"أوبك+".. تنبؤات صعبة لمستقبل اتفاق خفض الإنتاج
يواجه محللو أسواق النفط الخام، صعوبة في التنبؤ بمستقبل مصير اتفاق خفض إنتاج النفط المقرر اتخاذ قرار بشأنه من جانب "أوبك+" الخميس.
وتعقد اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج بمجموعة أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا، الخميس، اجتماعها الدوري وسط تحسن في أسعار النفط الخام فوق 75 دولارا بالنسبة لخام برنت، فيما بدأت الإصابات بالمتحور الهندي لفيروس كورونا التسارع في انتشاره مجددا.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين بمجموعة "أوبك+"، الأربعاء، إنه من المتوقع أن تناقش المجموعة تمديدا محتملا لاتفاق إمدادات النفط لما بعد أبريل/نيسان 2022، بعدما حذرت لجنة تابعة لـ"أوبك+" من "عدم يقين كبير" وخطر تكون تخمة نفطية العام المقبل.
- السعودية وروسيا تقودان "أوبك+" لتخفيف تخفيضات النفط
- قرار "مهم" من منتجي النفط الصخري.. ما خطوة "أوبك+" المقبلة؟
ويعود السبب في احتمالية تكون تخمة في معروض النفط الخام، إلى تباين التعافي الاقتصادي العالمي من جهة، وعودة تسجيل إصابات متسارعة خلال الأسبوعين القليلين الماضيين، وعودة فرض قيود على الحركة والسفر.
كان تحالف "أوبك+" بدأ تنفيذ اتفاقية لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا تم تخفيفها تدريجيا اعتبارا من أغسطس/آب الماضي، ومطلع العام الجاري، فيما لا يعرف مصير تخفيف القيود لما تبقى من 2021.
والاجتماع المرتقب، يمهد لاتخاذ قرار بشأن مصير الاتفاق لما تبقى من العام الجاري، وبالتحديد في جزئية تخفيف قيود الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب القادم، أو تمديد الخفض الحالي بناء على السيناريوهات الحالية.
وبحسب رويترز، أظهر تقرير اللجنة المعروفة باسم اللجنة الفنية المشتركة، أنها تتوقع فائضا من النفط بحلول نهاية 2022 بموجب تصورات مختلفة لوضع العرض والطلب في سوق النفط.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن سوق النفط ستعاني عجزا على المدى القصير، فإن تخمة تلوح في الأفق فور أن تنهي أوبك+ تخفيضات الإنتاج.
وقالت اللجنة إنها ما زالت تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع ستة ملايين برميل يوميا في 2021 لكنها قالت إن ثمة "قدر كبير من عدم اليقين" يؤثر على الطلب يشمل تباين وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي وارتفاع الديون السيادية والتوزيع غير العادل للقاحات وتزايد الإصابات بسلالة دلتا من كوفيد-19".
وخلال وقت سابق اليوم، قال وزير الطاقة الكازاخستاني نورلان نوجاييف، بأن بلاده ستدعم زيادة إنتاج النفط في اجتماع تحالف "أوبك بلس" المقرر غدا الخميس.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عنه القول إن التحالف لا يزال يجري مشاورات بشأن ما إذا كان سيرفع الإنتاج وحجم الزيادة بالنسبة لشهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر القادمين.
وأعلنت وزارة الطاقة، في بيان منفصل، أن كازاخستان خفضت توقعات إنتاجها لعام 2021 إلى 85.3 مليون طن، مقابل 86 مليون طن في السابق.
توقعات بارتفاع أسعار النفط
ويتوقع رؤساء بعض كبرى شركات النفط العالمية استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الشهور المقبلة في ظل غياب الاستثمارات الجديدة في القطاع، مع استمرار تنامي الطلب على الطاقة نتيجة استئناف الأنشطة الاقتصادية بعد رفع القيود وإجراءات الإغلاق التي تم فرضها في أغلب دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وانضم الرؤساء التنفيذيون لشركات مثل رويال داتش شل وتوتال إنيرجيز إلى بنوك الاستثمار وشركات تجارة السلع العالمية في القول إن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل، في حين قالوا إن تذبذب الأسواق قد يدفع الأسعار إلى التراجع مرة أخرى.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن دارين وودز الرئيس التنفيذي لشركة النفط الأمريكية العملاقة إكسون موبيل قوله إن نقص الاستثمارات في قطاع النفط سيظل يحد من الإمدادات في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب مع عودة نشاط الاقتصادات، وبعد ذلك ستتحسن الإمدادات لتستعيد السوق توازنها، على المدى الطويل، و"لكن على المدى الأقصر سنرى ارتفاعا جديدا للأسعار".
في الوقت نفسه تتوقع شركة ترافيجورا جروب إحدى أكبر شركات تجارة النفط في العالم وصول سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل خلال العام المقبل. وكان بنك أوف أمريكا توقع ارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل أيضا.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى زيادة الطلب على خام برنت القياسي خلال العام الحالي بأكثر من 40% مقارنة بمستواه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مع تراجع حدة جائحة فيروس كورونا واستئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين وأوروبا مما أدى إلى زيادة استهلاك الوقود.
وبحسب تقديرات بنك أوف أمريكا، يمكن أن يصل سعر خام برنت إلى 100 دولار للبرميل خلال العام المقبل.