اجتماع أوبك.. انسحاب روسيا وتعنت إيران وتفاؤل الجزائر
لا شيء يبعث على التفاؤل من اجتماع أوبك غير الرسمي إلا أن المسؤولين الجزائريين لا يزالون يأملون في الخروج بالملموس
لم تنجح جهود الجزائر الحثيثة، على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد بأرضها، في تحويل لقاء أوبك إلى دورة استثنائية تخرج بقرارات ملزمة، فيما فضلت روسيا الانسحاب في آخر لحظة من الاجتماع، لتزيد من احتمال فشل التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الدول المنتجة للنفط.
بذل المسؤولون الجزائريون ساعات طويلة في كواليس منتدى الطاقة الدولي، لمحاولة إقناع كبيرة الدول المنتجة للنفط، بضرورة اغتنام فرصة التقائها على أرض الجزائر، لاتخاذ قرارات آنية وملزمة تمنع مزيدا من التدهور في أسعار النفط التي تتلمس كل جديد قد تخرج به دول أوبك وروسيا من لقائهم.
وقد حرص الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بنفسه، على استقبال وزراء الدول المنتجة للنفط فردا فردا، من أجل التوسط بينهم لحل الخلافات التي تكمن وراء تمسك كل طرف بوجهة نظره، منبها في كل اللقاءات إلى أن الفرصة الحالية تعد مناسبة جدا لإعادة رسم سياسات جديدة في السوق، من شأنها وقف الخسائر الهائلة التي تتكبدها الدول النفطية جراء نزول الأسعار.
والتقى سلال في هذا الصدد، بكل من وزير نائب وزير النفط والصناعة والموارد المعدنية السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وبوزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنكنه، كما تباحث أيضا مع وزير النفط الفنزويلي يولوخيو ديل بينوو الروسي ألكسندر نوفاك.
غير أن المفاجأة كانت كبيرة، بإعلان وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة أن روسيا لن تشارك في اجتماع أوبك غير الرسمي، بعد أن كانت أبدت ترحيبها بالحضور في السابق إثر دعوة حملها الوزير بوطرفة شخصيا إلى نظيره الروسي بموسكو، فيما لن يرد أي سبب رسمي على الانسحاب الروسي غير المتوقع.
وتشير مصادر من داخل المؤتمر إلى أن الجو العام الذي سبق لقاء أوبك، هو الذي يكون قد دفع الجانب الروسي إلى عدم المشاركة، إذ لم تظهر أي نية من خلال تصريحات مسؤولي الدول الفاعلة في الخروج بقرار مشترك يعيد الانتعاش لسوق النفط.
وقد أشار إلى هذا السبب بلغة دبلوماسية، وزير الطاقة الروسي، بعد استقباله من قبل الوزير الأول الجزائري، حيث قال: "إن التوصل إلى حل ملموس يعتبر مسارا معقدا نوعا ما، لأن الدول المنتجة تعيش أوضاعا مختلفة سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وقدرتها على التأثير على سوق النفط".
وانخفضت الرهانات على مؤتمر الجزائر، مباشرة بعد تصريحات وزير النفط الإيراني واضحا في أن بلاده ترفض تثبيت إنتاجها وتسعى لاستعادة حصتها كاملة في السوق، وتأكيد دول أخرى رفضها لتحويل اجتماع الجزائر إلى دورة استثنائية.
ولاقى تصريح الوزير الإيراني انتقادا لاذعا من الصحافة الجزائرية التي اتهمته بقتل نتائج المؤتمر قبل انعقاده، وأوردت صحيفة "الخبر" واسعة الانتشار على صدر صفحتها الأولى بالبنط العريض "خرجة إيرانية تهدد اجتماع الجزائر بالفشل"، وتوقعت صحف أخرى نفس المصير للاجتماع بسبب ما وصفته الصراع السعودي الإيراني داخل أروقة أوبيك.
وعلى الرغم من كل العوامل التي عكست المأمول من لقاء أوبك، إلا أن المنتظر بحسب المسؤولين الجزائريين، حتى وإن لم يتم الخروج بقرارات ملزمة، هو إيجاد أرضية مشتركة للاتفاق بين الدول الأعضاء في أوبك من خلال وضع كل السيناريوهات المحتملة التي من شأنها أن تساعدهم على اتخاذ القرار المناسب في اجتماع فيينا القادم.