قواعد أردوغان بليبيا.. تقويض للسلام وتهديد لتونس والجزائر
خبراء يؤكدون أن بقاء القواعد العسكرية التركية في غرب ليبيا سيُفشل أي حل سياسي للأزمة الليبية.
قال خبراء ليبيون إن وجود القواعد العسكرية التركية في غرب ليبيا يمثل تهديدا حقيقيا لأي مسار سياسي لحل الأزمة الليبية، كما يعد استمرارا للتعدي على السيادة الوطنية للدولة الليبية.
وأضاف خبيران في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن القواعد العسكرية التركية وجدت لتقويض السلام وضمان المصالح التركية في المنطقة ككل وليس ليبيا فقط، فهي تهدد العمق الاستراتيجي التونسي والجزائري.
ويسيطر المرتزقة الأتراك على ثلاث قواعد عسكرية في غرب ليبيا وهي: قاعدة الوطية بغرب البلاد، ومعيتيقة بمدينة طرابلس، والكلية الجوية بمدينة مصراتة، وذلك بدعم من المرتزقة السوريين وتنظيمات إرهابية كجبهة النصرة، وتنظيم داعش.
وقال عضو مجلس النواب الليبي الدكتور علي التكبالي، إن وجود القواعد التركية يمثل تهديدا حقيقيا لاستقلال ليبيا، مشيراً إلى أن تركيا استبقت الأحداث بإنشاء هذه القواعد لتكون نقطة انطلاق نحو إفساد أي صلح سياسي بين الليبيين.
وأضاف التكبالي لـ"العين الإخبارية" أن تركيا تعرف ماذا تفعل وماذا تريد من ليبيا، مضيفا أن بعض القوى الدولية الأخرى من أصحاب المصالح في ليبيا، أعطت أردوغان الضوء الأخضر لمواجهة الجيش الليبي على تخوم العاصمة طرابلس.
وأكد النائب الليبي، أن الغرض الحقيقي لأردوغان هو احتلال ليبيا، وبالتالي" أردوغان يعلم أن السراج مجرد ميت سيزول قريبًا لهذا فهو يبني بقاءه على اتفاقيات سابقة لن تصمد أمام أي سند قانوني لأن مجلس النواب لم يصادق عليها".
وواصل حديثه قائلاً:" الشعب الليبي لا يريد بقاء الاحتلال التركي، كما أن دولا بالاتحاد الأوروبي لن تسمح له بالبقاء في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط".
وأوضح التكبالي أن الأتراك وحلفاءهم لا يريدون الخروج من ليبيا، لذا سارعوا لتسجيل مذكرة التفاهم المبرمة بين السراج وأردوغان فيما يعرف بـ"اتفاقية التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية"، دون تأخير.
ولفت التكبالي إلى أن المحادثات الجارية الآن بين الخصوم لن تنجح وفي هذه الحالة سيقول أردوغان نحن متواجدون في المنطقة الغربية ما يجعل وحدة ليبيا في خطر.
واختتم حديثه، قائلاً إن "أردوغان يسعى لتحويل الصحراء الكبرى إلى ملاذ آمن لكل التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن آلاف الإرهابيين الموالين لتركيا يسيطرون على المدن الساحلية غرب ليبيا، ومنهم من تسلل إلى تونس.
وفي سياق متصل، قال السياسي الليبي عبدالله ميلاد المقري، إن القواعد العسكرية التركية وُجدت لتقويض السلام في ليبيا، وضمان المصالح التركية في المنطقة ككل وليس ليبيا فقط، مؤكداً أنها "تهدد العمق الاستراتيجي التونسي والجزائري".
وأضاف المقري لـ"العين الإخبارية": "خطرها كبير على أي تسوية سياسية لا تعجب النظام التركي، وسيجد الليبيون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما دوامة عنف جديدة بتخطيط تركي وتنفيذ إرهابي، وإما تقسيم البلاد".
وأكد السياسي الليبي السابق، أن مشروع تركيا الفوضوي يقضي بتمكين المتطرفين والإرهابيين من السيطرة على القارة الأفريقية، خاصة بعد فشل مخططه في مناطق الشرق الأوسط وهزيمته النكراء أمام الأكراد بالشمال السوري.
واختتم المقري حديثه مطالبًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتصدي للأطماع التركية في ليبيا وإخراج مرتزقتها من القواعد العسكرية التي تسيطر عليها وذلك لإنجاح أي تسوية سياسية في المستقبل.
وتستمر تركيا في تدخلها في ليبيا على الصعيدين السياسي والعسكري طمعًا في الاستحواذ على ثروات البحر المتوسط من الغاز بالإضافة إلى محاولة التقدم تجاه الحقول و المواني النفطية الواقعة بالقرب من مدينة سرت بوسط ليبيا.