"أوبك" تبقي على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 و2023
أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الثلاثاء، على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الخام في 2022 و2023 بعد خفضها عدة مرات.
صعود اقتصادي محتمل
وقالت أوبك -بحسب "رويترز"- إنه في حين أن التباطؤ الاقتصادي "واضح تماما"، إلا أن هناك جانبًا صعوديًا محتملًا يتمثل في تخفيف سياسة "صفر كوفيد" التي تبنتها الصين لمكافحة فيروس كورونا.
وقالت أوبك في تقرير شهري إن الطلب على النفط في 2023 سيرتفع 2.25 مليون برميل يوميًا، أو نحو 2.3%، بعد نمو 2.55 مليون برميل يوميا في 2022. ولم يتغير التوقعان عن الشهر الماضي.
نظرة حذرة بشأن الطلب العالمي على النفط
تقرير منظمة أوبك الأخير للعام الحالي اتسم بنظرة حذرة، نتيجة عدم اليقين الذي يطبع 2023، لا سيما لناحية آفاق الطلب على النفط من قِبل الأسواق الرئيسية، مع استمرار الاضطرابات الجيوسياسية، والنشاط الاقتصادي المتفاوت للدول، فضلاً عن عدم وضوح الإجراءات المتعلقة بسياسة "صفر كوفيد" في الصين.
التقرير الصادر اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، اعتبر أن العام المقبل "لا يزال محاطاً بكثير من عدم الوضوح، ما يتطلّب الحيطة والحذر". مؤكداً على استمرار الجهود الاستباقية لتحالف "أوبك+" حفاظاً على استقرار السوق.
وأبقى تقرير أوبك لشهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو الأول بعد وضع الاتحاد الأوروبي حدّاً أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل، قبل 8 أيام، توقعاته للعرض والطلب، للعامين الحالي والمقبل، عند نفس مستويات تقرير الشهر الماضي.
في حين استمرّت تقديرات ارتفاع المعروض من خارج دول المنظمة عند 1.9 مليون برميل يومياً لهذا العام، و1.5 مليون برميل يومياً لعام 2023.
وفق حسابات أجرتها وكالة بلومبرغ للأنباء، تظهر بيانات تقارير أوبك الصادرة منذ بداية العام، أن المنظمة خفّضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2022 بمقدار 40%، إلى 2.5 مليون برميل يومياً بالوقت الراهن، من 4.2 مليون برميل يومياً بتقرير يناير/كانون الثاني.
النظرة الحذرة لتقرير أوبك الأخير، وتجميد توقعات العرض والطب على ما هي عليه، تتسق مع إبقاء تحالف "أوبك+"، باجتماعه الأخير مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، لإنتاج النفط عند مستوياته الحالية دون تغيير، حتى دراسة تأثير الخفض بمقدار مليوني برميل يومياً، الذي أُعلن عنه باجتماع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
استقرار الأسواق هدف "أوبك+" وسط التحديات
ومن جانبه، فإن تحالف "أوبك+" يعمل للتخفيف من المؤثرات الدولية المتسارعة الحالية، التي تضر بدورها المنتجين والمستهلكين في آن واحد. وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، بعد انتخابه أمس الإثنين رئيسًا لمجلس وزراء منظمة "أوابك" بدورته الجديدة لعام 2023، التي استضافتها الكويت، أن أهم التحديات التي تواجه السوق النفطية: "جيوسياسية، وصحية، والحروب والتوترات العسكرية".
وأوضح: "نعمل في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها على التخفيف من كل هذه المؤثرات لأن التوترات السياسية واحدة من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة وتضرر المنتجين والمستهلكين في آن واحد، وعلينا توظيف النفط والطاقة للتقريب بين الدول".
وأكد وزير النفط العراقي، بحسب بيان صحافي، أن "أغلب الدول العربية المنضوية في منظمة أوابك، تمثل وتشكل ثقلاً كبيراً في الإنتاج النفطي العالمي، ولهذا يتطلب إعادة النظر في نظامها الأساسي، وبما يمكنها من لعب دور أكبر لتحقيق تطلعاتها في التعامل الواقعي مع التحديات التي تواجه السوق النفطية، وصولاً إلى تحقيق مزيد من الاستقرار في الأسواق العالمية". موضحاً: "للصراع الأوروبي - الروسي أثر سلبي على استقرار الأسواق العالمية".