سر مشروب «إطالة العمر» الذي رافق الملكة إليزابيث

في أيامها الأخيرة، اعتمدت الملكة إليزابيث الراحلة مشروبا لـ"إطالة العمر" ليواكب وصيتها الصامتة.
هذا ما كشف عنه كبير خدم العائلة المالكة سابقا بول بريل، في مذكراته التي أثارت ضجة واسعة في بريطانيا، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "ديلي ميل" البريطاني.
ويروي بريل تفاصيل مؤثرة عن الأيام الأخيرة للملكة إليزابيث الثانية (96 عاما) وما رافقها من أسرار.
كما تحدث عن المشاعر التي أحاطت برحيلها في الثامن من سبتمبر/أيلول 2022، بعد أن قضت ما يقارب سبعين عاما على العرش كأطول الملوك حكما في تاريخ بريطانيا.
سر المشروب المفضل
ووفق بول، امتثلت الملكة لتعليمات الأطباء، فتخلت عن مشروباتها المفضلة، مكتفية بعصير التفاح، أو الطماطم للمساعدة في إطالة عمرها، وخضعت لنقل دم، لتعيش بالفعل حتى احتفالات اليوبيل. لكنها كانت تدرك أن النهاية قريبة.
ابتسامة غيرت حياته
يحكي بريل أن علاقته بالملكة بدأت صدفة وهو في الثامنة عشرة من عمره، حين ابتسم لها عن غير قصد أثناء خدمته في قصر باكنغهام، وهو تصرف كان ممنوعا.
لكن تلك الابتسامة لفتت انتباه الملكة، ومن يومها نشأت بينهما صلة خاصة استمرت لسنوات طويلة.
ويقول في هذا الصدد "ربما لم أكن لأتعرف على الملكة لولا ابتسامة واحدة. كنت قد بدأت عملي كخادم، وكنت أساعد في تقديم الغداء في إحدى فعالياتها المعتادة للقاءات عامة في قصر باكنغهام. كنت في الثامنة عشرة من عمري".
وأضاف "لطالما قيل لنا ألا ننظر إلى الملكة أو نحدق بها: لا ننظر في عينيها أبدا، بل ننظر دائما إلى الأسفل، لكنها فاجأتني في ذلك اليوم. كنت أخدم شخصًا آخر، لكنني لم أستطع أن أرفع عيني عنها".
وتابع "فجأة، كانت تنظر إليّ مباشرة. عندها ارتكبت الخطيئة الكبرى. ابتسمت. بعد الغداء، سألت الملكة موظف القصر عن هويتي وأخبرته بما حدث. فذعر. وقال: إنه بول، أحدث موظف لدينا. أنا آسف للغاية يا جلالة الملكة".
أجابت: "لا بأس، لكن لا أحد يبتسم لي أبدا".
"كانت تلك بداية علاقة شخصية طويلة مع العائلة المالكة. عندما احتاجت الملكة إلى مرافق بعد ذلك بوقت قصير، تذكرتني. لقد تركت بصمتي. كنت إلى جانب الملكة طوال السنوات الإحدى عشرة التالية".
الأمل في رؤية اليوبيل
خلال أيامها الأخيرة، كانت الملكة تعاني المرض بصمت بعد تشخيص إصابتها بالسرطان في صيف 2021، بعد أشهر قليلة من وفاة زوجها الأمير فيليب.
وعلى الرغم من التوقعات الطبية بأنها لن تعيش حتى نهاية العام، أصرّت على أن تبلغ احتفالات اليوبيل البلاتيني عام 2022.
يقول بول بريل: "كان كل شيء على ما يرام بالنسبة للعائلة، لكن تشخيص الأطباء لم يعطها سوى حتى عيد الميلاد. وكان رد الملكة: حسنا، هذا مؤسف، لأن العام المقبل هو عام اليوبيل البلاتيني لي، وأود حقا أن أرى ذلك". هل يمكنك أن تبقيني على قيد الحياة من أجل ذلك؟".
نظام غذائي صحي
في كتابه "عاشت الملكة.. 23 قاعدة للعيش من أطول ملوك بريطانيا حكما"، صرّح برايان كوزلوفسكي، لصحيفة نيويورك بوست عام 2020: "لقد تقدمت في السن بشكل رائع، وهي مثال يحتذى به في الصحة والعافية".
وأشار إلى أنها أصيبت بفيروس كورونا، في فبراير/شباط 2022، لكنها لم تدخل المستشفى إلا لثلاث زيارات قصيرة خلال العقدين الماضيين.
ولفت إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي - كما فعلت الملكة - يُعد مفتاحا لحياة طويلة وصحية.
وبحسب كوزلوسكي، لم تكلف الملكة نفسها عناء التمارين المكثفة، مفضلة "التمارين الرياضية المعقولة" مثل تمشية كلابها من فصيلة الكورجي وركوب الخيل.
كما أنها " كانت تستمتع بقضاء الوقت في الطبيعة، وأحبت بشكل خاص الريف الاسكتلندي حول بالمورال، الذي كانت تزوره كل عام تقريبا".
كما ورد أن الملكة لم تدخن قط، وكانت تنام جيدا. واتبعت نظاما غذائيا متوازنا يشمل الشوكولاتة والجن.
ووفقا لدارين ماكجريدي، طاهيها من عام ١٩٨٢ إلى عام ١٩٩٣، لم تكن الملكة "من عشاق الطعام"، ويعتقد أنها كانت تتناول وجبات بسيطة.
و"في الصباح، كانت الملكة تتناول البسكويت والشاي، يليهما الخبز المحمص والمربى، أو حبوب الإفطار مع الفاكهة، أو سمك السلمون المدخن مع البيض المخفوق والكمأة" بحسب موقع "إنسايدر".
وقال ماكجريدي إنه قبل غداء بسيط، كالسمك المشوي مع الخضار، كانت الملكة تستمتع بمشروب الجن ومشروب دوبونيه (مشروب فاتح للشهية مصنوع من النبيذ الحلو) مع شريحة من الليمون والثلج.