مصفاة الجنوب.. مشروع تنموي يطفئ "المثلث الملتهب" بليبيا
بعد انتشار عصابات تهريب الوقود بجنوب ليبيا وتكثيف الجيش من مساعيه لحصارها، بدأت يد التنمية تتجه للمثلث الملتهب الذي يعاني قلة الخدمات.
تلك المساعي، توجت بإعلان المؤسسة الوطنية للنفط، عقد رئيسها مصطفى صنع الله، اجتماعًا بالعاصمة البريطانية لندن مع شركة "هونيويل يو أو بي" الأمريكية، لمناقشة مساهمة الشركة في مشاريع قطاع النفط والغاز، وفي مقدمتها مشروع إنشاء مصفاة الجنوب وتطوير مصفاة طبرق لإنتاج بنزين السيارات.
مصفاة الجنوب
وقالت مؤسسة النفط، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن مشروع إنشاء مصفاة الجنوب الذي اعتمدته حكومة الوحدة الوطنية بموجب قرارها رقم 442 لسنة 2021 يُعد أحد مشاريع التنمية "الهامة" الذي تعول عليه المؤسسة الوطنية للنفط لدعم الاستقرار بالمنطقة، سعياً منها لجذب الشركات العالمية التي تمتاز بجودة وسرعة التنفيذ وذات الصيت الرفيع في مجال تقنيات التكرير وصناعة البتروكيماويات وإنشاء مصافي التكرير والمصانع.
وبحسب البيان، فإن الاجتماع الليبي البريطاني، تطرق لمساهمة الشركة في إنشاء ورش تصنيع في ليبيا، فيما أبدت الأخيرة رغبتها في المساهمة في جميع المشاريع، بدايةً بمشروع مصفاة الجنوب، على أن تعقد اجتماعات قادمة لمناقشة تفاصيل مجال العمل وعقود التنفيذ.
و"هونيويل يو او بي" هي شركة متخصصة في تقنيات التكرير والبتروكيماويات وتصنيع الوحدات القوالبية كالمصافي، وتملك سجلاً حافلاً بالمشاريع ذات الجودة العالية في التقنيات والتصنيع والإنشاءات، بالاضافة إلى علاقات متميزة مع زبائنها في تقديم الدعم الفني أثناء عمليات الإنتاج، بحسب بيان مؤسسة النفط.
تهريب الوقود
يعد نشاط تهريب الوقود، أحد الأزمات التي يعاني منها الجنوب الليبي، فيما يتخذ "الإرهابيون" والعصابات المسلحة من تلك المنطقة نقطة انطلاق ثمينة لترويج نشاطهم.
فبحسب مصادر أكدت في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، أن عصابات متخصصة في تهريب الوقود إلى دول الجوار تنشط بقوة في مناطق بني وليد والقريات والشويرف والشاطئ وسبها وما بعدها.
وأكدت المصادر أن تهريب الوقود يمر عبر مراحل أولها من منطقة القريات نقطة الاستلام حتى الوصول لمحطات الاتجار غير الشرعية في وادي الشاطئ، ومنها إلى مدينة سبها عن طريق منطقة زلاف الرملية التي تقع بين وادي الشاطئ وسبها.
وأدت عمليات التهريب تلك إلى ارتفاع أسعار المحروقات، بسبب سيطرة تجار السوق السوداء الذين تحولوا من التجارة إلى تنظيم مسلح له نشاطات متعددة تصلح للسطو وقطع الطريق أمام شحنات الوقود المدعومة من الحكومة الليبية، لإتاحتها للمرتزقة التشاديين المنقبين عن الذهب في مناطق العوينات ومناطق حوض مرزق في أقصى الجنوب الشرقي والغربي من البلاد.
تلك العمليات ألحقت بالاقتصاد الليبي خسائر كبيرة، بحسب المؤسسة الوطنية للنفط التي قدرت في وقت سابق، خسائر التهريب المنظم للوقود بأكثر من 750 مليون دولار سنويا.