قطف زيتون الضفة .. مخاطرة وسط اعتداءات الاحتلال والمستوطنين
مشاعر يمتزج فيها الأمل بموسم جيد ومبشر، بالخوف من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين باتت كابوسا يطارد المزارعين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون بالضفة.
في كل مرة ينطلق المزارع عبد السلام علي، إلى حقله في قرية كفر قدوم, شرقي مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية؛ لقطف الزيتون، تنتابه مشاعر يمتزج فيها الأمل بموسم جيد ومبشر، بالخوف من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين التي باتت كابوسا يطارد المزارعين في موسم القطاف.
مخاوف علي (56 عامًا) كانت في محلها فقبل أيام تعرضت 50 شجرة مثمرة وكبيرة للحرق المتعمد من المستوطنين، وهو شكل من أشكال الاعتداء والمخاطرة اليومية التي يعيشها المزارعون الفلسطينيون في موسم قطاف الزيتون.
وقال علي لـ"بوابة العين": "تلقيت اتصالا من جيران الأرض التي أملكها وإخواني بأن النيران اشتعلت في 14 الشهر الجاري داخل أرضنا، فذهبنا هناك، وبالفعل وجدنا أن النيرات أتت على مساحة كبيرة من الأرض وامتدت حتى الشارع العام".
وأشار إلى أنه شاهد أحد المستوطنين يتحرك في المنطقة بالتزامن مع مرور دورية لقوات الاحتلال أخذته وغادرت المكان بسرعة، فيما جرى بعد وقت إخماد النيران من الدفاع المدني الفلسطيني بعدما أتت على 50 شجرة مثمرة.
وتشتهر الضفة الغربية المحتلة بزراعة الزيتون، الذي يزرع على آلاف الدونمات في حقول الكثير منها قريب من المستوطنات، التي حولت المدن الفلسطينية إلى كانتونات، أو قرى ومدن محاصرة بفعل الجدار الإسرائيلي الذي صادر آلاف الدونمات وحال دون الوصول إلى آلاف أخرى.
"شتم وتخريب "
ولم يكن حال المزارع فواز حنني أحسن حالا، فقد اقتحم المستوطنون أرضه في منطقة النقار، المجاورة لمستوطنة ايتمار، جنوب شرقي مدينة نابلس في 15 الشهر الجاري.
وقال حنني لـ"العين" :"اقتحموا الأرض فجأة وسط شباب وشتم لي وللعمال وللذات الإلهية، ونثروا كمية الزيتون التي قطفنا بين الأشواك والمناطق الوعرة.
ووفق جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن قطاع الزيتون يشكل ما نسبته 15% من قيمة الإنتاج الزراعي في فلسطين، الذي يصل في مجمله إلى مليار دولار سنوياً.
"الطرد بحضرة المتضامنين"
ولم يفلح المتضامنون الأجانب الذين رافقوا المزارع مهيمن عسعوس خلال قطف الزيتون في أرضه المستأجرة بمنطقة خلة صوان، الواقعة على بعد 1000 متر من مستوطنة مستوطنة اتسهار المقامة على بعض أرضي بورين جنوب شرقي مدينة نابلس، في حمايته من الطرد والاعتداء.
وقال عسعوس لـ"العين" إنه اصطحب 3 متضامنين أجانب وعددا من العمال لقطف الزيتون من الأرض البالغة 8 دونمات وخلال عملهم الثلاثاء الماضي فوجئوا بقدوم ضابط الارتباط العسكري الإسرائيلي برفقة أحد المستوطنين وأجبروهم على إخلاء المنطقة بدعوى انتهاء التصريح الخاص بهم.
ويؤكد عسعوس أنه اضطر لمغادرة الأرض خشية التعرض له وللمتضامنين بالاعتداء كما حدث في مرات سابقة، حيث بات موسم الزيتون مرحلة محفوفة بالمخاطرة اليومية.
"كابوس يومي "
ويؤكد ضرار أبو عمر، مدير مكتب الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس، أن اعتداءات الاحتلال والمستوطنين للمزارعين في موسم قطف الزيتون باتت تشكل كابوسا يوميا.
وأشار أبو عمر إلى تنوع تلك الاعتداءات من منع الوصول للأرض، أو إتلاف الزيتون، إلى الاعتداء المباشر على المزارعين أو الأرض وأشجار الزيتون التي تتعدى قيمتها بالبعد الاقتصادي باعتبارها الشجرة التي ترمز للهوية العربية للأرض ، حيث اقتلع الاحتلال منذ 1967 ما يزيد على 1.5 مليون شجرة زيتون في حربه على رمز التجذر الفلسطيني في الأرض.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA=
جزيرة ام اند امز