مع اقتراب "بلاك فرايداي".. إدمان التسوق الإلكتروني حالة نفسية احذرها

إدمان الشراء والتسوق عبر الإنترنت ينتشر بين الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والذعر، ويؤدي إلى صعوبات في العلاقات الاجتماعية والديون

ينبغي تصنيف إدمان التسوق عبر الإنترنت كـ"اضطراب نفسي فعلي"، حسب مجموعة من الأطباء النفسيين، خصوصاً مع اقتراب موسم التزيلات الضخمة والمعروف بـ"الجمعة السوداء" (Black Friday) في الغرب والجمعة البيضاء في الوطن العربي.

وقال الباحثون الألمان إنه في إمكانهم تحديد أعراض وصفات معينة للحالة المرضية التي أطلقوا عليها "اضطراب التسوق-الشراء" أو BSD اختصارا، ومدى تأثيرها على العقل، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأضافوا أن اضطراب التسوق-الشراء معروف منذ عقود، لكنه بدأ يتخذ معنى جديدا في عصر الإنترنت، وبات يؤثر على شخص من أصل 20 شخصا الآن.

وربما ينتهي الأمر بالأشخاص المولعين بإنفاق أموالهم عبر الإنترنت بتخزين الأشياء التي يطلبونها دون استخدامها، أو تراكم الديون عليهم، أو الشجار مع الأشخاص المقربين وفي النهاية فقدان السيطرة على الذات.

وقالت استريد مولر، الطبيبة النفسية في كلية طب هانوفر في ألمانيا، إن الوقت قد حان للاعتراف بالاضطراب وتشخيصه كحالة صحية نفسية منفصلة.

وفي دراسة لمولر وفريق من الباحثين، فحصوا 122 مريضا يسعون إلى المساعدة للتخلص من إدمان التسوق عبر الإنترنت ووجدوا أن معدلات الاكتئاب والذعر لديهم مرتفعة عن المعدل الطبيعي.

ووجد فريق الدراسة أن زيادة عدد المتاجر الإلكترونية وتطبيقات الشراء والتوصيل حتى باب المنزل أضافت بعدا جديدا كليا إلى مفهوم إدمان الشراء.

وأوضح الفريق أن الإنترنت جعل عملية التسوق أكثر توفرا وسهولة وفي كثير من الأوقات بأسعار معقولة، فضلا عن أن المتاجر الإلكترونية مفتوحة 24 ساعة على مدار اليوم ويمكن للأشخاص الشراء دون الحاجة إلى التعامل مع بائع أو حمل البضائع في الطرق؛ ببساطة يمكنهم شراء كل وأي شيء عبر الإنترنت ومواقع مثل أمازون Amazon وبوهو Boohoo.

وأضاف الفريق أن المصاب باضطراب التسوق-الشراء، خصوصا عبر الإنترنت، يُدخل في حلقة من الرغبة الشديدة في شراء الأشياء وشعور بالارتياح عند إنفاق المال. ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى انهيار السيطرة على الذات والضيق الشديد ومشكلات نفسية أخرى وصعوبات في العلاقات الاجتماعية والفوضى المادية والديون.

وحاليا لا يتم تشخيص إدمان الشراء كحالة نفسية منفصلة، بل يندرج تحت "اضطرابات السيطرة على الدوافع"، ونظرا لأن له عواقب نفسية خطيرة، يحتاج إلى مزيد من الانتباه.