الإصلاحات النووية.. حلم بايدن يتبخر على أبواب البنتاجون
يواجه تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحد من الأسلحة النووية، مقاومة متزايدة من قيادات البنتاجون التي ترى تكدسا لأسلحة الصين وروسيا.
وبحسب صحيفة "بولوتيكو" الأمريكية فإن قيادات البنتاجون تحاول عرقلة سياسة "عدم الاستخدام الأول" للأسلحة النووية كرد على حرب تقليدية أو هجوم استراتيجي آخر مثل هجوم إلكتروني.
ومن المقرر أن يراجع كبار مستشاري الأمن القومي لبايدن قريباً الشروط التي قد تلجأ بموجبها الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة النووية.
ومن بين الخيارات المطروحة حاليا تبني سياسة "عدم الاستخدام الأول" أو الإعلان عن أن "الغرض الوحيد" للترسانة هو ردع نزاع نووي وعدم استخدامها ردا على حرب تقليدية.
وفي الخيارين السابقين يعد كلاهما خروجًا كبيرًا عن الموقف الحالي، الذي كان غامضًا طوال العصر النووي حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب أولاً.
وظل الموقف الأمريكي متبنيا سياسة واحدة على مدار عشرات السنوات وهي أن الأسلحة النووية من أجل "ردع الهجوم النووي وغير النووي".
ويخطط مجلس الأمن القومي الأمريكي لعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن سياسة الإعلان النووي، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية.
لكن توسع الصين النووي المفاجئ في الأشهر الأخيرة جنبًا إلى جنب مع تحديث روسيا لترسانتها عزز يد القادة العسكريين الذين يعارضون أي تغييرات في السياسة أو تخفيضات كبيرة لجيل جديد من الصواريخ والقاذفات والأسلحة النووية الأخرى.
ويؤكد عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية أن بايدن - بالاعتماد على خبرته الممتدة على مدى عقود - سيضع في نهاية المطاف بصمته الخاصة على الاستراتيجية النووية، لكن ما سيختاره سيعتمد أيضًا على ما يتم تقديمه له.
حتى الآن ، لا يبدو أن البنتاجون يريد أن يمنحه الكثير من الخيارات.
ونقلت بولوتيكو عن مسؤول في وزارة الدفاع مطلع على المراجعة النووية: "ليس من المحتمل أن يتم تقديم سياسة عدم الاستخدام الأول كخيارات".
ورد جون كيربي، كبير المتحدثين باسم البنتاجون، على التأكيد السابق بقوله: "هذه الرواية التي قدمها لك المسؤول غير دقيقة"، موضحا أن وزارة الدفاع تشارك في "عملية شاملة".
ومن المقرر الانتهاء من المراجعة في يناير/كانون الثاني المقبل.
طموحات بايدن
في وقت مبكر من رئاسته، أزاح جو بايدن عن رغبته في متابعة وجهة نظره الراسخة منذ فترة طويلة والتي مفادها أنه من الممكن الحد من دور الأسلحة النووية وفرص نشوب صراع.
وقال الرئيس الأمريكي في وقت سابق: "سنتخذ خطوات لتقليل دور الأسلحة النووية في استراتيجيتنا للأمن القومي مع ضمان بقاء رادعنا الاستراتيجي آمنًا وفعالاً وأن تظل التزامات الردع الموسعة لحلفائنا قوية وذات مصداقية".
وأكد المسؤول الحكومي السابق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن توجيهاته الداخلية التي حددت معايير المراجعة النووية قالت أيضًا إنه يريد تقديم مجموعة من الخيارات، بما في ذلك تلك التي لم تكن توافق آراء وكالات الأمن القومي.
وجادل الرئيس الأمريكي علنًا في الماضي بأنه يفكر في سياسة عدم الاستخدام الأول.
حينها قال بايدن في عام 2017: "نظرًا لقدراتنا غير النووية وطبيعة التهديدات الحالية - من الصعب تصور سيناريو معقول يكون فيه أول استخدام للأسلحة النووية من قبل الولايات المتحدة ضروريًا".
والخميس اتهمت الصين، واشنطن، بـ"التلاعب"، بعد نشر وزارة الدفاع الأمريكية، تقريرا يشير إلى تسارع أكبر للبرنامج النووي الصيني.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) رفعت بحدة، الأربعاء، تقديراتها لعدد الرؤوس النووية المتوقع أن تكون لدى الصين في السنوات المقبلة.
وقالت إن الصين قد تكون لديها 700 رأس نووية بحلول 2027، وربما نحو ألف بحلول 2030.
ورغم أن العدد سيظل أقل بكثير من المخزونات الأمريكية الراهنة من الرؤوس النووية فإنه يمثل تغيرا كبيرا في التوقعات الأمريكية بالمقارنة بالعام الماضي عندما حذر البنتاجون من أن الصين قد تصل إلى امتلاك 400 رأس نووية بحلول نهاية العقد الحالي.
ودعت واشنطن مرارا الصين للانضمام إليها وإلى روسيا في معاهدة جديدة للحد من التسلح.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز