الأردن يواجه مشكلة الأمية ببرامج واسعة لمحو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم.
"لقد شجعني أحفادي على تعلم هذه المهارات التي تعد أساسية وكنت أواجه مشاكل عديدة لعدم إتقاني إياها، انطلاقاً من عدم قدرتي على كتابة اسمي وتوقيع الوثائق المهمة، إلى قراءة وصفة الطبيب ومواعيد الأدوية."
دوافع عديدة لدى فاطمة اللوزي (50 عاماً) قادتها لمحو أميتها، والالتحاق بمركز منطقة الكمالية في العاصمة الأردنية عمان، الذي يوفر برنامجاً للنساء لمحو الأمية.
والآن بعد سنتين من التعلم أصبحت قادرة تماماً على القراءة والكتابة، وتقول فاطمة: الآن أصبحت أقرأ بسهولة ولا أنكر أن التعلم بعد هذا العمر صعب، ولكن ساعدني أحفادي وكل من يحيطني. في المركز يوجد 5 نساء غيري وهذا منحني الدعم النفسي وأخطط قريباً أن التحق بدورة الحاسوب ".
ويواجه الأردن مشكلة الأمية من خلال تشجيع الأفراد الذين لا يتمكنون من القراءة والكتابة الالتحاق في برامج محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم وموجودة في كافة المحافظات.
رئيس قسم الأصول التربوية في جامعة عمان العربية، الدكتور عودة أبو سنينة يرى أن مشكلة الأمية لا تقف فقط عند حدود تعلم القراءة والكتابة بل تنعكس على عملية التنمية المستدامة بالمجمل.
ويؤكد أبو سنينة أن محو الأمية حق من حقوق الإنسان الأساسية بغض النظر عن العمر، وأن التعليم يؤثر على مدى التقدم الذي تحققه الدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويوجد في العالم 758 مليون نسمة من الراشدين أميين لا يستطعون قراءة أو كتابة جملة واحدة من بينهم 505 ملايين امرأة.
وبحسب دراسات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" اليونسكو" الأخيرة، انخفض عدد الشباب الذين لا يملكون مهارات القراءة والكتابة بنسبة 25% خلال الفترة 1990-2015.
نبيلة سعود (55 عاماً) لم تسمح لها ظروفها المادية أن تتعلم، بسبب الزواج المبكر والانشغال بتربية الأبناء.
تقول سعود التي قررت محو أميتها: "واجهت مشاكل عديدة في حياتي بسبب الأمية، وقد نصحتني الواعظة في المسجد أن أتعلم القراءة وبالتالي أستطيع قراءة الصحف والقرآن الكريم وأيضاً تعلم مهارات الحساب، وقد أخذ معي تعلم هذه المهارات أكثر من سنة ونصف، ولكن في نهاية الأمر حققت حلمي وإن كان متأخراً".
الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية وليد الجلاد، يبين أن الأردن حقق نتائج ملموسة في برامج محو الأمية، وفي خفض نسبتها من عام إلى آخر، ويتواجد في كل محافظة مراكز تابعة لوزارة التربية والتعليم تعمل على تعليم مهارات القراءة والكتابة لفئة كبار السن.
وبحسب آخر إحصائية فقد بلغ عدد مراكز محو الأمية 479 مركزاً، ويقدر عدد الدارسين بها 5763، وبالطبع فإن عدد مراكز الإناث أكثر من مراكز الذكور، لعدة أسباب اجتماعية زادت من نسبة الأمية لدى النساء.
وتؤكد إحصائيات اليونسكو على أن الأردن يحتل المركز 52 من بين 158 دولة في مجال محو الأمية بشكل عام، ويحتل المركز الخامس عربياً بعد كل من ليبيا وفلسطين والسعودية والكويت.
ووفقاً للتعداد العام للسكان لعام 2015 فإن عدد سكان المملكة من الأردنيين وغير الأردنيين 9 ملايين و531 ألف نسمة، وبلغ عدد النساء أردنيات وغير أردنيات الأميات في المملكة نحو 466 ألف امرأة.