حماس الأمتار الأخيرة.. أوباما يتجند لخطف أصوات الناخبين السود
تمضي عقارب الساعة نحو توقيت الانتخابات الأمريكية، ومعها يشتد السباق لتأمين تأشيرة العبور إلى البيت الأبيض.
فمع بقاء أقل من شهر حتى يوم الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يتسابق الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس لتقديم خطابيهما النهائيين للناخبين حيث تظل المعركة على البيت الأبيض متقاربة للغاية.
ومعهما، يتجند الحزبان الجمهوري والديمقراطي، لطمأنة المؤيدين، وحشد المترددين.
بنسلفانيا.. المحطة الأولى
أحدث هذه التحركات رسمتها رحلة قطعها الرئيس الأسبق باراك أوباما من واشنطن إلى بنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة، لحث الناخبين هناك على اختيار هاريس.
في محطته بمدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا التي تُعتبر الأكثر أهمية في طريق هاريس إلى النصر، حثّ أوباما، وهو أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، الناخبين السود على التصويت للمرشحة الديمقراطية, في الولاية التي تشهد منافسة شديدة مع ترامب.
وتساءل أوباما كيف يمكن للناخبين، والناخبين السود على وجه التحديد، أن يكونوا على الحياد بشأن ما إذا كانوا سيدعمون هاريس أو ترامب, معتبرا أن الاختيار بينهما "ليس صعبا".
وقال "بناء على التقارير التي أتلقاها من الحملات والمجتمعات المحلية، هو أننا لم نشهد بعد نفس الطاقة والإقبال في جميع أحيائنا ومجتمعاتنا كما رأيناه عندما كنت أترشح"، مشيرا إلى أن الأمر "يبدو أكثر وضوحا مع الإخوة".
وفي وصفه لهارس، توجه للحضور "شخص نشأ مثلك، ويعرفك، وذهب إلى الكلية معك، ويفهم الصراعات والألم والفرح الناتج عن تلك التجارب".
الأرقام تتحدث
وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الناخبين السود الذكور يشكلون نقطة ضعف لهاريس، بعد فوز جو بايدن بنسبة 80% في عام 2020، بانخفاض عن 82% لهيلاري كلينتون في 2016.
في جميع الولايات السبع المتأرجحة، والتي تشمل أيضا ميشيغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية وجورجيا ونيفادا وأريزونا، يتعادل ترامب وهاريس فعليا.
وقالت حملة هاريس إنها تتوقع سباقا رئاسيا متقاربا سينتهي بفارق ضئيل للغاية.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام أمريكية، ستركز جهود أوباما إلى حد كبير على الولايات والمقاطعات التي بدأ فيها التصويت المبكر على أمل أن يتمكن ظهوره من تحفيز الناخبين على التصرف فورا والإدلاء بأصواتهم.
لكن رسالته إلى الرجال السود، يوم الخميس، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" كانت بمثابة "انحراف" عن الرسالة المتفائلة والمبهجة التي التزمت بها هاريس وزميلها في الترشح تيم والز وغيرهما في جهودهم لتحفيز العدد الصغير من الناخبين غير الحاسمين في جميع الولايات المتأرجحة.
وفي هذا الصدد، يقول ديفيد أكسلرود، المستشار الكبير السابق لأوباما، في مقابلة إن الخطاب المباشر للرجال السود كان "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، معتبرا أن أوباما يمكنه تحفيز المجموعات الرئيسية الأخرى التي تحتاجها هاريس للفوز.
وأضاف أكسلرود متحدثا عن أوباما "إنه أحد أكثر الشخصيات شعبية على نطاق واسع وبديل مؤثر داخل الحزب". "ولديه وصول خاص إلى بعض الدوائر الانتخابية التي تحتاج إلى تحفيزها، كالناخبين الأصغر سنا، وخاصة السود".
وتردد في وسائل الإعلام الأمريكية أن أوباما وهاريس من المرجح أن يظهرا معا في وقت ما قبل الانتخابات، لكن لم يتضح بعد متى.
هل الديمقراطيون قلقون؟
صحيفة "نيويورك تايمز"، وصفت كلمات الرئيس الأمريكي الأسبق بأنها "صارمة"، مشيرة إلى أنها تهدف إلى "معالجة العلامات المقلقة لهاريس، بما في ذلك أن دعمها بين الناخبين السود لا يزال أقل مما حصل عليه الرئيس بايدن عندما فاز بالولاية في عام 2020"، وفقا لاستطلاع رأي أجري الشهر الماضي من صحيفتي نيويورك تايمز وفيلادلفيا إنكويرر وكلية سيينا.
وهو ما أشار إليه موقع "ذا هيل" الأمريكي، معتبرا أن النداء الصارم الذي وجهه أوباما للناخبين السود "قد يشير إلى أن دعم هاريس بين هذه الفئة السكانية قد يتراجع".
واستشهد الموقع بجزء من خطابه ""لم نشهد بعد نفس الطاقة والإقبال في جميع أحيائنا ومجتمعاتنا كما رأيناه عندما كنت أترشح".
أوباما المنقذ
ويعتقد مستشارو هاريس ومجموعة من الاستراتيجيين الديمقراطيين أنه إذا كان بإمكان أي شخص رفع نسبة إقبال الناخبين السود، فهو أوباما.
وفي هذا الصدد، يقول الاستراتيجي الديمقراطي جيمس كارفيل لصحيفة نيويورك تايمز: "من الواضح أنه (أوباما) يتمتع بجاذبية هائلة لدى الناخبين السود، وبجاذبية هائلة لدى البيض في الضواحي، وهو يثير جنون ترامب".
وتشير الصحيفة إلى أن أوباما لا يزال محبوبا من قبل الديمقراطيين، مما يجعله بديلا طبيعيا لهاريس في مسار الحملة.
ووفق استطلاع أجرته مجلة الإيكونوميست ويوجوف في أغسطس/آب الماضي، ينظر أكثر من 90 في المائة من الديمقراطيين والعديد من المستقلين، لأوباما بشكل إيجابي، أعلى بكثير من الديمقراطيين الآخرين، بما في ذلك بايدن وبيل كلينتون وهيلاري كلينتون".
وكانت هاريس من المؤيدين الأوائل لأوباما، حيث سافرت إلى أيوا عام 2007 لطرق الأبواب لصالح سيناتور إلينوي عندما كانت المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC4yNTAg جزيرة ام اند امز