كيف حافظ "أوبك+" على استقرار سوق النفط؟.. 3 سنوات فاصلة
لعب تحالف "أوبك+" دورا مؤثرا في دعم واستقرار سوق النفط العالمية، متعهدا بالحفاظ على ذات المسار حتى نهاية اتفاق خفض الإنتاج في 2023.
وقال الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص، اليوم الإثنين، إن القرار الجماعي بخفض الإنتاج في أكتوبر/ تشرين الأول كان خطوة صحيحة، مشيرا إلى أن الفضل يجب أن يُنسب إلى تحالف "أوبك+" الذي قام بدور بناء في دعم استقرار السوق العالمية.
وأضاف الغيص، خلال حديث مع "رويترز" على هامش مؤتمر أسبوع الطاقة في الهند، أنه يجب الاعتراف بدورنا البناء والإيجابي في دعم استقرار السوق العالمية، بما يتضمن تذكير أنفسنا بأن مجموعة العشرين والدول المستهلكة الكبرى أشادت بنا لتحركاتنا التاريخية التي اتخذناها منذ 2020".
العام الماضي، وافقت أوبك+، تحالف يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين من بينهم روسيا، على خفض مستوى الإنتاج المستهدف مليوني برميل يوميا بما يعادل نحو 2% من الطلب العالمي من نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى نهاية 2023 بهدف دعم السوق.
وفي البداية، أثار القرار الذي اتخذه التحالف في أكتوبر/ تشرين الأول انتقادات حادة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، لكن ديناميكيات السوق منذ ذلك الحين أثبتت أن الخفض شكل تحركا حكيما، حيث دارت أسعار النفط قرب 85 دولارا للبرميل انخفاضا من مستويات مرتفعة تخطت 100 دولار للبرميل في 2022.
وحول هذا النجاح للتحالف، قال الغيص: عقدنا اجتماعا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في الأول من فبراير/شباط وراجعنا كل شيء بصورة شاملة من وجهة نظر فنية بحتة وخلصنا إلى نتيجة مفادها أن القرار الذي تم اتخاذه بشكل جماعي في أكتوبر/تشرين أول كان القرار الصحيح.
والرسالة الأساسية التي خرجت بها لجنة "أوبك+" التي اجتمعت يوم الأربعاء مفادها أن التحالف سيحافظ على ذات المسار حتى نهاية الاتفاق في 2023.
كان الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، قال يوم السبت، إنه لا يزال متمسكا بنهج حذر فيما يتعلق بأي زيادة في الإنتاج.
وأضاف الغيص: نراقب في أوبك+ على الدوام وعن كثب السوق بما في ذلك وضع الطلب وهو يتطور بعد فتح الأنشطة في الصين.. ونعتقد أن هناك ثقة كبيرة في أوبك+ وقراراتها، إذ أثبتنا مرارا استعدادنا للتحرك بشكل فوري والاستجابة للطبيعة الديناميكية للسوق.
ارتفاع أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط في بداية تعاملات يوم الإثنين، بعد أن هبطت نحو 8% الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد أن طغت المخاوف بشأن الاقتصادات الرئيسية على مؤشرات انتعاش الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا أو0.2% إلى 80.13 دولار للبرميل عند الساعة 0502 بتوقيت جرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 9 سنتات بزيادة 0.1% أيضا إلى 73.48 دولار للبرميل.
وكان خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت قد هبطا 3% يوم الجمعة بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأمريكية القوية مخاوف من استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في رفع أسعار الفائدة وهو ما عزز بدوره الدولار.
وعلى الرغم من هيمنة مخاوف الركود على السوق الأسبوع الماضي، أكد فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية يوم الأحد أن تعافي الصين لا يزال محركا رئيسيا لأسعار النفط.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يأتي نصف نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام من الصين حيث قال بيرول إن الطلب على وقود الطائرات آخذ في الارتفاع.
وأكد بيرول أنه اعتمادا على مدى قوة هذا التعافي، قد يتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها(أوبك+) إعادة تقييم قرارهم بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا حتى عام 2023.
وقال بيرول خلال حديثه لرويترز على هامش مؤتمر للطاقة في الهند: "إذا ارتفع الطلب بقوة وإذا تعافى الاقتصاد الصيني، فإنني أري أنه ستكون هناك ضرورة كي تنظر دول أوبك + في سياساتها (الإنتاج)".
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز