قطع خزف تعكس أصالة الأكلات الشعبية العالمية
الدكتور خالد سراج يعد أحد أبرز الفنانين المصريين المشغولين بالبحث عن القيم الجمالية لفن الخزف باستخدام ثيمات شعبية وزخرفية مغايرة.
في حدث نوعي وفني مغاير، يستضيف جاليري "خان المغربي" بالقاهرة معرضاً جديداً لكنه لا يحتفي هذه المرة بلوحات فنية لمشاهير الفن التشكيلي، وإنما يحتفي بطلاب يدرسون فن الخزف، قرروا تقديم "مائدة" عامرة للزوار.
بدأت القصة أثناء مناقشة طلاب السنة الثالثة بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان بمصر، أفكار مشاريعهم العملية لهذا العام، أمام أستاذهم مدرس مادة الخزف الدكتور خالد سراج.
وألهم اختيار المشروع الذي اتسم بالعفوية الشديدة، الأستاذ للاحتفاء بأفكارهم خارج أسوار الجامعة، إلى قلب الحدث التشكيلي، من خلال تنظيم معرض بعنوان "على المائدة".
يروي الدكتور خالد سراج لـ"العين الإخبارية" قصة المعرض ويقول: "تنقسم مشاريع طلبة كلية الفنون التطبيقية كل عام ما بين 3 أقسام، وهي: الخزف التعبيري، والخزف المعماري، والخزف الصناعي، ذلك الأخير الذي يشمل استعمالات الحياة اليومية، ووجدت من اقتراحات طلبة السنة الثالثة هذا العام ميلهم لابتكار أدوات خزفية للمائدة، وليس هذا فقط، بل ادماجها في أفكار مرتبطة بالتراث الشعبي للطعام في مصر بشكل لافت، حتى إنني ما زلت أتذكر اقتراح إحدى الطالبات بصنع أطباق لتقديم العسل والطحينة".
لمعت الفكرة وتطورت، وطوّر الأستاذ مع طلبته قوالب صنع الخزف التي بدأت في أخذ أشكال أوانٍ للأكلات الشعبية التي تتسع لمائدة عامرة، فصنعوا أطباقاً للفول والطعمية والفتة والكشري والفطير "المشلتت" وأطباقاً لتقديم الجبن والبطيخ، وهي أكلة يفضلها المصريون خلال فصل الصيف.
يسرد الدكتور خالد سراج: "أعحبني جداً حماسهم للفكرة وسعيهم الجاد لتنفيذ أفكار مختلفة، وحتى الاتساع للتعبير عن الثقافة المحلية والعالمية أيضاً، حتى إننا نجد تصميماً لطقم الشاي الإنجليزي الشهير، كما صممت طالبة أخرى طقم شاي مصرياً، ونجد طقم فطور فرنسياً، وطقماً خزفياً لتقديم الحلويات الغربية".
يشارك في المعرض أكثر من 25 طالباً بأعمالهم، وتستلهم أعمال المعرض الملامح المصرية القديمة، فتجد طبقاً تم تصميمه على شكل مفتاح الحياة، إحدى أيقونات مصر الفرعونية، وتتنوع خامات أدوات المائدة في المعرض بما بين الخزف الحجري والخزف الأرضي والبورسلين.
وإلى جانب الثيمة المميزة لأعمال المعرض، فإن ثمة ملامح خصوصية أخرى في هذا المعرض، أولها أنه معرض نوعي مُخصص بالكامل لفن الخزف، والثاني أنه معرض أبطاله من الطلاب.
ويعتبر الدكتور خالد سراج أن احتضان أعمال الطلبة وإبرازها في المحافل الفنية المرموقة أمر يحدث في الكثير من دول العالم المتقدم، ويتمنى أن يكون المعرض نواة لهذا التفاعل بين طلاب الفنون والمعارض الفنية والتشكيلية.
والدكتور خالد سراج حاصل على دكتوراه الفلسفة قسم الخزف في كلية الفنون التطبيقية بمصر، ويعد أحد أبرز الفنانين المشغولين بالبحث عن القيم الجمالية لفن الخزف من خلال التجريب والخروج عن نمطية الجسم الخزفي باستخدام ثيمات شعبية وزخرفية مُغايرة، وله في ذلك مشاركات محلية ودولية في العديد من دول العالم منها إسبانيا والمجر وألمانيا والنمسا وغيرها.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز