أزمة نفط تحرق تونس.. صراع السلطة والمحتجين ينتقل إلى فيسبوك
أحرقت أزمة إغلاق مضخات النفط في الجنوب التونسي الأجواء بين السلطة والمحتجين، وتحولت لمعركة جدل على صفحات الفيسبوك.
وفجرت نوايا رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بالتوجه للقوة لفض اعتصام مجموعة من الشباب في مضخة النفط بالجنوب سيناريوهات وتوقعات بأحداث عنف في الفترة المقبلة.
وكان المشيشي قد أكد في ندوة صحفية الثلاثاء أن الحكومة ستمر قريبا إلى تطبيق القانون بقوة الدولة، بخصوص تعطيل إنتاج الطاقة والمناجم في تطاوين وغيرها من المناطق التي تعطل فيها الإنتاج، لأنه "لا مجال للسماح بارتهان الشعب"، مشيرا إلى أن الحكومة خيرت إلى حد الآن المضي في الحوار إلى أبعد الحدود.
- رئيس الحكومة التونسية يقر: الوضع الاقتصادي صعب جدا وغير مسبوق
- "الحمامات السياحية" في تونس.. مدينة أشباح يحاصرها كورونا
وظهر المتحدث الرسمي باسم اعتصام الكامور طارق الحداد في مقطع فيديو يرد فيه على تصريحات رئيس الحكومة هشام المشيشي المتعلقة باعتزام الحكومة تطبيق القانون بقوة الدولة، لمنع تعطيل إنتاج النفط وغلق طريق نقل الفوسفات.
وفي هذا الفيديو الذي نشر على صفحته على الفيسبوك، اتهم طارق الحداد رئيس الحكومة باعتماد منطق المقايضة والتهديد مع أهالي تطاوين.
وتوجه الحداد بكلامه للمشيشي قائلا: "تاريخك مظلم مع أهالي تطاوين ومضخات النفط ملك للشعب التونسي وليست ملكك".
وأكد المتحدث أن مضخة النفط لن تفتح إلا بتطبيق وتحقيق اتفاق الكامور، مبينا أن قوة الدولة تكمن في تطبيق اتفاقياتها واحترامها لمواطنيها.
والكامور التي تحتوي على مضخات النفط في تونس تقع قرب الحدود التونسية الليبية وتابعة لمحافظة تطاوين.
وكانت الحكومة التونسية وعدت في 2017 بتشغيل 1500 شاب من المحافظة إلا أنها تراجعت عن ذلك، ما أثار احتجاجات مفتوحة في الجنوب التونسي.
هذا الصراع بين المحتجين في محافظة تطاوين والحكومة التونسية شغل شبكات التواصل الاجتماعي.
وانتقد الإعلامي التونسي مصطفى عطية على صفحته الرسمية في الفيسبوك تصريحات المتحدث الرسمي باسم اعتصام الكامور قائلا باستهزاء "ثورة" صفق لها العالم قعودا ووقوفا.. الحصيلة: إفلاس. والإنتاج: إمارة الكامور. والتصدير: إرهاب.
بدوره، كتب البرلماني السابق هشام حسني على صفحته الرسمية في الفيسبوك أن ضعف الدولة جعل أحد المواطنين من الكامور يتحدى رئيس الحكومة ويتوجه له بخطاب حربي.
كما قال الكاتب إبراهيم الوسلاتي عبر الفيسبوك أن الرد جاء سريعا من إمارة الكامور على رئيس حكومة تونس، وعبر عن تساؤله ساخرا "فهل يقدم رئيس الحكومة التونسية على ضم الإمارة الى جمهورية تونس باستعمال القوّة دون المرور بالبرلمان؟".
من جهته، دعا الأستاذ الجامعي محمد علي الصغير عبر الفيسبوك وسائل الإعلام لمقاطعة وعدم تمرير خطابات طارق الحداد ووصفها بالتحريضية وذلك إثر تهديده للحكومة وتوعده بالرد القاسي في حال طبقت الدولة القانون في الكامور.
وتابع أن الدولة مفلسة وإنتاج النفط والفوسفات معطل، ما يعني أن مطالب هؤلاء المعتصمين لم تعد شرعية وأصبحت تمردا واستهدافا للشعب بأسره.
وأكد أن "الإعلام يجب أن يتحمل مسؤوليته في عدم إعطاء هؤلاء مساحة للتطاول على هيبة تونس".