صحيفة "الشروق" الجزائرية قالت إن اجتماع "أوبك" قارب 7 ساعات بعدما كان مقرر إنهاؤه في ظرف ساعتين
كشفت صحيفة جزائرية النقاب عن "كواليس" الاجتماع غير الرسمي لدول منظمة "أوبك"، الذي عقد في الجزائر، الأربعاء الماضي، وخلص إلى اتفاق على خفض الإنتاج إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميًّا.
وقالت صحيفة "الشروق" اليومية، اليوم السبت، إن الاجتماع قارب 7 ساعات بعدما كان مقرر إنهاؤه في ظرف ساعتين، وأن كواليس داخلية جعلت الاجتماع يطول حتى تم التوصل للقرارات المتخذة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن "أصعب ما لغّم لقاء الجزائر هو موقف إيران، التي رفضت في البداية بالأشكال كافة التنازل عن حصتها، حيث تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيًّا واتصل بالسلطات الإيرانية لإقناعها بضرورة الموافقة على حل وسط، مستغلاًّ العلاقات الدبلوماسية الحسنة بين الجزائر وإيران".
وهو الأمر الذي جعل الطرف الإيراني – بحسب المصادر- يتنازل جزئيًّا ويميل إلى "الاتفاق" مع السعودية أيضاً، ويخفض حصته من 4.1 إلى 3.8 مليون برميل، بفارق يعادل 150 ألف برميل، مقارنة مع ما كانت تنتظره الجزائر، وتحقيق نوع من المرونة في موقف السعودية، التي رفضت في البداية تخفيض إنتاجها بنصف مليون برميل، لولا تنازل إيران عن جزء من حصتها، وبلوغها 3.6 مليون برميل.
وتابعت الصحيفة: "حسب ما استقته (الشروق) من "معركة الكواليس"، فإنه في حدود الساعة الثالثة بعد زوال يوم الأربعاء، دخل وزراء الأوبك كافة قاعة الاجتماع، حيث جلس الوزير نور الدين بوطرفة (وزير الطاقة الجزائري) إلى يمين رئيس المنظمة القطري محمد السادة، والأمين العام النيجيري محمد بيركاندو، وجلس وزراء السعودية وإيران إلى الطاولة المستديرة بشكل متقابل، حيث كان إلى يمين المسؤول القطري وزراء السعودية والإمارات وفنزويلا ونيجيريا، ثم في الجهة الأخرى وزراء إيران وليبيا والكويت وأندونيسيا والغابون والإكوادور والعراق".
وافتتح الجلسة بوطرفة الذي تحدث باللغة الإنجليزية، قائلاً إن الاجتماع يجب أن يخرج بقرار، ولن يتم إنهاؤه من دون ذلك، ليعترف بعده رئيس المنظمة القطري محمد السادة، بالوضع المزري الذي تعيشه سوق النفط وضرورة الوصول إلى حل.
واستغرق المجتمعون، بحسب الصحيفة، أزيد من ساعتين أي من السابعة مساء إلى التاسعة لإقناع الدول المشاركة بضرورة جعل اجتماع الجزائر رسميًّا، وقراراته ملزمة، في حين أن الطرف الجزائري ممثلاً في بوطرفة، ناضل خلال اللقاء لمنح امتيازات تفضيلية لليبيا التي عادت للتو لتسويق نفطها، بسبب الظروف الأمنية الصعبة، في حين لجأ الوزير السعودي إلى التغريد عبر تويتر ساعتين قبل نهاية الاجتماع، مبلغاً ببوادر انفراج الأزمة وتحقيق الاستقرار، وهو ما رفع سعر البرميل في ظرف 7 ساعات بـ6 دولارات.
وطلب بوطرفة تخفيض الإنتاج بأكثر من 750 ألف برميل، خاصة أن هذه الكمية لا تمثل سوى ثلث الإنتاج الزائد، إلا أنه كان من الصعب إقناع الأطراف كافة بتخفيض أكثر، ويتعلق الأمر بإيران والسعودية التي ترفض تقليص إنتاجها لأكثر من نصف مليون برميل، مع ضرورة منح صيغ تفضيلية للدول الأخرى، على غرار ليبيا ونيجيريا والعراق.
وقالت الصحيفة، إنه سبق اجتماع الجزائر لقاءات ثنائية بين رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ووزراء طاقة إيران والسعودية وروسيا قبل مغادرته الجزائر في محاولات سريعة لإحداث التوافق بين الدول متباينة المواقف.