هل تكفي مليار شجرة أمريكا لتجاوز تحديات المناخ؟
عبر مشروع هو الأضخم عالميًا، تستشرف الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة تحديات وإشكاليات التغير المناخي من خلال زراعة مليار شجرة.
ملايين الأفدنة.. ومليار شجرة
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أصدرت توجيهات للحكومة في 25 يوليو/تموز 2022؛ لزراعة أكثر من مليار شجرة عبر ملايين الأفدنة من الغابات المحترقة والميتة، في خطوة تستهدف مكافحة تغير المناخ والخسائر المتزايدة في الغابات داخل البلاد.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إنها ستضطر إلى مضاعفة عدد شتلات الأشجار التي تنتجها المشاتل أربع مرات لتجاوز الأعمال المتراكمة وتلبية الاحتياجات المستقبلية.
وقال وزير الزراعة "توم فيلساك" في بيان أعلن فيه عن خطة إعادة التشجير: "غاباتنا ومجتمعاتنا الريفية والزراعة والاقتصاد مرتبطون عبر مشهد مشترك ووجودهم على المحك".
وأضاف، " فقط من خلال إجراءات جريئة وذكية مناخياً يمكننا ضمان مستقبلهم".
يأتي ذلك بعد أن أقر الكونجرس العام الماضي تشريعًا من الحزبين لزراعة 1.2 مليار شجرة على مدار العقد المقبل وبعدما أمر "بايدن" في أبريل الوزارة بجعل غابات البلاد أكثر مرونة مع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.
وتخطط دائرة الغابات في الولايات المتحدة لتوسيع نطاق العمل على مدار العامين المقبلين من حوالي 60 ألف فدان (الفدان يعادل 4200 متر مربع) أُعيد زراعتها العام الماضي إلى 400 ألف فدان سنويًا، حسبما قالت وكالة "إيه بي سي نيوز" نقلًا عن مسؤولين، على أن يكون معظم العمل في الولايات الغربية، حيث تحدث حرائق الغابات الآن على مدار السنة والحاجة أكثر إلحاحًا.
ومن المقرر أن تنفق دائرة الغابات هذا العام أكثر من 100 مليون دولار على أعمال التشجير، مع توقعات بأن يزداد الإنفاق في السنوات المقبلة إلى حوالي 260 مليون دولار سنويًا، بموجب قانون البنية التحتية الفيدرالية الشامل الذي تمت الموافقة عليه العام الماضي.
خسائر قياسية بفعل حرائق الغابات
معظم العمل سيكون في الولايات الغربية حيث تحدث حرائق الغابات الآن على مدار السنة ما يجعلها أكثر حاجة وإلحاحًا من غيرها من الولايات.
وقد دمرت الحرائق 5.6 مليون فدان حتى الآن في الولايات المتحدة هذا العام، مما يجعل 2022 من أعلى السنوات التي شهدت حرائق في البلاد، مع احتمالات بأن يصبح أكثر الأعوام اشتعالًا، ويتجاوز الرقم القياسي المسجل في عام 2015، عندما احترق 10.1 مليون فدان (4.1 مليون هكتار).
وتتجدد العديد من الغابات بشكل طبيعي بعد الحرائق، ولكن إذا اشتدت حدة الحرائق، يمكن أن تترك وراءها مناظر طبيعية قاحلة تستمر لعقود قبل عودة الأشجار.
إن التحديات التي تواجه هدف خدمة الغابات لا تزال قائمة، من العثور على بذور كافية إلى توظيف عدد كافٍ من العمال لزراعتها.
وتموت العديد من الشتلات قبل أن تصل إلى مرحلة النضج بسبب الجفاف والحشرات، وكلاهما يمكن أن يتفاقم بسبب تغير المناخ.
وقبل القرار الأمريكي، كان للاتحاد الأوروبي قرارًا مشابهًا، حيث أقر بموجب الاتفاقية الأوروبية الخضراء، واستراتيجية التنوع البيولوجي للاتحاد الأوروبي لعام 2030، الالتزام بزراعة ما لا يقل عن 3 مليارات شجرة إضافية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 مع الاحترام الكامل للمبادئ البيئية.
كما أعلنت منظمة الحفاظ على الطبيعة قبل عامين حملة “زرع مليار شجرة” في جميع أنحاء الكوكب ضمن برنامج رئيسي لـ مواجهة تغير المناخ واستعادة الغابات وإبطاء الأزمات المرتبطة بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز