أمن الرئيس.. لندن تستعد لترامب وأوباما خرق البروتوكول لأجل الملكة

دائما ما تكون الترتيبات الأمنية هي التحدي الأكبر الذي تواجهه أي دولة عند استقبال ضيف رفيع المستوى.
وتستعد المملكة المتحدة غدا لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط إجراءات أمنية مشددة هي الأكبر منذ حفل تنصيب الملك تشارلز الثالث في مايو/أيار 2023.
هذه الإجراءات المشددة أعادت التذكير بالخلاف الحاد الذي وقع بين قصر باكنغهام وبين جهاز الخدمة السرية خلال زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما للمملكة المتحدة عام 2016 والذي انتهى بخرق أوباما لبروتوكوله الأمني وذلك للمرة الوحيدة في رئاسته.
هذه القصة الاستثنائية كشفها كاتب السيرة الملكية، روبرت هاردمان، في الحلقة الأولى من الموسم الجديد من بودكاست "الملكات والملوك وأشياء دنيئة" عبر صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وخلال الحلقة التي دارت حول زيارة ترامب الرسمية الثانية المرتقبة، تطرق الحديث إلى لقاءات دبلوماسية شهيرة أخرى بين أفراد العائلة المالكة البريطانية ورؤساء الولايات المتحدة.
ومن أبرز هذه اللقاءات التي لا تُنسى ما حدث عام 2016، عندما كان أوباما في رحلة وداعية إلى أوروبا مع نهاية ولايته الرئاسية الثانية واستعداده لمغادرة البيت الأبيض حيث اختار توقيت زيارته إلى بريطانيا بحيث يكون أول زعيم عالمي يُهنئ الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بعيد ميلادها التسعين.
وعند معرفتها بهذه اللافتة، كان رد فعل الملكة مباشرًا كعادتها حيث قررت أن تخرج ببساطة هي وزوجها الأمير فيليب لاستقبال عائلة أوباما في سيارة رينج روفر عند هبوط مروحيتهم في وندسور.
لكن أفراد جهاز الخدمة السرية لم يظهر أي تجاوب مما أثار "خلافا حادا" مع القصر وفقا لهاردمان الذي قال إن جهاز الخدمة السرية أكد استحالة حدوث ذلك على الإطلاق وأنه لا يمكن أن يستقل الرئيس إلا سيارته التي يقودها فرد من الجهاز.
وأضاف هاردمان "وصلت هذه المعضلة إلى أوباما نفسه، الذي كان عليه اتخاذ القرار" وأوضح أنه بعد تفكير عميق قال الرئيس الأمريكي الأسبق "حسناً، من الواضح أن هذا يعني الكثير لهم، لذا سأستقل سيارتهم."
وتابع هاردمان "للمرة الوحيدة طوال فترة رئاسته، كان أوباما والسيدة الأولى يستقلان سيارة ليست مضادة للرصاص أو القنابل، بل في سيارة رينج روفر يقودها الأمير فيليب وبجواره ميشيل أوباما في حين جلس باراك والملكة في الخلف قبل أن ينطلقوا في جولة في الحديقة".
ولاحقا، أشار أوباما إلى هذه الحادثة وكتب متذكرًا كيف قالت له الملكة عرضًا "أنا متأكد من وجود قاعدة معينة بشأن من يجلس في أي مكان، ولكن اجلس أينما تشاء".
وقال هاردمان "كان الجو وديًا وودودًا للغاية" مشيرا إلى أنه "في تلك المرحلة، كان آل أوباما والملكة والأمير فيليب قد التقوا كثيرًا طوال فترة رئاسته حيث كانت علاقتهم وطيدة وكان هناك انسجام حقيقي".
واعتبر هاردمان أن لقاء ترامب مع الملك تشارلز سيكون بنفس القدر من الود، مشيرًا إلى أنهما التقيا عدة مرات بالفعل و"يتوافقان بشكل جيد للغاية".
وكان آخر لقاء جمع ترامب مع أحد أفراد العائلة المالكة هو لقائه مع الأمير ويليام في حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2024.