غرائب الأولمبياد.. قصة السباح الأبطأ الذي كتب التاريخ
تشهد دورات الألعاب الأولمبية على مدار تاريخها العديد من القصص الغريبة، والتي تظل دائما محفورة في أذهان الجماهير حول العالم.
ولعل واحدة من أغرب تلك القصص، قصة السباح الغيني الاستوائي إيريك موسامباني، الذي كتب التاريخ لبلاده، رغم كونه الأبطأ في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية.
"وايلد كارد" الأولمبياد
وترجع القصة إلى عام 2000، عندما قررت اللجنة الأولمبية الدولية وضع بند "وايلد كارد"، والذي يسمح لها بتوجيه دعوات لبعض الدول النامية للمشاركة في الأولمبياد، تشجيعا على التنمية الرياضية فيها.
ومن بين الدول التي استفادت بهذا القرار غينيا الاستوائية، حيث وجهت لها اللجنة الأولمبية دعوة للمشاركة، لتقرر المشاركة بفريق سباحة، رغم أنها لم تكن تمتلك أي سباح مُسجل.
وقررت الحكومة الغينية دعوة الشباب للمشاركة في أولمبياد سيدني 2000، غير أنه لم يستجب لتلك الدعوة سوى إيريك من جانب الرجال، وسباحة أخرى تُدعى باولا للسيدات.
صعوبات بالجملة
إيريك وباولا واجها صعوبات بالجملة بسبب ضعف الإمكانيات، أبرزها كان عدم وجود مسبح للتدريب فيه قبل السفر إلى العاصمة الأسترالية.
واضطر الثنائي للتدريب في مسابح أحد الفنادق، حيث كان يبلغ طوله 12 مترا فقط، في الوقت الذي كانت فيه المسابح الأولمبية يبلغ طولها 50 مترا.
وبالفعل، سافر موسامباني مع باولا إلى سيدني، وشاركا في رفع علم بلادهما لأول مرة بتاريخ الأولمبياد، قبل البدء في الاستعداد لخوض المنافسات.
وفوجئ السباح الغيني بقوة السباحين الأمريكيين الذين تدرب معهم في البداية، حتى صرح بعد ذلك قائلا إنه كان يعتقد أنهم بمثابة كائنات فضائية.
القدر يُدخل موسامباني التاريخ
ولعبت الصدفة دورا كبيرا في منح موسامباني فرصة دخول التاريخ، عندما اُستبعد منافساه من التصفيات الأولية بسبب ارتكاب خطأ في البداية.
وبات على إيريك أن يخوض السباق وحيدا أمام 17 ألف متفرج في سيدني، على أمل الوصول للنهائيات حال قطع مسافة 100 متر في دقيقة و10 ثوانٍ.
الحظ لم يكمل ابتساماته لموسامباني، حيث قطع السباح الغيني المسافة في دقيقة و52 ثانية، ليكون هو الرقم الأبطأ في تاريخ الألعاب الأولمبية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن موسامباني دخل تاريخ بلاده، بتسجيل تلك المسافة كرقم قياسي لبلاده، بسبب المشاركة لأول مرة.
أولمبياد أثينا
وبعد تلك القصة الملهمة، عاد إيريك إلى بلاده، وواصل التدريب بشكل مستمر، حتى نجح في التأهل إلى أولمبياد أثينا 2004.
وعلى الرغم من أحقيته في المشاركة، فشل موسامباني في خوض منافسات البطولة، بسبب بعض المشكلات في جواز السفر.
وبعد ذلك، تحول موسامباني إلى مدرب لفريق السباحة في بلاده، على أمل إعادته للمشاركة في الأولمبياد من جديد.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA==
جزيرة ام اند امز