لا أعلم لماذا تذكرت أوبريت الحلم العربي في مقطعه الشهير "ده حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا كلنا كلنا"
لا أعلم لماذا تذكرت أوبريت الحلم العربي في مقطعه الشهير "ده حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا كلنا كلنا" ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مرعب، فلم يعد هناك وطن عربي كما كنا نحلم، بل أجزاء مجزأة متقطعة ضعيفة نهشتها ثورات ما سمي بالربيع العربي، ولا أعلم من ذلك الغبي الذي أطلق عليه هذا المسمى، فلم يكن ربيعا بل كان سقطة مروعة دمرت وشردت، وفرقت، وأظلمت على وطننا الكبير من المحيط إلى الخليج، وقطعت أوصاله، سفكت الدماء ورملت النساء وقتلت أطفالا وشردت أجيالا، ولا يزال يعاني منها إلى الآن.
إلى ذلك الحين لا نقول إلا أن الأنظار تتوجه إلى السعودية والإمارات في عودة أمجاد العرب والسلام للشعوب المستنيرة المحبة للسلام، التي تعبت من ويلات الحروب المتكررة وضعفت اقتصاديا وحضاريا وتأخرت تقدما بسبب هذا الإرهاب المتعنت والمجرم بحق الإنسانية
وحتى الخليج العربي لم يسلم من شرارات النار ورائحة البارود وأصبح يعاني، ففي ظل هذه الظروف التي نعيشها اليوم من حالة عدم الاستقرار والنيران التي تشتعل هنا وهناك لا نرى أي توافق أو مواقف واضحة بين أعضائه سوى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، هذه الدول الخليجية التي تحالفت مع بعض أشقائها العرب لتقف أمام التمدد الإيراني الذي بدأ في منطقتنا من اليمن ودعمها لمليشيا الحوثي التي انقلبت على الشرعية، أما من تبقى فهم ما بين وسيط ومحايد، ولا أعلم لما الوساطة أو الحياد في مثل هذا الوقت الذي يتطلب وقوف كل دول الخليج مع الحليفين السعودية والإمارات، فلا مجال للوساطة ولا مجال للحيادية، فهذه أرض واحدة وجسد واحد لو تداعى طرف فسيذهب الجسد بأكمله.
أقل ما توصف به الأنظمة التي تراهن على إشاعة الفوضى اليوم هو الجهل السياسي وعدم معرفة نتائج ما تقوم به، تماما كما يحدث اليوم من استغلال إيران لمليشيات الحوثي، تلك الحفنة من الجهلة الذين تمتطيهم لتصل من خلالهم إلى أجندتها في السيطرة على اليمن والممرات البحرية، ولا يعلم الحوثي بأنه في حال سيطرت إيران على بلده سيصبح ممن يقبلون الأقدام ويجمعون بقايا تراب أحذية قوافل الإيرانيين، وسيطال اليمن الدمار والخراب والفقر والتشرد والتشتت، كما نرى اليوم حال العراق وسوريا ولبنان.
إيران اليوم تحاول أن تشعل المنطقة وتجرها إلى حرب كبيرة، باستفزازها الدول المجاورة ومنها المملكة العربية السعودية والتي تعاملت بحكمة مع الضربات الأخيرة التي شنتها إيران على حقول أرامكو، باعتقادها بأنها بذلك ستوقف إمدادات النفط، وعرض خدماتها لتعويض هذا النقص، ولكن إن كان هذا السبب فهو استنتاج ساذج وخاطئ، وأما إن كان لجرها إلى حرب فهي الخاسر الأكبر.
القائمة تطول بعد إيران وتركيا للدول الطامعة في منطقتنا وخيراتها، ومن مصلحتها أن تظل تحت صفيح ساخن، لذلك لا بد من الحكمة والصبر والتأني في كثير من القرارات التي ستتخذ في الفترة المقبلة وبالأخص من المملكة العربية السعودية كردة فعل على الهجمات الإيرانية لحقولها النفطية، وكذلك نكرر ونقول إن باب التوبة مفتوح كما يقولون لقطر ونظامها، ولا بد للعودة إلى البيت الخليجي الآن راضية، والعمل على الشروط المطلوبة منها، والحل كما يقال لا يزال بأيديهم، بعدها ستوجه الدفة إلى استرجاع العرب إلى العرب، والى ذلك الحين لا نقول إلا أن الأنظار تتوجه إلى السعودية والإمارات في عودة أمجاد العرب والسلام للشعوب المستنيرة المحبة للسلام، التي تعبت من ويلات الحروب المتكررة وضعفت اقتصاديا وحضاريا وتأخرت تقدما بسبب هذا الإرهاب المتعنت والمجرم بحق الإنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة