الجزائر تستثمر ملياري دولار في أكبر حقل غاز
صندوق النقد الدولي يحذر من سياسة التمويل غير التقليدي التي أقرتها الحكومة الجزائرية لسد العجز في الميزانية.
دشنت شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للطاقة، الإثنين، استثمارات جديدة قيمتها ملياري دولار في حقل غاز حاسي الرمل، من أجل إبقاء الإنتاج مستقراً في أكبر حقل للغاز بالبلاد.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة عبد المؤمن ولد قدور إن الهدف هو الحفاظ على إنتاج قدره 190 مليون متر مكعب للسنوات العشر القادمة.
ويمثل حقل حاسي الرمل للغاز 60% من إجمالي إنتاج الغاز الجزائري.
وينتج الحقل ما يتراوح بين 190 مليوناً و210 ملايين متر مكعب يومياً، لكن سوناطراك بحاجة للاستثمار في منشآت الضغط بالحقل؛ للحفاظ على الإنتاج بحسب ولد قدور.
وأضاف أن هذا مشروع استراتيجي وأن الشركة بحاجة للتأكد من أنه سيبدأ الإنتاج في 2020، مؤكداً أن التأخيرات "غير مقبولة".
وتضررت الجزائر العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشدة جراء هبوط أسعار النفط العالمية، وواجهت صعوبات في جذب استثمارات بقطاع الطاقة، للمساعدة في تطوير حقول جديدة وزيادة الإنتاج الحالي.
في الوقت نفسه، حذر صندوق النقد الدولي من سياسة التمويل غير التقليدي التي أقرتها الحكومة الجزائرية، لسد العجز في الميزانية الذي تسبب فيه تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية منذ 2014.
وأكد النقد الدولي أن هذا التمويل يحمل أخطاراً كبيرة على احتياطات واستقلالية بنك الجزائر، وعلى معدلات التضخم التي ستشهد ارتفاعاً قياسياً.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول لـ"بوابة العين" الإخبارية إن خيار التمويل غير التقليدي فيه الكثير من المخاطر على الاقتصاد الجزائري، خاصة أنه اقتصاد غير متنوع وغير منتج وتابع كلياً لعائدات المحروقات.
وأضاف أن "التمويل غير التقليدي غير مجد إلا مع الاقتصادات المتنوعة، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى انخفاض القدرة الشرائية إلى النصف وارتفاع الأسعار، بسبب زيادة المعروض النقدي في مقابل انعدام أو نقص في السلع والخدمات وكذا استمرار انهيار قيمة الدينار الجزائري، ونسب النمو المعلن عنها تبقى ضعيفة جداً وتؤكد هشاشة الاقتصاد الجزائري".
ويعتمد الاقتصاد الجزائري في موازنته العامة على 60% من عائدات النفط و97% من مداخيل البلاد على عائدات المحروقات فقط.