الروائي اليمني وجدي الأهدل: رمضان في "ظهر حِمْيَر" سكينة بلا حدود
الروائي اليمني وجدي الأهدل يؤكد أنه كان يمكث في "ظهر حمير" بصنعاء 3 أو 4 ساعات للتأمل، ويشعر بانسجام روحي مع الوجود.
كثيراً ما ارتبط شهر رمضان بفضاءات روحية يقصدها الناس، غير أن مقاصد الأدباء تبدو مختلفة؛ لأن المكان معهم يتحول إلى فضاء إبداعي وملجأ روحي ومساحة للتجلي.
وعن تجربته مع المكان في رمضان يتحدث الروائي والقاص اليمني وجدي الأهدل حول مكان كان يقصده في عهد الشباب، قائلاً: "كانت لدي عادة في شهر رمضان، إذ أنتهي من تناول طعام الإفطار وأخرج مباشرة إلى مكان ناءٍ لأخلو بنفسي، ثم أسير نحو ربع ساعة حتى أصل إلى تبة مطلة على مدينة صنعاء، تُسمى ظهر حِمْيَر".
وأضاف: "في تسعينيات القرن الماضي كانت هذه التبة أرضاً خلاء لا يقصدها أحد، فكنت أمكث 3 أو 4 ساعات للتأمل، وأشعر بسكينة لا مثيل لها، وانسجام روحي مع الوجود من حولي، وكأنني قد تصالحتُ معه أخيراً".
وأوضح الأهدل: "ما كنت أبحث عنه هو لذة الكلام مع ذاتي، وكأن الصوم عن الماء والطعام وتغيير نمط الحياة اليومية قد أدى إلى تطهير معين، هذا التطهير أعطى الفرصة لظهور شخصية جديدة هي جزء مني كانت متواريةً في الداخل، خلف الواقع اليومي الغليظ المهيمن الذي يحجب بروتينه النفوس الأخرى، التي لم تجد الفرصة لتتفتح وتزهر وتضيف تنوعاً وتطويراً لشخصيتي".
وتابع: "المكان الآن تغيّر، أتى مستثمر وشيّد فندق 5 نجوم، واختفت تلك التبة خلف الأسوار، ومع ولادة هلال كل رمضان جديد أحنُّ إلى ذلك المكان، فكل موقع بديل عنه لم تألفه نفسي كما ألفته، وتلك السكينة النقية من الشوائب لم أجدها إلا فيه، فكأن للمكان روحاً، فإن توافقت الأرواح وجد الإنسان راحة وأُنساً وسكنتْ نفسه".
وجدي الأهدل روائي يمني ولد في محافظة الحديدة، درس في جامعة صنعاء، ونشر 4 روايات و4 مجموعات من القصص القصيرة، ومسرحية واحدة وسيناريو فيلم.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز