النفط يحقق أكبر ارتفاع شهري منذ سنوات
خام غرب تكساس الوسيط يتجه للصعود بنسبة 76% بأكبر مكاسبه الشهرية على الإطلاق، فيما ربح برنت 38% وهو أقوى ارتفاع شهري منذ مارس 1999
انخفضت أسعار النفط، الجمعة، رغم أنه يتجه لتحقيق أكبر ارتفاع شهري في سنوات بفضل خفض الإنتاج، وصعد الخام العماني إلى 33.68 دولار للبرميل في يونيو/حزيران المقبل، فيما تجد روسنفت الروسية صعوبة في تمديد تخفيضات النفط.
وتراجعت أسعار النفط الجمعة، متجهة صوب تسجيل أول انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع، بعد أن أظهرت بيانات المخزون الأمريكي طلبا فاترا على الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم بينما يضغط تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والصين على الأسواق المالية العالمية.
وبحلول الساعة 06:43 بتوقيت جرينتش، تراجع خام برنت 43 سنتا أو ما يعادل 1.2% إلى 34.86 دولار للبرميل.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 33.14 دولار للبرميل منخفضا 57 سنتا أو ما يعادل 1.7%.
ويتجه الخامان القياسيان صوب تحقيق أكبر مكسب شهري في سنوات إذ تلقى الأسعار الدعم من تخفيضات للإنتاج وتفاؤل بشأن تعافي الطلب بقيادة الصين وفقا لما يقوله محللون.
ويمضي خام غرب تكساس الوسيط على مسار الصعود بنسبة 76% في مايو/أيار الجاري، وهو أكبر مكاسبه الشهرية على الإطلاق.
بينما ربح برنت 38% وهو أقوى ارتفاع شهري منذ مارس/آذار 1999.
الخام العماني يصعد
وحسب حسابات لرويترز من واقع بيانات بورصة دبي للطاقة، الجمعة بأن سعر البيع الرسمي للخام العماني في يونيو/حزيران المقبل سيصعد 10.03 دولار إلى 33.68 دولار للبرميل.
وسعر البيع الرسمي للخام العماني في يونيو/حزيران المقبل هو متوسط التسويات اليومية في الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش على مدى مايو/أيار الجاري لعقد أقرب استحقاق.
وسجل سعر البيع الرسمي لخام دبي، عند 29.68 دولار للبرميل.
ويتم حساب سعر البيع الرسمي لخام دبي، بخصم 4 دولارات عن الخام العماني في بورصة دبي للطاقة.
روسنفت الروسية تتألم
ومن ناحية أخري، أبلغت 4 مصادر مطلعة رويترز أن روسنفت لا تجد ما يكفي من الخام لشحنه إلى مشترين تربطهم بها عقود إمداد طويلة الأجل، مما يجعل من الصعب على الشركة الروسية مواصلة تخفيضات إنتاج النفط الضخمة لما بعد يونيو/حزيران المقبل.
وأبلغت روسنفت وزارة الطاقة أنه سيكون من الصعب مواصلة التخفيضات لنهاية السنة، إذ اضطرت بالفعل إلى تقليص الشحنات إلى مشترين كبار، مثل جلينكور وترافيجور، رغم توافر الطلب، حسبما ذكره مصدران قريبان من سير المحادثات مشترطين عدم كشف هويتهما.
وقال إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لـ روسنفت في بيان، الجمعة "لا شك في أن روسنفت ستفي بشكل صارم بجميع التزاماتها بموجب عقود الإمدادات مع الأطراف المقابلة لها الأجنبية والروسية رغم خفض الإنتاج الذي تقوم به الشركة في إطار اتفاق أوبك+.
وأحجمت جلينكور ترافيجورا عن التعليق.. ولم ترد وزارة الطاقة الروسية على طلب من رويترز للتعقيب.
كان الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يرجع إليه أمر سياسة النفط، قد تحدث إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأربعاء بشأن "التنسيق الوثيق" لتخفيضات الإنتاج المتفق عليها في أبريل/ نيسان الماضي لمعالجة حالة الضعف التي ألمت بسوق الخام بسبب جائحة فيروس كورونا.
وتقترح السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول، تمديد التخفيضات غير المسبوقة حتى ديسمبر كانون الأول.
وقال مصدر مطلع على عمليات روسنفت لرويترز "روسنفت تتألم... عليهم تزويد مصافي التكرير والمشترين بعقود محددة المدة. ببساطة، لا توجد موارد."
ويرأس روسنفت إيجور سيتشن، أحد أقرب حلفاء بوتين، ولطالما عارضت الشركة تخفيضات الإنتاج المنسقة مع أوبك، لكنها امتثلت لقرار الرئيس الطامح في تعميق التعاون السياسي مع دول الشرق الأوسط.
وقال مصدر مطلع على بيانات الإنتاج اليومي إن روسنفت، التي تبيع معظم إمداداتها إلى مشترين للأجل الطويل، قلصت الإنتاج 17% منذ بداية مايو/أيار الجاري مقارنة مع أبريل/ نيسان المقبل.
الطلب فاتر
وقال محللون إن بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الخميس، أظهرت أن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت بقوة الأسبوع الماضي فيما ظل الطلب على الوقود فاترا حتى في الوقت الذي بدأت فيه عدة ولايات في رفع قيود على السفر فرضتها لاحتواء جائحة فيروس كورونا.
وبالنظر مستقبلا، سيركز المتعاملون على نتيجة محادثات بشأن تخفيضات الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في الأسبوع الثاني من يونيو حزيران.
وتدرس السعودية وبعض أعضاء أوبك تمديد خفض قياسي للإنتاج قدره 9.7 مليون برميل يوميا بعد يونيو/حزيران المقبل لكنهم لم ينالوا بعد تأييد روسيا.