شجرة الزيتون تعيل 120 ألف عائلة أردنية
120 ألف عائلة في الأردن تعتمد في معيشتها على زراعة الزيتون، وبوابة "العين" الإخبارية كانت متواجدة عند بدء موسم قطف الزيتون.
بدأ الأردنيون من مزارعين وعائلات في قطف أشجار الزيتون، هذا الموسم الذي يحمل في طياته آمالاً للمزارعين وفرحاً للعائلات. فلا توجد عائلة أردنية لا تشارك في قطف الزيتون في أيام الإجازات حيث تتوحد الجهود لعصر هذه الأرزاق المباركة كما يصفها الكثيرون.
الستينية أم رائد الزعبي ترى أن موسم قطف الزيتون، من أجمل المواسم السنوية التي تجمع العائلة والأصدقاء والاحتفال بما تنتجه الأشجار والذهاب إلى المعصرة وانتظار تذوق الزيت الجديد ومقارنته بالعام الماضي.
تقول الزعبي: "رغم أنني لا أستطيع قطف الزيتون بسبب حالتي الصحية إلا أنني أتواجد معهم في المزرعة التي تقع في محافظة إربد شمال العاصمة عمان. وأوفر لهم كل ما يرغبون به من الغداء وغيره، فنجتمع أنا وأحفادي الذين يأتون من عمان خصيصاً للقطف".
وتضيف: "المزرعة مساحتها 4 دونمات، ومزروعة بشجر الزيتون البلدي، وتعمل النساء على فرز الزيتون وتصنيفه، فهنالك زيتون يصلح للعصر، وآخر يخزن على شكل مخلل أي الكبيس. نبدأ بالقطف منذ الصباح، وقد نستمر ليوم إضافي بحسب الموسم وغزارته وقدرتنا البدنية، ونعامل الشجر بلطف وبواسطة اليدين نقطف ونستعمل السلالم للوصول إلى الأغصان العالية".
المزارع أبو قصي خزاعلة، من محافظة جرش الشمالية، يرى أن المزارعين سيعصرون في هذا الموسم زيتا أقل من السنة السابقة لأن شجرة الزيتون بطبيعتها تمنح سنة أكثر من الأخرى، والظروف الجوية تلعب دورا كبيراً خاصة توفر الأمطار ودرجة الحرارة. ويقول: "أفضل توقيت للعصر هو ما بعد شتوة أكتوبر التي تسمى بشتوة الزيتون، التي يرزقنا الله بها لغسل الأشجار وأيضاً تروي الأشجار بالمياه وينتج زيتاً بشكل أكبر".
يضيف خزاعلة: "في محافظة جرش تعتمد الكثير من العائلات تماما في تأمين حياتها المعيشية على موسم الزيت. وبالرغم من أن الشجرة تحتاج إلى العناية إلا أنها تمنح المزارع الرزق والأمل". وتابع: "عندي أرض مساحتها 10 دونمات. وهذه السنة حصلت على مايقارب 30 صفيحة زيت (تنكة)، التي يصل وزن الواحدة منها 16 كيلوجرام، وسوف أبيع التنكة بـ 70 دينارا.. ويبدأ الموسم منذ نصف شهر أكتوبر وأحيانا يستمر إلى كانون الأول".
أمين سر نقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون، نضال السماعين، يتوقع أن ينتج الأردن نحو 180 ألف طن ثمار، بين 26 ألف طن زيت و36 ألف طن ثمار للكبيس. ويلفت إلى أن كميات كبيرة من الزيتون لا يصلح للعصر أو الكبس، لكن كميتها المتوقعة أقل من العام الماضي بنسبة 10%. وأكد أن زراعة الزيتون تشكل أساساً في إعالة 120 ألف عائلة تعتمد على هذا الموسم بشكل أساسي.
ويردف قائلا: “من أفضل المناطق التي يزرع بها شجر الزيتون هي المناطق الشمالية والصحراوية. ويقدر متوسط استهلاك الفرد السنوي من زيت الزيتون 4.6 كيلوجرام من زيت الزيتون، ومن الزيتون المكبوس 6 كيلوجرام. والأردن لا يكتفي بالإنتاج المحلي بل أيضاً يصدر لدول الخليج والولايات المتحدة، إذ أن زيت الزيتون الأردني له طعم خاص ومرغوب بالسوق. ويقدر دخل الأردن السنوي من منتجات الزيتون ب 100 مليون دينار سنوياً. وبالتالي فهو ركيزة مهمة لدعم الأسر ومكافحة الفقر، ويتوقع أن يتراوح سعر التنكة بين 70 إلى 75 دينارا".
الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة، الدكتور نمر حدادين، يبين أن من الأسباب الرئيسية التي جعلت هذا الموسم أقل من سابقه، ارتفاع درجات الحرارة في المملكة بالإضافة إلى عامل هام وهو توقيت عصر زيت الزيتون، الذي لا ينصح بأن يكون في بداية شهر أكتوبر. ويقول: "كلما صبر المزارع على الشجر، منحه زيتا بكميات اكبر"، لافتا إلى أن في الأردن 131 معصرة، وتعادل المساحة المزروعة حوالي 36% من كامل المساحة المزروعة في الأردن، فيما تقدر عدد أشجار الزيتون في الأردن بحوالي 20 مليون شجرة.
وأوضح حدادين أن هناك حوالي 47 صنفاً محلياً ومدخلاً من أصناف الزيتون، تتباين في صفاتها واستعمالاتها، منها 13 صنفا محليا، ومنها: الزيتون نبالي، وهو أقدم أصناف الزيتون في الشرق الأوسط، ووجدت شجرته على ضفاف نهر الأردن. ويقول: "يشكل نبالي أكثر أنواع الزيتون زراعة حيث يتوفر بكثرة كزيت أو زيتون كبيس، ومن مشتقاته (نبالي محسن)، وكلا النوعين يعرفان بسهولة الزراعة وثبوتية الجذور، وغالبا تصل نسبة الزيت المستخرج من كلاهما إلى ما يتراوح بين 18% و28%".
ويضيف: "وهناك الزيتون الرصيعي، وهو صنف محسن عن الزيتون النبالي ويستخدم غالبا لإنتاج الزيت، وتتراوح نسبة الزيت المستخرج منه بين 15% و28٪، ويعرف بمذاقه المميز الذي يجمع بين النكهات الحلوة واللاذعة. وهناك أيضا الزيتون الصوري، ويستخدم أساسا لإنتاج الزيت، ويمكن زراعته في المناطق القاحلة والتربة المنخفضة، ويمتاز زيته برائحته العطرية وفي مذاقه لمسة حمضية".