مؤسس "المفاعلات النووية المحدودة" يفتح مختبر أسراره لـ"العين الإخبارية".. ماذا قال؟

أكد مقال بحثي منشور مجلة استراتيجيات التخفيف والتكيف من أجل التغيير العالمي، أن الطاقة النووية حل حيويّ لتغير المناخ.

من هنا تبنت شركة NANO Nuclear Energy الأمريكية فكرة تغيير مستقبل الطاقة النووية من خلال حلول أصغر وأكثر أمانا وبأسعار معقولة وصديقة للبيئة.

تقوم الشركة بإنتاج مفاعلات نووية محدودة، يمكن أن تساعد في توفير الطاقة لشبكات الطاقة التقليدية، مما يساهم في خفض انبعاثات الكربون والتحول التدريجي للطاقة.

"العين الإخبارية" التقت مؤسس الشركة جاي جيانغ يو للحديث عن شركته وعن مستقبل الطاقة النووية في المنطقة العربية والتحديات والمشاكل التي تواجه الطاقة النووية.

وإلى نص الحوار..

لماذا التركيز على الطاقة النووية كحل لتغير المناخ؟

بدأت الشركة بقصد دخول مجال الطاقة الخضراء ولم تكن تركز على الطاقة النووية على وجه التحديد في البداية. لذلك نظرنا في جميع أنواع الطاقة الخضراء، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية وما إلى ذلك. تركت الطاقة النووية انطباعًا جيدًا لأن عامل السعة الخاص بها كان أكبر بكثير من أي خيار آخر.

معامل السعة هو: نسبة الطاقة الكهربائية التي تنتجها وحدة التوليد لفترة زمنية مقارنة بالطاقة الكهربائية التي كان من الممكن إنتاجها بكامل طاقتها التشغيلية خلال نفس الفترة.

وبعد الدراسة وجدنا أن الطاقة النووية أكثر اتساقًا عدة مرات والأقل في الانبعاثات الكربونية، والأهم من ذلك وجدنا أن الطاقة النووية كانت الأكثر أمانًا بعد الطاقة الشمسية؛ أكثر أمانًا من أي شيء آخر، بما في ذلك الرياح. حيث تتسبب جميع أنظمة الطاقة سواء الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية في حدوث وفيات كجزء من تشغيلها. تشير الوفيات / كيلووات ساعة (deaths/kWh) إلى الوفيات التاريخية التي حدثت في الصناعة مقابل كمية الطاقة التي تم توليدها. وعندما درسنا ذلك الأسوأ وفقا لهذا المعدل هو النفط والغاز، والأفضل هي الطاقة الشمسية.

من خلال هذا المقياس أيضا، تعد الطاقة النووية ثاني أكثر مصادر الطاقة أمانًا في العالم بعد الطاقة الشمسية، وأكثر أمانًا من الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية والرياح وما إلى ذلك.

قاد التحليل الموضوعي شركتنا إلى أن تقرر أن الطاقة النووية يجب أن تصبح جزءا متزايدا من محادثة الطاقة، وبنت الشركة بدايتها على هذه الرؤية.

بماذا تتميز NANO للطاقة النووية عن غيرها؟

هناك شركات ذات مفاعلات وحدات صغيرة حققت تطورات كبيرة نحو إنتاج مفاعلات يمكن أن تساعد في توفير الطاقة لشبكات الطاقة التقليدية، مثل المدن؛ ولكن هذه ليست الأسواق والشركات التي ينافسها شركتنا.تستهدف شركتنا المفاعلات الدقيقة، حيث نعتقد أن هناك سوقًا أكبر بكثير غير مستغلة.

تقوم شركتنا بتصميم مفاعلين. الأول هو"زيوس" وهو مفاعل بطارية ذات قلب صلب حيث تتم إزالة الحرارة فقط عن طريق التوصيل الحراري. وهذا يتطلب نشر الموصلية العالية والمواد عالية الانصهار وتصميم المواد بعناية. سيستخدم المفاعل وقود ثاني أكسيد اليورانيوم، لذلك لا توجد حاجة إلى تطويرات جديدة للوقود. والثاني هو مفاعل "أودين" مفاعل تبريد منخفض الضغط، يستخدم وقود ثاني أكسيد اليورانيوم البسيط. سيتم استخدام مبرد الملح "الشمسي" منخفض الضغط لتقليل الضغط على المكونات الهيكلية وتحسين الموثوقية وعمر الخدمة.

المفاعلات مثل مولدات الديزل، ويمكن نشرها في أي مكان في العالم، ولكن مع إمكانية تشغيلها لمدة تصل إلى 20 عامًا دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

هل الطاقة النووية حل بديل مناسب لمكافحة تغير المناخ؟

أدت الأمثلة الواسعة النطاق للجهود المبذولة للابتعاد عن الطاقة النووية إلى نتائج سلبية، مثل وقف ألمانيا تشغيل محطات الطاقة النووية الخاصة بها للتركيز على الرياح والطاقة الشمسية، مما أدى إلى نقص في الطاقة أجبرها على شراء الطاقة المولدة من الفحم البولندي والنووي الفرنسي. الآن انبعاثاتها أكبر بكثير، وفواتير الطاقة لديها أكبر بكثير من السابق. كما أدى إهمال المملكة المتحدة للصناعة النووية إلى ظهور تحديات في تلبية احتياجاتها من الطاقة خلال فصل الشتاء وزيادة مخاطر انقطاع التيار الكهربائي.
 إذا لم تركز المزيد من الدول على تطوير قدراتها النووية المدنية قريبًا، فقد تواجه نفس أزمات البنية التحتية والطاقة التي عانت منها ألمانيا والمملكة المتحدة بينما تزداد انبعاثاتها في نفس الوقت. يبدو أنه لا يوجد قدر من النوايا الحسنة يمكن أن يقدم اقتصادات خضراء دون أن تكون الطاقة النووية مكونًا رئيسيًا في الحل.
إذا كانت الدول ترغب في تزويد سياراتها بالكهرباء، فستحتاج أنظمة الطاقة عبر البلدان إلى تزويدها بالطاقة لإعادة شحن السيارات الكهربائية؛ خلاف ذلك، لن يكون من الممكن السفر لمسافات طويلة. تعتبر مواقع التعدين غير اقتصادية بسبب تكاليف الديزل المستمرة؛ يمكن لهذه المفاعلات التي تنتجها شركتنا أن تجعل هذه الموارد اقتصادية وأن تحل محل استخدام الديزل الحالي في مواقع المناجم الحالية. لذلك يتم تصميم مفاعلات شركتنا بشكل صغير ليتم تسليمها بطرق النقل التقليدية، لتصل إلى جميع أنحاء العالم وتستخدم في مختلف المجالات بشكل مستدام وغير ملوث.

إذن لماذا يتم محاربتها من بعض التيارات وفرق الضغط؟

تمتلك الطاقة النووية تاريخًا في كونها عملية طاقة مدعومة من الحكومة، وبالتالي لم يكن هناك أبدًا دافع تجاري خاص لتثقيف الجمهور حول مدى أمان ونقاء الطاقة النووية وبالتالي فقد كان لديها أسوأ تاريخ من التحفظات عليها أكثر من أي منتج للطاقة.
لا أحد يعلم غير أنه لم يكن هناك سوى حادث واحد في محطة طاقة حيث مات الناس بسبب الطاقة النووية، ولهذا السبب لا يعارضها أي شخص متعلم على دراية بالطاقة النووية.
الجماعات الوحيدة التي تعارض الطاقة النووية ليس لديها خلفية عنها. لكن حتى جماعات الضغط بدأت تقبل أن معارضتها للطاقة النووية تضر بالكوكب. ستكون شركتنا جزءًا من حملة جديدة لجعل الطاقة النووية مفهومة إذا كان الشخص العادي يفهم أن مشغل مفاعل نووي، في غواصة نووية، والذي يقف بجانب مفاعل نووي، يحصل على جرعة إشعاعية أصغر من جرعة إشعاع الرجل الجالس في منزله، عندها يمكن أن تبدأ سلامة الطاقة النووية في الظهور.

مثل أي شكل آخر من أشكال الطاقة النووية، ستولد نفايات يمكن التعامل معها بما يتماشى مع أشكال التخلص الموجودة في كل بلد. لن ينتج عن مفاعلتنا أي نفايات تحتاج إلى معالجة كبيرة، حتى بعد ما يصل إلى 20 عامًا من التشغيل المستمر.
أبسط جزء من النفايات النووية هو أن تخزينها ببساطة يقلل من النشاط الإشعاعي. كل الدول التي ترغب في تنفيذ الطاقة النووية تحتاج فقط إلى تركيب أنظمة تخزين للنفايات المشعة، بل يمكن دفنها في أعماق الأسمنت وتركها هناك دون مشاكل. الطاقة النووية هي أيضًا الطاقة الوحيدة حيث يعرف المشغل في جميع الأوقات مكان وجود 100٪ من النفايات ويمكنه حسابها بالكامل، وهي ميزة مهمة على أشكال الطاقة الأخرى.

ما هو الدور الذي تلعبه الطاقة النووية في السياق الأوسع لانتقالات الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ؟

نعتقد أن المفاعلات التي تطورها شركتنا ستغير المشهد للعديد من الصناعات. محطات الشحن التي تعمل بالطاقة النووية عبر القارات للسيارات الكهربائية، وتحول صناعة الشحن إلى السفن التي تعمل بالطاقة النووية، ومحطات تحلية المياه، ومرافق المستشفيات التي يمكن وضعها في أي مكان بعيد تمت إزالته من أنظمة الشبكة، والمشاريع الصناعية البعيدة التي تعمل لعقود دون الحاجة إلى التزود بالوقود، مناطق الكوارث التي لديها قوة فورية للمساعدة في جهود التعافي، والتنمية في المناطق النائية غير الساحلية أصبحت فجأة أكثر اقتصادا وسرعة. نعتقد أن تصميماتنا هي المفتاح لإطلاق كل هذه الإمكانات.

هل هناك خطط للذهاب إلى الشرق الأوسط، وكيف ترى مستقبل الطاقة النووية في الشرق الأوسط؟
بالطبع. هناك مستقبل باهر للطاقة النووية في الشرق الأوسط. قد يشتهر الشرق الأوسط بالنفط والغاز، لكن حتى صناعة الوقود الأحفوري بحاجة إلى إزالة الكربون. يمكن تصنيع جميع المنتجات النهائية للنفط، مثل البلاستيك باستخدام طاقات خالية من انبعاثات الكربون، وسيكون الحد من الانبعاثات كبيرًا.
 اتخذت دولة الإمارات بالفعل خطوات لتنويع مصادر الطاقة لديها، حيث قامت ببناء أربعة مفاعلات في محطة براكة للطاقة النووية. تضمن هذه المفاعلات أنه بغض النظر عن التقلبات في أسواق النفط، تتمتع المنطقة بالطاقة لعقود قادمة، وخالية من الكربون. لذلك من الواضح أن الشهية في الشرق الأوسط للطاقة النووية موجودة.

مع تجربة دولة الإمارات وضح لنا أهمية الهيدروجين من الطاقة النووية كذلك أهميته في حل أزمة المناخ؟

تعمل خلايا وقود الهيدروجين (HFCs) على تحويل الهيدروجين إلى كهرباء، حيث يأتي 99 في المائة من جميع وقود الهيدروجين المستخدم في العالم حاليًا من الفحم والغاز الطبيعي.
يتضمن الهيدروجين الأخضر الهيدروجين المولّد بدون انبعاثات كربونية، مثل الطاقة النووية أو الرياح. يجري استكشاف الهيدروجين الأخضر كطريق إضافي للمساعدة في معالجة أزمة المناخ. يتم توليد الهيدروجين الذي يمكن استخدامه كمصدر للوقود عن طريق تشغيل تيار كهربائي عبر الماء باستخدام أداة تسمى المحلل الكهربائي لفصل الهيدروجين عن الماء.
 أحد الأسباب التي تجعل الطاقة النووية مناسبة تمامًا لفصل الهيدروجين، هي درجة الحرارة العالية التي يمكن أن تولدها الطاقة النووية، مما يسمح بفصل الماء عن الهيدروجين بكفاءة أكبر. يمكن أن تقدم الطاقة النووية آلية لتوليد كميات هائلة من وقود الهيدروجين الأخضر للمساعدة بشكل أكبر في حل أزمة الطاقة.

الطاقة النووية لها مستقبل واعد في المنطقة العربية تحديدا لماذا؟

بالنسبة للمنطقة العربية على وجه التحديد، يمكن استخدام الطاقة النووية لتوفير محطات شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء المنطقة. لا يمكن إنشاء مزرعة طاقة شمسية ورياح فردية لكل محطة شحن، ولا يمكن شحن البطاريات إلى محطات الشحن كل يوم دون انبعاثات كبيرة.
على نطاق أوسع، يمكن أن يشهد الوقود الأحفوري اختلافات كبيرة في الأسعار، مع تقلبات كبيرة في السوق، يمكن للطاقة النووية أن توفر أمنًا محليًا ثابتًا للطاقة في المنطقة العربية دون أن تتأثر بأسواق الطاقة. بمجرد تثبيت المفاعل، تُعرف التكاليف بمدة عمره التشغيلي. هذا الاستقلال في مجال الطاقة من شأنه أن يزيل مخاطر الاضطرابات الاقتصادية في المنطقة، بينما يجلب قدرة طاقة أكبر للمنطقة. يمكن للمواقع البعيدة التي تم إزالتها من الشبكة أن تحصل فجأة على الطاقة للمستشفيات والبنية التحتية، مما يؤدي إلى زيادة أكبر بكثير في مجالات التنمية.