أكتوبر الثائر في أمريكا اللاتينية.. حمم غضب تعصف بالتقشف والتزوير
3 دول بأمريكا اللاتينية اجتاحتها أعاصير أكتوبر/تشرين الأول الغاضب، لتضيفها إلى لائحة طويلة من البلدان التي انتفضت شعوبها
من الإكوادور إلى تشيلي وصولا إلى بوليفيا.. 3 دول بأمريكا اللاتينية اجتاحتها أعاصير أكتوبر/تشرين الأول الغاضب، لتضيفها إلى لائحة طويلة من بلدان أخرى حول العالم ممن "تنتفض" شعوبها لسبب أو لآخر.
- احتجاجات تشيلي.. استمرار العنف والمتظاهرون يتحدون الطوارئ
- الإكوادور تعلن حظر التجول في العاصمة بعد تصاعد الاحتجاجات
احتجاجات تخللتها أعمال عنف وصدامات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، ضمن سلسلة من الهبات الشعبية التي ضربت 11 دولة في 3 قارات في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في حراكات تتقاطع عند التنديد بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وفشل السياسات الحكومية أو التشكيك بنتائج استحقاقات انتخابية مصيرية.
الإكوادور.. التقشف يفجر الغضب
بدأت المظاهرات في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية هذا الشهر عندما أعلنت الحكومة إلغاء دعم الوقود المستمر على مدى عقود، في خطوة جاءت في إطار سياسة حكومية تقشفية تهدف إلى تخفيض النفقات، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
غير أن إلغاء الدعم ساهم في ارتفاع حاد لأسعار الوقود، ما جعل قسما واسعا من سكان البلاد عاجزين عن شرائه.
وفي ظل الاحتقان السائد تفاقمت المخاوف بالبلاد من أن يقود الإجراء الحكومي إلى زيادة أسعار المواصلات العامة والأغذية، وغيرها من السلع أو الأنشطة المتعلقة بالمحروقات، خاصة أن معظم المتضررين منه هم سكان المناطق الريفية أو ما يعرف بالسكان الأصليين "الهنود الحمر".
وببلوغ الغضب أقصاه، اندلعت الاحتجاجات في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وأغلق المتظاهرون الغاضبون الطرق السريعة واقتحموا البرلمان واشتبكوا مع قوات الأمن، ما أسفر عن 8 قتلى و1340 جريحا.
وخوفا من انهيار الأوضاع وتفاقم الاحتجاجات، وجدت الحكومة نفسها مجبرة بعد أيام فقط من خروج المظاهرات على التراجع عن قرارها وإلغاء رفع الدعم.
تشيلي.. الضغط على الفقراء
في القارة نفسها، اتجهت مدارات الغضب الشعبي، في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى تشيلي، حيث أفضى ارتفاع في أسعار المواصلات إلى خروج احتجاجات.
في البداية حاولت الحكومة تبرير قرارها بزيادة تكاليف الوقود وضعف قيمة العملة المحلية، غير أن تبريراتها لم تنجح في تهدئة المحتجين الذين استنكروا إجراء قالوا إنه يهدف للضغط على الفقراء.
ومع أن تشيلي تعد إحدى دول أمريكا اللاتينية الغنية فإن استفحال ظاهرة عدم المساواة فيها بين مواطنيها يفاقم من حالة الغليان الشعبي ويفسر اندلاع الاحتجاجات الأخيرة.
وتصنف تشيلي على أنها البلد الأسوأ على مستوى عدم المساواة في الدخل من بين 36 بلدا عضوا في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.
ووفق تقارير إعلامية ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أججت صورة التقطت للرئيس التشيلي ساباستيان بينيرا وهو يتناول العشاء في مطعم إيطالي راقٍ بالعاصمة سانتياجو، الشعور بعدم المساواة والغضب في نفوس المحتجين الذين كانوا في الوقت نفسه يشتبكون مع قوات الأمن.
كما حدث في الإكوادور تراجعت حكومة تشيلي عن قرارها وعلقت زيادة أسعار التذاكر، سعيا نحو إخماد فتيل الغضب، غير أن نطاق الاحتجاجات توسع في رسالة أكدت أن رفع أسعار تذاكر المترو لم يكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير.
وتخللت الاحتجاجات أعمال شغب وحرق ونهب أسفرت عن مقتل 18 وإصابة المئات واعتقال الآلاف.
بوليفيا.. نتائج الرئاسية تفجر الغضب
اندلعت الاحتجاجات منذ الإثنين الماضي، أي غداة انتخابات رئاسية شهدتها البلاد، وفاز فيها الرئيس إيفو موراليس بفترة رئاسة ثانية، في اقتراع تشكك المعارضة بنزاهة نتائجه وتتهم السلطات بتزويرها.
ومنذ ذلك الحين تستمر المظاهرات الحاشدة احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما دعت المعارضة إلى إضراب عام الأربعاء، وسط مظاهرات وأعمال شغب.
واندلعت الاشتباكات بين متظاهرين في مدينة سانتا كروز شرقي البلاد التي تعد معقل المعارضة وأيضا في العاصمة لاباز.
وأسفرت الصدامات بين أنصار موراليس ومعارضيه عن سقوط جرحى.
ووسط تصاعد الغضب أعلنت المحكمة الانتخابية العليا في بوليفيا في وقت سابق السبت رسميا، فوز الرئيس المنتهية ولايته موراليس، وذلك رغم رفض المعارضة وقسم من المجتمع الدولي نتائج الاقتراع.