النفط يتراجع أمام الارتفاع المفاجئ بمخاوف كورونا
خام القياس العالمي برنت ينخفض بنسبة 6% إلى 40.11 دولار للبرميل بعد يوم من تسجيل أعلى مستوياته منذ أوائل مارس الماضي
تراجعت أسعار النفط بنسبة 6%، في وسط جلسة تداولات الأربعاء بعد أن سجل مخزون الخام الأمريكي مستوى قياسيا جديدا، وسط ارتفاع جديد لحالات الإصابة بفيروس كورونا في دول مثل ألمانيا ومناطق كثيفة السكان بالولايات المتحدة.
وتتزايد حالات الإصابة في الولايات المتحدة، التي سجلت ثاني أكبر ارتفاع في الإصابات الجديدة منذ بداية الأزمة، وفي الصين وأمريكا اللاتينية والهند مما أثار مخاوف المستثمرين وضغط على أسعار النفط.
وقال ستيفين برينوك من شركة السمسرة بي.في.إم "هذه جميعها مراكز مهمة للطلب على النفط.. موجة ثانية من الإصابات والاغلاقات ستخرج تعافي الاقتصاد العالمي عن مساره، فضلا عن الطلب على النفط وأسعاره".
وفي وقت لاحق اليوم، تحدد إغلاق سعر تسوية خام برنت عند 40.31 دولار للبرميل، منخفضا 2.32 دولار بما يعادل 5.4%. كان برنت سجل أمس الثلاثاء أعلى سعر له منذ أوائل مارس/ آذار الماضي، أي قبيل أن تعضف بالأسواق الجائحة.
وأغلق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 38.01 دولار للبرميل، متراجعا 2.36 دولار أو 5.8%.
وتأثرت الأسعار أيضا بارتفاع الدولار، الذي يتحرك في عكس اتجاه النفط، وبتراجع في الأسهم.
وارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز والتي كانت تتوقع زيادة 299 ألف برميل، حسبما ذكرته إدارة معلومات الطاقة، عازية الزيادة إلى ارتفاع الإنتاج.
وهذا هو ثالث مستوى قياسي على التوالي لمخزون الخام الأمريكي.
وقال بوب يوجر، مدير العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو، "أكثر ما كان يثير قلقي هو انتعاش الإنتاج المحلي وها قد زاد، واستطاع بمفرده أن يلحق بعض الضرر بالسوق".
وبدأ استهلاك النفط عالميا في التعافي مع خروج الاقتصادات من العزل العام، بينما تخفض أوبك ومنتجون حلفاء، في إطار أوبك+، الإنتاج وأغلق منتجو النفط الصخري بالولايات المتحدة الآبار.
ومن جانبه، أكد جين مكجيليان، نائب الرئيس لأبحاث السوق لدى ترادشن إنرجي في ستامفورد بولاية كونيتيكت، "ترسل السوق إشارة مفادها أنها إذا لم تحصل على تطمين دائم بأننا نتجاوز انكسار الطلب الذي حدث بسبب الجائحة، فإن ارتفاع أسعار النفط لن يكون منطقيا بالفعل."
لكن كازوهيكو سايتو كبير المحللين لدى فوجيتومي قال إن السوق لا تزال قلقة بسبب زيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم.
وبحسب تحليل وإحصاء لرويترز، ارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة 25 بالمئة في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي يوم 21 يونيو حزيران وتجاوز عدد حالات الوفاة في أمريكا اللاتينية 100 ألف وفاة أمس الثلاثاء.