرجة معينة رغم محاولاتك الفكاك منه؟
بالفعل، وربما لهذا السبب آثرت أن يكون إصداري الأخير شعريا كتجربة جديدة وهو أمر أحبه.
- هل أصبحت الومضة القصصية نوعًا أدبيًا جديدًا؟ وهل تحدد بعدد معين من الكلمات؟
الومضة القصصية لها جذور قديمة ممثلة في المقامات وأدب الإبيجراما وأدب التوقيعات، ومن ثم فهي ليست جديدة ولكن يمكن اعتبارها جديدة من حيث التصنيف الأدبي كجنس يعتلي نهاية الخط السردي الذي يبدأ بالرواية الطويلة إن جاز التعبير.
- البعض يتهم الومضة القصصية بالاستسهال وعدم الاهتمام من قبل كتابها، فماذا تتطلب في كتابتها؟
الاتهام صحيح لأن البعض بالفعل يستسهل كتابتها، فهي من اسمها تحمل معنى الإبراق أو اللحظة أو اللقطة السريعة، والومضة تتطلب كيفية صياغة مشهد كامل بأقل عدد ممكن من الكلمات على أن تأتي قفلتها مدهشة ومثيرة للانتباه بشكل يتيح الفرصة لطرح تساؤل وربما عدة تساؤلات، ومن ثم فهي صعبة ومرهقة لمن يكتبها بالشكل الصحيح فهي كمن يرسم على حبة مسبحة مثلا.
- قلة هم الذين يمكن أن نلقبهم بشعراء القصة القصيرة.. فهل أنت مع تعميق التخييل والشعرية في القصة؟
نعم، فالأجناس الأدبية الآن في حالة تداخل وتفاعل واندماج وانصهار وهو أمر حتمي وضروري وصحي، فالآن أصبحنا نقرأ عن تصنيفات لم تكن موجودة من قبل ومنها: المتتالية القصصية والقصة اللوحة والرواية الشعرية والقصيدة السردية وغيرها.
- هل تفكر في دخول عالم الرواية بعد إصدار أكثر من مجموعة قصصية؟.. وهل نحن نعيش زمن الرواية؟
نعم نحن نعيش زمن الرواية وهذا واضح جدا من كم الأعمال الروائية المهول الذي يظهر كل يوم وكذلك المسابقات الأدبية الكثيرة التي تكرس للرواية كجنس أدبي سائد ومسيطر، ولكني من أصحاب النفس القصير جدا في الكتابة، ومن ثم فالرواية لم يحن موعدها بعد، ربما أكتبها يوما ما وربما لا يحدث، فلا أريد أن يحدث الأمر غصبا فيتحول فعل الكتابة إلى استكتاب، وكما يوجد من يستسهل كتابة القصة القصيرة جدا والومضة القصصية، هناك أيضا من يستسهل كتابة الرواية.
- أين تجد نفسك في فضاء الشعر؟
بالنسبة لي هو أحلى الفضاءات وأمتعها لما فيه من حرية وانطلاق وهدم وبناء وطرح تساؤلات ودهشة وحياة وموت وخيال وخروج عن المألوف وتمرد وجنون أيضا.
- هل يقلقك تراجع الشعر عن حضوره في المشهد؟
الشعر باق حتى قيام الساعة ومن الظلم له وضعه في مقارنة مع الرواية.
- أيهما يمثل ديوان العرب حالياً: الشعر أم الرواية؟
حسب معطيات الواقع، الرواية هي ديوان العرب إن جاز التعبير.
- ما رأيك في حقيقة المسابقات والتكريمات الأدبية في العالم العربي؟
الجائزة سلم كهربي سريع نحو الشهرة وتخليد الاسم ليس في الأدب فقط ولكن في أي نشاط أو فعل بشري، أما عن التكريمات والمسابقات الأدبية فيحضرني هنا أن أرد ردا دپلوماسيا وربما ملغزا، وهو "لكل مجتهد نصيب".
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg
جزيرة ام اند امز