الصداقة والتعاون مع الأمم والشعوب الموازية في الإرث الحضاري تجعل حالة التقدم متميزة والتطور خلاقاً في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية
الصداقة والتعاون مع الأمم والشعوب الموازية في الإرث الحضاري تجعل حالة التقدم متميزة والتطور خلاقاً في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وفي مجالات العلوم الإنسانية والتكنولوجية بغية تحقيق معدلات إنتاجية في التنمية المستدامة وبالتالي الانطلاق نحو آفاق مستقبلية.
والحضارة الصينية تُعد بلا شك واحدةً من أعرق الحضارات التي عرفها الإنسان وتمتد عبر خمسة آلاف سنة دون انقطاع، لتصبح حضارة تتصف بعمق وسِعةٍ وتنوعٍ وحيوية قابلة للتطور مع مرور العصور ، ويحتوي منبع الثقافة الصينية على الفلسفة والأديان والأخلاق والفنون الأدبية والعلوم والتكنولوجيا والبيئة, متضمناً حكمة الأمة الصينية المتكونة من خلال وجودها وتطورها، إنها لا تعد إرثاً ثميناً للشعب الصيني فحسب بل ثروة مشتركة للبشرية جمعاء.
في ظل استمرار تطور العلاقات المتميزة بين البلدين لم يكن من المستغرب أن يحظى تراكم رصيد الإنجازات بين الإمارات والصين باهتمام الصحافة الاقتصادية العالمية التي اعتبرتها إنجازات مبنية على جهد كبير كرست له القيادة الرشيدة للإمارات جل اهتمامها
وتتضمن الثقافة الصينية الكثير من الأفكار الفلسفية العميقة والبسيطة، وتلك الأفكار الفلسفية لها علاقة وثيقة بالإنسان نفسه وبالمجتمع الإنساني، فإنها تهتم بأن تكون هذه الأفكار متماشية مع طبيعة الكون والأخلاق الإنسانية، وأن يكون الوفاق هو أساس الفلسفة الصينية عند تفسير الكون ومعالجة الأمور، لأن الوفاق في المنظور الصيني يحمل وجهين، وجه اللين ووجه القوة ويجمع بين قدرة إذابة جميع الأشياء وقدرة التسرب إلى كل ما في الوجود، فهو يعني السلام والتسامح والتعاون والتعايش السلمي.
ولهذا فإن هاجس الاستقرار الاجتماعي يحتل قمة اهتمامات القيادة الجديدة، وهذه القيادة تتسلم السلطة والبلاد تعيش أفضل مراحلها من حيث التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
وبالمقابل فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً واسعاً في مضمار التقدم والبناء، وأصبحت تتمتع اليوم بمكانة متميزة وكلاعب رئيسي في الخريطة الاقتصادية العالمية، حيث تبوأت المكانة اللائقة عربياً وإقليمياً ودولياً في كافة المجالات والاستمارات الاقتصادية، وفي مناحي التقدم والتنمية مما جعلها تحظى بمؤشرات الرخاء والسعادة والرضا والتسامح بين شعوب العالم، ذلك ما أكده الرئيس الصيني حين قال إن الإمارات تشكل واحة التنمية.
ومن هنا شكلت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ محور عمل وانطلاقة ذات أبعاد علمية واقتصادية وإنسانية شاملة، وباعتبار أن الصين ترى في الإمارات العربية نافذة بإطلالتها على العالم بأسره، والإمارات مقبلة على نهضة علمية متقدمة متمثلة في مشاريع الطاقة النووية، والطاقات المتجددة إضافة إلى مشاريع الفضاء وغيرها، وهو أمر يحتاج إلى خبرات تقنية متقدمة تؤدي من دون شك إلى تطور موازٍ في المؤسسات التربوية والتعليمية حتى تغدو قادرة على سد حاجة الدولة من الخبرات والتقنيات المطلوبة ، وهذه المعارف المكتسبة واستخداماتها تشكل القاعدة الأساسية في المؤسسات والمعاهد والجامعات الإماراتية.
وفي ظل استمرار تطور العلاقات المتميزة بين البلدين لم يكن من المستغرب أن يحظى تراكم رصيد الإنجازات بين الإمارات والصين باهتمام الصحافة الاقتصادية العالمية، التي اعتبرتها إنجازات مبنية على جهد كبير كرست له القيادة الرشيدة للإمارات جل اهتمامها خلال السنوات الماضية من أجل تطوير أداء مختلف القطاعات والمؤسسات الإنتاجية الصناعية والنفطية في الإمارات، حتى غدت الدولة نموذجاً متميزاً في التنمية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، دفع العديد من الدول حول العالم إلى توثيق علاقاتها الاستراتيجية معها على مختلف الصعد.
ودخلت الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة في تموز عام 2014م، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية التي ستعمل يداً بيد مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة – إياسات- على تأسيس واختبار مشاريع فضائية، ومن ثم إطلاق أول محاولة عربية لإرسال مسبار فضائي إلى كوكب المريخ، وهو مشروع مسبار الأمل الإماراتي، أول مشروع عربي وإسلامي من نوعه الذي يغني الحضارة والمعرفة البشرية.
والطموح يتجه نحو استمرار وتوطيد العلاقات مع الصين التي تقف إلى جانب قضايا العرب العادلة، فالتعاون المشترك البناء يعزز طبيعة هذه العلاقات ويرسي المبادئ المشتركة التي أرساها قادة البلدين، ويشجع على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية التكنولوجية والإنمائية والتجارية والسياحية والصناعية، انطلاقاً من علاقات الصداقة القديمة الجديدة بين بكين وأبوظبي، وطريق الحرير الشهير لم يكن إلا طريقاً لتبادل المنفعة والثقافة، وممراً لنفحات الصداقة الدافئة المشبعة بإنسانية الإنسان على مر الزمان.
قال أحد الحكماء الصينيين :إذا كان لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة