محاصرة إيران وردعها اليوم أفضل من أن ننتظر إلى الغد.
بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران، نجد أن أغلب الدول العالمية رحبت بهذا القرار وبالذات المتأذية من السياسة الإيرانية التوسعية والإرهابية، ما عدا الدول التي لها علاقات تجارية مع إيران أو تلك التي تدعم وتموّل الاٍرهاب، أو التي لم يرضِها هذا القرار الذي أثلج الصدور.
ترامب عندما أعلن عن قرار انسحابه من الاتفاق النووي مع جمهورية الشر إيران، مثّل صفعة قوية ومؤثرة وهزيمة ساحقة للمحور الإيراني، فاستمرار الاتفاق النووي كان سيفجّر المنطقة يوماً ما، فمحاصرة إيران وردعها اليوم أفضل من أن ننتظر إلى الغد.
الكل يعلم أن السياسة السعودية استطاعت أن تنقل المعركة إلى داخل إيران كما وعدت وهذا هو المطلوب حالياً، وإذا لم يصغِ نظام الملالي لصوت العقل وإلى خطاب ترامب جيدا فلن يكونوا بأحسن حال من مصير الشاه.
لقد آن الأوان أن ينتفض العالم لمواجهة أُم الشر و الراعي الرسمي للإجرام والإرهاب، وإلا فإن مسلسل نزيف دماء الأبرياء الآمنين لن يتوقف في أنحاء العالم.
من المؤكد أن قرار انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني يعتبر نصراً للسياسة الخارجية السعودية، وإيضاحاً لتأثير الرياض على المستوى العالمي، وفي قيادتها للمنطقة ككل، فهي في الأصل لم ترحب به منذ إعلانه بل حذرت العالم من مخاطره، ولولا تواطؤ أوباما ووزير خارجيته كيري مع إيران لما استطاعت طهران أن تتواجد في عدة عواصم عربية.
لهذا نجد أن السعودية تؤيد وترحب بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب حيال انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي، والتي أعلنت أمريكا والإمارات فعلياً العمل بها، حيث وضعت عدة كيانات وأفراد على قائمة العقوبات، وأيّدت البحرين الانسحاب بينما قطر ترفضه حتى وإن قالت غير ذلك، فموقفها لا يقدم ولا يؤخر، وعُمان كانت مساهمة في حدوث الاتفاق، لذا أتمنى من الدول العربية التي تؤيد الاتفاق النووي أو المحايدة ألا تكون طوق النجاة لإيران في مقتبل الأيام لإخراجها من ورطتها من جديد، فإيران عليها أن تواجه مصيرها لوحدها.
الكل يعلم أن السياسة السعودية استطاعت أن تنقل المعركة إلى داخل إيران كما وعدت وهذا هو المطلوب حالياً، وإذا لم يصغِ نظام الملالي لصوت العقل وإلى خطاب ترامب جيداً فلن يكونوا بأحسن حال من مصير الشاه، إيران في عين العاصفة ولن ينقذها سوى الإعلان عن التخلي عن أوهامها بإمبراطوريتها المزعومة وتوقف دعمها.
الأجمل في إعلان ترامب أنه حمل جوانب أخرى يمكن النظر إليها من خلال أن العقوبات قد تطال دولاً أخرى متواطئة مع إيران، فمن المؤكد أن يخلف قرار الانسحاب فرض تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة، إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الإيراني المنهك أساسًا، وهناك من سينتعش مثل تركيا من خلال التهريب، بينما العراق سيكون أكثر الخاسرين من عملاء إيران في العراق الذين سيهربون كل ثروات البلاد، بينما الشعب القطري هو الخاسر الآخر من خلال تنظيم الحمدين الذي سيتحمل الكثير من فاتورة العقوبات.
الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي هو وفاة فعلية للاتفاق، ما لم يحاول حلفاؤها الأوربيون إقناع إيران على الموافقة على صيغة اتفاق جديد، وهو ما أكدته عدة مصادر بأن ماكرون نقل لترامب موافقة إيران على الانسحاب من اليمن والتسوية في سوريا، ولكنه رفض وأكد بأنه لابد من اتفاق جديد يجرّد الإيرانيين من النووي وصواريخهم البالستية وخروجهم من المنطقة دون قيد أو شرط، وإذا أرادت أوروبا حماية مصالحها مع إيران فعليها إقناعهم بذلك، لذا هي تعلم أن اتفاقها النووي مع الغرب لن تنقذه تصريحات ماكرون و لا رغبات القيصر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة