اقتصاد
تفاصيل تحركات "أوبك" لوقف نزيف النفط وتنفيذ اتفاق الجزائر
دول منظمة "أوبك" تبدأ سلسلة تحركات جادة، الأسبوع المقبل؛ لوقف نزيف النفط وتنفيذ اتفاق الجزائر لخفض إنتاج البترول ورفع أسعاره.. ماذا سيفعلون؟
قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الجمعة، إن مسؤولين بالمنظمة سيعقدون سلسلة اجتماعات غير معتادة في الأسابيع الستة القادمة لوضع التفاصيل النهائية لاتفاق لخفض الإنتاج تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في الجزائر.
وتشير هذه السلسة من الاجتماعات التي تبدأ باجتماع على مستوى الوزراء في إسطنبول، الأسبوع المقبل، إلى أن المنظمة باتت -على النقيض من النصف الأول من 2016- أكثر جدية الآن بشأن إدارة تخمة الإمدادات العالمية ودعم الأسعار.
وفي البداية سيجتمع وزراء الطاقة من أوبك مع بعضهم البعض وكذلك مع مسؤولين روس في محادثات غير رسمية بشأن إنتاج النفط في اسطنبول، الأسبوع المقبل، مع استضافة المدينة التركية لمؤتمر الطاقة العالمي في الفترة من 9 إلى 13 من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت وزارة الطاقة الروسية، نقلا عن الوزير ألكسندر نوفاك، في بيان، الجمعة، إنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن تثبيت الإنتاج قبل اجتماع أوبك المقرر في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقالت المصادر في أوبك إن من غير المتوقع اتخاذ قرار في إسطنبول، لكن مع ذلك فإن الاجتماع سيكون فرصة للمسؤولين كي يناقشوا الخطوة التالية بعد اتفاق الجزائر الذي تم التوافق إليه بعد جهود دبلوماسية مكثفة.
وقال مسؤول بأوبك يشارك في المحادثات: "كنت مشغولا بشدة في الأسابيع الأخيرة".
ووافقت أوبك في 28 سبتمبر/ أيلول على خفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، وهو أول خفض للإنتاج منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
لكن الوزراء نحوا جانبا مسألة تحديد حجم إنتاج كل دولة من الأعضاء البالغ عددهم 14 عضوا محيلين القضية إلي ما تسميها المنظمة لجنة رفيعة المستوى.
وستعمل هذه اللجنة التي ستضم على الأرجح مجلس محافظي المنظمة وممثلي الدول على وضع تفاصيل الحصص المخصصة لكل دولة قبل اجتماع أوبك القادم على مستوى الوزراء في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال مصدر آخر بأوبك: "الجميع سيكونون مشغولين حتى نهاية نوفمبر".
وقالت مصادر بأوبك إن من المتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول في مقر أوبك بفيينا في الفترة يومي 28 و29 أكتوبر/ تشرين الأول. ويلي ذلك اجتماعات لمحافظي أوبك لمناقشة استراتيجية المنظمة طويلة الأجل -والتي جرى تأجيلها بسبب خلافات في العام الماضي- فضلا عن أمور إدارية أخرى في الفترة بين الأول والرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضافت مصادر أوبك أنه عقب ذلك سيعقد اجتماع فني لممثلي الدول الأعضاء بأوبك في فيينا في الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني ومن المحتمل أن يعقبه اجتماع آخر للجنة الرفيعة المستوى في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني. وستقدم اللجنة بعد ذلك توصياتها للوزراء عندما يجتمعون في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وهذا العدد من الاجتماعات ليس على غرار ما كان يتم عقده في أوائل هذا القرن حينما كان وزراء النفط بأوبك يجتمعون نحو 7 مرات سنويا لإدارة سياسة الإمدادات لكنها تمثل زيادة في النشاط مقارنة مع السنوات القليلة الماضية.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، في كلمة ألقاها في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ24 بواشنطن: "ما زالت المشاورات مستمرة بين أعضاء أوبك الأربعة عشر. واللجنة الرفيعة المستوي التي أطلقها مؤتمر أوبك تمضي قدما في تنفيذ اتفاق الجزائر". وأضاف "يجري اتخاذ خطوات لمواصلة تطوير إطار عمل لمشاورات رفيعة المستوى بين أوبك والمنتجين المستقلين. نعتقد أن هناك أرضية صلبة ومشتركة لجهود تعاون مستمرة بين المنتجين من داخل أوبك وخارجها على السواء".
aXA6IDMuMTM2LjI1LjI0OSA= جزيرة ام اند امز