سياسة
حافلة انتخابية عتيقة.. روح الابتكار ترفرف على برلمانيات لبنان
الحافلة الانتخابية فكرة مبتكرة لتقليص النفقات و رسالة سياسية
حافلة صغيرة تعود لسبعينيات القرن الماضي، تجوب العاصمة اللبنانية بيروت، تعلوها ملصقات بألوان مميزة، وشعارات وصور.
بهذه الحافلة الكلاسيكية اختار مرشحون مستقلون من المجتمع المدني اللبناني، أن تكون واجهة حملتهم الانتخابية، في غمار السباق البرلماني المرتقب في 6 مايو/ أيار المقبل.
طراز الحافلة العتيق أعفى الشباب من كلفة الحملات الانتخابية، وهم الذين لا يمتلكون سوى شحنة من العزيمة والإصرار على التغيير، وضخ دماء التجديد في شرايين السلطة التشريعية ببلادهم.
فتلك الحافلة العتيقة وفرت عليهم نفقات ابتياع أو استئجار السيارات الفارهة، تماما كما قلصت المسافة بينهم وبين المواطنين ممن كانوا يلتقونهم في مختلف الشوارع والأزقة للتعريف ببرنامجهم الانتخابي.
مرشحون مستقلون لا يمتلكون الكثير من المال، لكنهم مفعمون بإرادة التغيير، وهذا ما يجعلهم مجبرين على الابتكار في مواجهة شح مواردهم.
رسالة سياسية
الحافلة الصغيرة، موديل عام 1976، كما يقول مرشح مجموعة "لبلدي" عن مقعد الأرمن الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى، يورغي تيروز، تبعث برسالة رمزية.
وأضاف تيروز ، في تصريحات إعلامية، أن تلك الرسالة تدعو إلى تغيير القوانين اللبنانية التي يعود الكثير منها إلى حقبة قديمة باتت عاجزة عن مواكبة متطلبات وانتظارات الشعب اللبناني في الوقت الراهن.
دعوة تحمل نفسا التجديد والتغيير في بلد تعاني فيه السلطة التشريعية من بعض القيود جراء الأزمات المتتالية، وخصوصا التأجيل المتتالي للانتخابات البرلمانية منذ 2009، ما أورث القوانين نوعا من الجمود الذي يكبل حياة المواطن ويقيدها.
مواجهة شرسة وسياق مختلف
تفاوت موازين القوى على جميع الأصعدة بين التيارات والأحزاب التقليدية، و التشكيلات الصغيرة والمستقلين، حفّزت الابتكار، وزيّنت الحملة الانتخابية اللبنانية بأفكار جديدة، مثل الحافلة الانتخابية العتيقة.
وتأتي الابتكارات في وقت يسعى فيه المستقلون والأحزاب الصغيرة إلى كسر المعادلة التقليدية المهيمنة على تشكيلة البرلمان اللبناني، و قلب الموازين في سباق يأتي ضمن سياق مختلف في أكثر من جانب.
فالاقتراع المقبل سيكون الأكبر من حيث عدد المرشحين، والأول من نوعه الذي ينتظم وفق قانون الانتخاب الجديد المعتمد على النظام النسبي، وعلى نحو يراعي التوازنات الطائفية.
وهي المعطيات التي تمنح المشهد الانتخابي الراهن زخما استثنائيا، في وقت تسود فيه الضبابية مسألة التحالفات الانتخابية التي قد تلجأ لها بعض الأطراف لمواجهة المنافسة الشرسة، وفرض إيقاعها على سيور الانتخابات.
و يتنافس على مقاعد البرلمان اللبناني 917 مرشحًا موزعين على 77 لائحة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية، وأخرى تابعة للمجتمع المدني.
ويجري الاقتراع وفق نظام نسبي جديد، قسّم البلاد إلى 15 دائرة، يختار فيها الناخبون 128 نائبًا ليكونوا ممثليهم في البرلمان.