لماذا يبكينا البصل؟
جرت العادة عند تقطيع البصل أن نذرف الكثير من الدموع، لكن ما السر؟
محاولة اكتشاف سبب بكاء الإنسان أمر مرهق؛ فنحن نبكي عند وقوع حالات وفاة، ومع العنف، والانفصال، أو حتى عندما يقول لك أحدهم كلمات تحمل في طياتها معنى طيباً.
لكن دعونا نتوقف لحظة لتقدير حالة البكاء عند تقطيع البصل، حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن البصل يجعلنا نبكي بسبب إطلاق مادة كيميائية تسمى عنصر لاكريماتوري أو "إل إف"، التي تهيج الأعين، مشيرة إلى أن تقشيره لن يجعل عينيك تمتلئ بالدموع، لكن إذا قمت بتقطيعها أو فرمها، فهذا ما سيحدث بك..
وعند تقطيع البصل يحدث امتزاج بين مكونين منفصلين؛ حيث يترابطان معًا مثل الجزيئات أو الأحجية، حتى يصبحان سلاحًا كيميائيًا محتملًا.
وقال مارسين غولتشاك، متخصص في الكيمياء الحيوية بجامعة كيس ويسترن ريسرف، والباحث الرئيسي بالدراسة، إن "الجزئيات قد لا ترى بعضها البعض، لكن إذا قمت بإتلاف الخلايا، فبذلك تساعدهم على الالتقاء وإطلاق هذه التفاعلات".
وأضاف أن هناك جزيئاً موجوداً بخلايا البصل يسمى حمض السلفونيك ونجده يطفو بالحشوة المائية، وهو يتوافق تمامًا مع البروتين، مما يغير البنية الكيميائية للجزئيات ويتحول هذا الحمض إلى جندي مسلح بغاز مسيل للدموع.
وعلى الرغم من الاتفاق على أن البصل يدفعنا جميعًا للبكاء، لكنه ليس واضحًا لماذا يبكي البعض أكثر من الآخرين، ولماذا توجد أصناف يمكن تحملها مقارنة بأخرى، لكن أوضح الدكتور غولتشاك، بأن قوة التأثير ربما تعتمد على مدى طزاجة البصل، أو كمية العنصر "لاكريماتوري"، أو حتى التحول الكيميائي الذي سيؤثر على نشاطه.
وطرحت "نيويورك تايمز" سؤالًا: هل يمكن تجنب تلك الدموع التي يسببها البصل؟
في اليابان، أقدم العلماء على تنمية بصل بلا دموع، لكنه يفتقر إلى النكهة الخاصة المعتادة له؛ حيث أكد الدكتور غولتشاك، أن "المذاق مختلف تمامًا".
وأشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أنه في حالة البصل الذي نستخدمه يوميًا، هناك خيارات، هي: وضع البصل في الثلاجة قبل تقطيعه، أو غمره في الماء أثناء القيام بذلك؛ حيث إن خفض الحرارة سيقلل من التفاعل الكيميائي، وبالتالي إطلاق نسبة أقل من عنصر "لاكريماتوري"، وعند وضعه في الماء ستضعف غازات عنصر "إل إف" مما يجعلها أضعف.
لسوء الحظ، لا توجد طريقة سهلة لتجنب بكاء البصل، لكن إذا كنت من محبيه، فأحيانًا عليك البكاء.