في ليلة ظلماء من ليالي يوليو، انهمرت عيون العمانيين فرحاً بما زفته إليهم أجهزة المذياع من أخبار تتوالى من مسقط
في ليلة ظلماء من ليالي يوليو، انهمرت عيون العمانيين فرحاً بما زفته إليهم أجهزة المذياع من أخبار تتوالى من مسقط، السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد يتولى مقاليد الحكم في البلاد لينبلج فجر تاقت إليه الأنفس طويلاً. ولقد مضى على تلك الليلة ثمانية وأربعون عاماً.
في عام 1970 خاطب السلطان قابوس شعبه عبر المذياع قائلاً "أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل ... لقد كان بالأمس ظلاما ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها" ، ولا يزال يذكر العمانيون ذلك الوعد فيقارنون بين الأمس واليوم وكلهم شكر وامتنان لما حملته الأيام من بشرى لم تكن لتتحقق لولا الجهود المخلصة للسلطان الذي وحّد عمان تحت راية واحدة، وأنهى أي خلاف بين القبائل والطوائف والمناطق والأعراق وكل مكونات الوطن، ليتوحد العمانيون حوله، وليصبح اليوم بمثابة الأب للبلاد، فلا تجد إلا من يحمل تجاهه مشاعر البنوة المفعمة بالاحترام والتقدير والدعاء بأن يحفظه الله تعالى.
التصدي للكتابة حول يوم النهضة في سلطنة عمان لأمر ليس بالهين، فإيجاز 48 عاماً بمنجزاتها ونجاحاتها لا يمكن أن يكون منصفاً مهما بلغ السعي الحثيث إلى ذلك، ويبقى الحب والانتماء لعمان محفوراً في وجدان كل عماني مهما بلغ من العمر حتى وإن لم يشهد مرحلة التحول إلى النهضة، فهو يعيش في كل عام نهضة
لقد دخلت عمان تحت قيادة جلالة السلطان عهداً جديداً من التطور والتقدم والازدهار الداخلي، فشهدت منجزات شتى على كافة الأصعدة فيما حافظت على علاقاتها وعلى موقفها الثابت مع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فلم تدخر جهداً في دعم كل ما من شأنه توحيد الصف العربي، واستمرت في تعزيز علاقاتها مع كافة الدول العربية بشكل عام ولاسيما دول مجلس التعاون التي ساهمت في تأسيسه، لتوقع الاتفاقات والتفاهمات الاقتصادية والعسكرية وآخرها الانضمام للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية.
وفي خضم الاحتفاء بالذكرى التي تصادف اليوم الاثنين تأتي التهاني الرائعة من الأشقاء في دول الخليج العزيزة على الشعب العماني، من عبارات التهنئة والرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي والتي توجها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتغريدة قال فيها "أبارك لأخي جلالة السلطان قابوس المعظم ذكرى النهضة المباركة .. وأبارك لأخواني شعب عمان الشقيق مسيرة تاريخية مع هذا القائد العظيم.. الذي عرفه العرب جميعا بحكمته وحنكته.. وقاد عمان ببصيرة استثنائية استحق عليها احترام العالم"، فيما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يوم النهضة المجيد مسيرة مظفرة ومباركة تحققت فيها إنجازات استثنائية بفضل قيادة حكيمة ألهمت شعبها للعبور نحو المستقبل.
ختاما، لاشك أن التصدي للكتابة حول يوم النهضة في سلطنة عمان لأمر ليس بالهين، فإيجاز 48 عاماً بمنجزاتها ونجاحاتها لا يمكن أن يكون منصفاً مهما بلغ السعي الحثيث إلى ذلك، ويبقى الحب والانتماء لعمان محفوراً في وجدان كل عماني مهما بلغ من العمر حتى وإن لم يشهد مرحلة التحول إلى النهضة، فهو يعيش في كل عام نهضة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة